"الخلاعة والدلاعة مذهبي من زمان".. نماذج فنية تناولت الجنس والخمر صراحة

الأحد 29/يناير/2017 - 05:04 م

منار إبراهيم

"بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة" كلمات من أغنية كتبت بأوائل القرن الـ20، وانتشرت حينها في مصر نوع من الأغاني التي تتناول كلمات تتمتع بالجرأة والإيحاءات الجنسية بشكل صريح، وشارك فيها الكثير من مطربين وملحنين هذا الجيل، وكانت تقدم في شكل "طقطوقة"، وتؤدى بين فصول المسرحيات بهدف تسلية الجمهور خلالها.

وشقت "طقاطيق" تلك الأنواع من الأغاني طريقها إلى النجاح بين الجمهور، وأدى إلى انتشارها تحديدًا بعد الحرب العالمية الأولى، وشارك في هذه الظاهرة ملحنون كبار مثل الشيخ زكريا أحمد، وسيد درويش، ومحمد القصبجي، ومحمد عبد الوهاب، وقام بغنائها أشهر المطربين والمطربات مثل أم كلثوم، ومنيرة المهدية، ونعيمة المصرية، وبديعة مصابني ومحمد عبد الوهاب، وأغلبها كانت من تأليف محمد يونس القاضي.

وانتشرت أيضًا في هذه الفترة "أغاني الصهبجية" التي تتناول الخمور والمخدرات والقمار والتي حظيت بشعبية كبيرة، وكانوا يغنون في المقاهي وفي حفلات الزفاف الشعبية، وربما يرجع اللقب الذي أطلقوه على أنفسهم لتحريف كلمة صحبة، أو إلى الخمر "الصهباء"، ومع ظهور الحشيش والكوكايين في تلك الفترة غنى لها سيد درويش الذي لحن أيضًا أغنية عن لعب الورق "القمار" وغناها محمد عبد الوهاب.

وعن جذور علاقة هذا النوع من الأغاني بالمسرحيات، تقول الدكتورة ياسمين فراج في كتابها "الغناء والسياسة في تاريخ مصر"، الصادر عن دار نهضة مصر، إن بدايات القرن العشرين كانت امتدادًا لنهايات القرن التاسع عشر، فقد ظهرت إرهاصات للمسرح العربي على يد فرقة سليم النقاش في نهاية القرن التاسع عشر، والتي ضمت الشيخ سلامة حجازي ليغني بين فصولها القصائد.

وتضيف قائلة إن الشيخ سلامة حجازي عمد إلى إظهار الجديد من أفكاره، فبدأ يغني في بدء الروايات وختامها المارشات، والسلامات الخديوية، والقصائد، والنوع المهذب من المنولوجات الحماسية المنطوية على المبادئ والأخلاق الحميدة.

ويعرض "المواطن" أبرز الأغاني التي تتناول الجنس والخمر والمخدرات بشكل صريح.

الحشاشين "التحفجية"