المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

بالصور.. التحطيب بالعصا لعبة اخترعها الفراعنة وتوارثها الأجيال في الصعيد

الأحد 05/فبراير/2017 - 11:35 م
داليا محمد
طباعة
مباراة العصا تكون على أنغام المزمار بين شخصين، حولهما دائرة من المشجعين يتابعون حركاتهما بدقة، ينتظرون اللحظة التي يستطيع أحدهما إسقاط العصا من يد الآخر حتى يعلنوا فوزه والاحتفال به.

وتسمى هذه اللعبة "التحطيب" أو الرقص بالعصا، وهي معروفة في أنحاء مصر، إلا أنها تنتشر بكثرة في محافظات الصعيد، حيث يولع بها أبناء الجنوب، وهذه اللعبة الشعبية يبحث عنها الهواة والمحترفون في الموالد أو الأفراح، ويذهبون وراءها في أي مكان لإشباع رغبتهم في ممارستها، كما شكلت مفردة أساسية في بعض لوحات الفنانين التشكيليين.

وتعود هذه اللعبة إلى عصر الفراعنة، وهي من الألعاب التي تشجع على الفروسية والمهارة في القتال، فهي ليست، كما يظن البعض، تقتصر على مجرد الإمساك بالعصا والوقوف أمام الخصم لمبارزته، بل لها قواعدها وأصولها الصارمة التي لا بد من تعلمها جيدا قبل حمل العصا، فعدم التعرف على قواعد وأصول هذه اللعبة التاريخية من الممكن أن يعرض الشخص للسخرية من الآخرين، وقد تصل في بعض الأحيان للقتل.

تبدأ اللعبة بتكوين حلقة دائرية من المتفرجين من جميع الاتجاهات في وضع الجلوس على الأرض أو الوقوف، ويقوم عازفو المزمار البلدي باختيار مكان متميز لهم على جانب الحلقة لسببين؛ الأول أن العصا لا بد أن تبدأ على أنغام المزمار، والثاني لكي يقوموا بعملية جمع الأموال من الأطراف الراغبة في اللعب، ويكون بداخل الحلقة مُحكّم يفصل بين المتخاصمين في حالة حدوث مشاجرة أو اختلاف بينهما، ثم يبدأ المبارز "أو الفارس"، أولًا بالتحية والسلام لمنافسه برموز وحركات معينة باستخدام العصا، ويستمران في المبارة، وفي النهاية بعد فوز أحدهما يتعانق اللاعبان، ويشارك الجمهور الفائز في الرقص على أنغام المزمار.

وتساهم هذه اللعبة في إضفاء جو من البهجة والمرح، على كل المتفرجين الذين يأتون أيضا من قرى بعيدة لمشاهدة هذه اللعبة الفريدة، وهناك شرط أساسي لا بد من الالتزام به لدخول حلقة المنافسة في هذه اللعبة وهو ارتداء الجلباب الصعيدي الشعبي، ومن دونه لا يمكن لأي شخص أن يشارك في اللعبة.

وتعتبر العصا هي محور التحطيب، والأداة الأساسية التي لا يمكن أن تبدأ اللعبة من دونها، هذا ما يوضحه الشاب الصعيدي أشرف شحاتة، مضيفا أن العصا أداة ورمز، لها جذورها في الموروث الديني والشعبي، خاصة عند أهل الصعيد، فقد تم ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى: (قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى)، كما أن للعصا أشكالا وأصنافا واستخدامات متعددة، لكن تشتهر في التحطيب باسم "الشومة"، حيث تتسم بالصلابة وصعوبة الكسر، ويؤدي استخدامها في الضرب إلى القتل أحيانا ولكن نادرا ما يحدث أي أذى لأي من المتبارزين إلا إذا كانت هناك عداوة مبيتة عند أحد الطرفين، وبخلاف التحطيب فقد اعتاد أهل الصعيد والفلاحون استخدام الشومة في أنشطة كثيرة في حياتهم، ربما لأنهم يتجولون في حقولهم ليلا ويحتاجونها للحماية من الذئاب والحيوانات الضارة، أو لانتشار الثأر في تلك المنطقة، مما حتم استخدامها كوسيلة للدفاع عن الذات.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads