المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

3 أساطير تفسر التقارب الإسرائيلي الإثيوبي.. و"المياه" مطمع صهيوني قديم

الخميس 16/مارس/2017 - 12:25 م
شريهان أشرف
طباعة
لم تتوقف إسرائيل يوم عن المساعي نحو ترسيخ أقدامها هنا وهناك، لم تتوقف لحظة واحدة منذ نشأتها الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية عام 1948، فمنذ الشرارة الأولى لوجود هذا الكيان الصهيوني في المنطقة العربية وهو يسخر كل ما لديه من إمكانيات لتثبيت وجوده مهما كان الثمن.

ويثير التقارب الإثيوبي من إسرائيل في الساحة الإفريقية، حالة من الغموض والقلق حول طبيعة المصالح المشتركة بين الطرفين، وتأثيرها علي مصالح دول المنطقة، في ظل الكثير من الآراء التي تؤكد دعم إسرائيل لإثيوبيا في العديد من المجالات الاقتصادية والسياسية وفي إقامة مشروع سد النهضة الإثيوبي.

وفي الحقيقة أن هذا التعاون المشترك، له أصول وتاريخ، البعض منها مجرد أساطير وخرافات تدولات والآخر حقيقة وما بين هذا وذاك نعرض الحقيقة.

"أسطورة صهيونية.. ترجع الأصل الإثيوبي لليهود"

في البداية، هناك أسطورة صهيونية، منتشرة تقول إن الدم اليهودي يسري في عروق "منليك" وهو أول حاكم إثيوبي، واعتبارهم - على حد زعم الأسطورة - ينحدر من صلب نبي الله سليمان عليه السلام، وقد استغلت إسرائيل تلك الأسطورة، في توطيد العلاقات مع إثيوبيا التي تناصب مصر والعرب العداء منذ تولي الشيوعي الراحل منجستو هيلامريام قيادة أثيوبيا.

"أسطورة إفريقية.. تكشف حقيقة الفلاشا مور وتطور العلاقات الصهيوإثيوبية"

ويتداول الإسرائيليون، أيضًا بعض الأساطير الإفريقية منذ عهد النبي سليمان عليه السلام أي القرن الثالث قبل الميلاد، وحسب تلك الأساطير فإن للنبي سليمان ابنا من الملكة سبأ التي يسميها الأحباش "ماكدا" وهو جد الأحباش كما أنه هو مؤسس الإمبراطورية الحبشية، واسمه "منليك الأول" هو ابن ملكة سبأ.
بالمقابل يقولون أن قومية (أمهرا) التي ينتمي إليها الأباطرة الذين حكموا إثيوبيا وآخرهم الإمبراطور "هيلا سيلاسى" ينتمون إلى سلالة سيدنا سليمان، وتشير الأساطير الحبشية إلى أن الوصايا العشر مخبأة في جبال الحبشة وهذا ما أكده الكاتب البريطاني "غيرهام غرين"، إلى احتمال وجودها في أثيوبيا وعليه تخرج جميع كنائس الحبشة التابوت "المزيف" الذين يدعون أنه لسيدنا سليمان، ويطاف به حول المدن الرئيسية وهي طقوس تمارس حتى اليوم.

وقد اعتبر إمبراطورًا إثيوبيًا "هيلا سيلاسي" نفسه بأنه "أسد يهوذا" وكان يفتخر أنه ينحدر من الملك سليمان الذي تربط الأساطير به سلالة "الفلاشا" أيضًا".

ولهذا أيضًا استغلت إسرائيل قصية الفلاشا أو يهود أثيوبيا، وهم أقلية يهودية تدعى "يهود إثيوبيا" معروفين باسم "الفلاشا مورا" والتي تعني بالعبرية "الهائم على وجهه" أو "المهاجر"، ومركزهم الرئيسي في إثيوبيا في إقليم أمهرًا وتحديدًا في مدينة "غوندار" في شمال شرق أثيوبيا، حيث تم اكتشافهم في القرن التاسع عشر ولكنهم لا يتكلمون العبرية، وتطلق هذه المجموعة على نفسها "أبناء إبراهيم" و"بيت إسرائيل".

"أسطورة حقيقية.. وتوجهات إثيوبيا بعد كامب ديفيد"

كان الدافع الأكبر للصهاينة لتعظيم هذه العلاقات التاريخية هو أن إسرائيل فشلت في الوصول لمياه النيل في أسفل النهر من مصر، من خلال مشروع ترعة السلام التي كانت تصل مياه النيل إلى صحراء النقب عقب توقيع معاهدة كامب ديفيد بعد رفض الشعب المصري لذلك، فقامت بالالتفاف من جهة المنابع، حيث اندفعت تجاه إثيوبيا بهدف توثيق علاقاتها مع إسرائيل بغية تحقيق هدف مشترك بين الدولتين، وهو كسر الطوق العربي في البحر الأحمر، ونزع الصفة القومية عن هذا البحر.

ومنذ ذلك الحين راحت تل أبيب ترسل شركاتها لإقامة استثمارات ضخمة هناك، وانتقلت إسرائيل إلى العمل المباشر هناك خلال الثمانينات بوصول خبراء إسرائيليين لكل من إثيوبيا وأوغندا لإجراء أبحاث تستهدف إقامة مشروعات للري على النيل تستنزف 7 مليار متر مكعب أو 20%من وارد النيل إلى مصر، وذلك على الرغم من انتفاء الحاجة إلى مشاريع ري مائية في أوغندا التي تتلقى أمطارًا استوائية تبلغ سنويا 114 مليار متر مكعب.

وقد حظيت أثيوبيا باهتمام خاص من إسرائيل، لأنها تمتاز بميزات سياسية وجغرافية وعسكرية وأمنية فريدة في نوعها؛ إضافة إلى كونها تعتبر نفسها قلعة في محيط إسلامي لا زال يموج بالصراعات، والأزمات، ولا يزال يواجه أنماطًا عديدة من العنف والأزمات المتعددة مما يجعلها المفتاح للتغلغل في إفريقيا وتطعن فيها الأمن القومي العربي.

ولأن من الأهداف الإستراتيجية الخفية لإسرائيل في القارة الإفريقية، تطويق عدد من البلدان العربية من بينها مصر والسعودية واليمن والسودان، فقد كانت ورقة مياه النيل، هي الأفضل للضغط على مصر والسودان.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads