المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"حلب".. قصة صمود تروى بين الأطلال

الأربعاء 14/ديسمبر/2016 - 07:12 م
سارة صقر
طباعة
"تحاك الأساطير في الروايات.. وتحقق في الأزقة" بهذه الكلمات يوصف أهالي حلب يومياتهم مع القصف والإبادة من قبل شبيحة بشار الأسد والداعمين له من مليشيات إيران وتركيا.

"حلب" مدينة الصمود تقف بمفردها معزولة في وجه قوي دولية أرادت اتخاذ سوريا ذريعة لتنفيذ مخططها في الصراع الدائر بينهم بين إيران وسوريا من جانب والولايات المتحدة الأمريكية من جانب آخر، ليعيش المدنين السوريين بين فكي الصراع.

إعدام جماعي

منذ أن سيطرت الحكومة السورية بقيادة بشار على أكثر من 95 ٪ من المناطق في حلب، بحسب ما قاله المرصد السوري لحقوق الإنسان، حتى انتشرت عمليات الإعدام رميًا بالرصاص وطعنًا بالسكين للأطفال والنساء، حيث أعدمت قوات النظام 60 من عناصر المعارضة في الأحياء الشرقية، فيما أفاد الدفاع المدني في حلب، بأن جثث القتلى تملأ الشوارع في حلب، وتحت الركام مع استمرار القصف العنيف.

وكان يوم الاثنين الماضي موعدًا لمجموعة إعدامات ميدانية ارتكبتها قوات النظام والمليشيات الأجنبية الحليفة لها، وهو ما دفع إلى تنظيم اعتصامات ليلية في مدن سورية عدّة تضامنًا مع حلب، وقد اعتقلت وأعدمت عشرات المدنيين في أحياء بستان القصر والكلاسة والفردوس، بعد سيطرتها.

تهجير قسري

ولم يكتفي بشار الأسد بعملية الإبادة الجماعية الموجهة لأهالي حلب، ولكنه يسعى لتنفيذ سياسة ممنهجة لتهجير الأهالي قسريًا، تنفيذًا للمقترح الروسي، وفقًا لمساعيها في السيطرة على كبرى مدن الشمال السوري وتغيير هوية بعض المدن، وتسليمها لمليشيات طائفية ترتكب في الأحياء التي تسيطر عليها تباعًا في شرقي حلب مجازر وتصفيات ميدانية، الأمر الذي يقوّض العملية السياسية ويدفع القضية السورية إلى مستويات أخطر، وصراع طويل الأمد.

المقترح

ويقضي المقترح الروسي بخروج المدنيين القاطنين في الأحياء الشرقية في مدينة حلب، في مقابل تحقيق الاستقرار في هذه الأحياء، وتخفيض مستوى العنف، وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

ويؤكد المقترح أن على حكومة النظام وحلفائها أن تضمن سلامة خروج كل المقاتلين وأفراد عائلاتهم، والمدنيين من المدينة، وضمان البقاء للمدنيين الذين يرغبون في ذلك بشرق حلب، وإعطاء الضمان العلني بأن كل المقاتلين أو المدنيين الذين سيخرجون عبر ممرات الإجلاء من المدينة لن يحتجزوا أو يتم إيذاؤهم.

كما ينصّ على إنشاء ممرات إجلاء عدة، يشار إليها بوضوح للسماح بالخروج الآمن لمقاتلي المعارضة المسلحة والمدنيين من شرق حلب، والتواصل مع المدنيين في حلب لإعلامهم بشروط الإجلاء والتوقيت والعملية وممرات الخروج، والأمكنة التي يمكن للمقاتلين والمدنيين التوجه إليها.

ويتيح المقترح الروسي للمدنيين مغادرة شرق حلب، والذهاب إلى أي مكان، كما يتيح لمقاتلي المعارضة الخروج من المدينة مع أسلحتهم الخفيفة باتجاه محافظة إدلب، أو إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي.

تغيير هوية المدن

ويقول محمد زيدان، مصور صحفي من حلب، أن الوضع كارثي في حلب وإحصائيات القتلى، التي تصدر عن الدفاع المدني، هي أرقام حقيقية وقد تكون أقل من الحقيقة لأنه قد يكون بقي أشخاص تحت الأنقاض لم يتم إخراجهم بعد، لافتًا أن هناك محرقة بحق ٤٠ ألف مدني محاصر في شرقي حلب ضمن مساحة ٢كيلو متر.

وأضاف "زيدان" في تصريح خاص لــ"المواطن"، أن التهجير القسري هو إخراج أهالي الأحياء المحاصرة من قِبل ميلشيات روسيا وإيران بهدف تغيير هوية المدن السورية مثلما حدث في داريا وحمص وجنوب دمشق، حيث تم تهجير الأهالي الأصليين ووضع ميلشيات إيرانية شيعية وتغير ديموغرافي كامل للأرض.

وتابع "زيدان"، أنه لا يوجد تضامن من باقية المدن السورية، موضحًا أن الأمر ليس تخاذل من الأهالي ولكن بحسب الوضع الأمني في المنطقة ومن يسيطر عليها لا يستطيع التفوه بحرف وإلا يعرض للإعدام الفوري.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads