أثار الفيديو المتداول عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، لأب سوري ينتمي لتنظيم داعش يقوم بإرسال طفلتيه لتفجير نفسهما في دمشق، غضب أخصائي الصحة النفيسة والأطفال، الذين أكدوا أن مثل هذه الممارسات ستعمل على تدمير صحة ونفسية الأطفال، وتساهم في نشر العنف والتطرف في المجتمع.

وقالت الدكتورة إيمان دويدار، استشاري الصحة النفسية للأطفال، إن السلوك الأبوي من المفترض أنه يعبر عن الحماية لأبنائه سواء كانوا إناث أم ذكور ومحاولة إنقاذهم من أي خطر، ولكن ما يظهر الفيديو لا يقف عند حد تسليم الأب لهم بيده ليس للخطر فحسب ولكن لكي يكونوا فاعلين لما فشل فيه.

وأضافت دويدار، في تصريح لـ"المواطن"، إن حث طفلة لا تتجاوز العشر سنوات على التواجد وسط الخطر له رد فعل سلبي على الأطفال تجاه آبائهم، لافته إلى إحساس التخلي عن الابنة أو الابن أيا كانت الأسباب أو المبررات لذلك حال فعله يخلق لدى الأبناء الشعور بالوحدة والإحساس بعدم القبول لهم من قبل والديهم إضافة إلى خلق مشاعر انعدام الثقة في والديهم وفى أنفسهم أيضا.

ولفتت دويدار، أن ما حدث بالفيديو قد يكون له تأثير سلبي لأنه سيخلق لدى الأبناء مشاعر عدائية تجاه الآخرين حتى أقرب الناس إليهم إذا ما عاملوهم بقسوة، وأن كانت سلوك الأبناء الغير سوي مبررا لذلك، ونشر أن هذا الفيديو سيبث في نفوس الأطفال مزيد من مشاعر الخوف وعدم القبول والعدوان، وهو ما يدمر نفسية الأطفال ومن ثم حياتهم بالكامل.

ودعت استشاري الصحة النفسية للأطفال، إلى ضرورة نشر الأفكار والمواد الإعلامية التي تدعو للتسامح ليكتسبها الأطفال وتصبح أسلوب حياتهم، والابتعاد تماما عن فيديوهات العنف التي تبث من خلال الجماعات الإرهابية.


في السياق ذاته عبرت شيرين حمزة، استشاري التأهيل السلوكي والأسري، عن استيائها من الفيديو المتداول، ووصفته بـ"المهزلة"، مؤكدة أن رؤية الأطفال لمثل هذه الفيديوهات تدمر نفسيتهم من الناحية الفسيولوجية.

وأضافت حمزة في تصريح لـ"المواطن"، أن هذه الفيديوهات ستفتح تساؤلات عديدة لدى الأطفال، يصعب على الوالدين الإجابة عليها بشكل مقنع.

وتابعت حمزة، بالطبع نحن جميعا نقف بقلوبنا مع إخوتنا وأطفالنا السوريين، ولكن لا بد من مراعاة نفسيه أبنائنا والحفاظ عليها، حتى لا يصبحون دواعش في المستقبل، لافتة أن هذه الفيديوهات ستتسبب في كوارث عديدة منها محاولة تقليد الأطفال لها، وتدمير سلوكهم، واعتناقهم الفكر التكفيري والانتحاري.