المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

بطن البقرة.. معاناة العيش مع الحشرات وتقاسم المرض.. والدولة محلك سر

السبت 08/أبريل/2017 - 02:57 م
رشا محمد
طباعة
حالة من البؤس والعيشة المزرية، تشهدها منطقة "بطن البقرة" الواقعة في مصر القديمة، حيث خرجت جغرافيا عن اهتمام الدولة وبؤرة عمل الحكومة، مما جعلها تهدد حياة قاطنيها، وتُثير الرعب في نفوسهم ليعتبرون أنفسهم أمواتًا مدفونين في "قبر الإهمال".

مع نهاية كوبري العاشر من رمضان بشارع صلاح سالم، على الجانب الأيمن، تحديدا، تجد معارض للخزف والفخار بينها ممرات ضيقة، وهذه الممرات تأخذك إلى منطقة ذات كثافة عالية يعيش بها حوالي 4 آلاف أسرة، على 29 فدانا بحسب حصر محافظة القاهرة، إنها منطقة " بطن البقرة"، التي يعيش سكانها في ممرات ومدقات وعرة تنخفض وترتفع بك، ولا تتسع سوى لمرور شخصا واحدا مترجلا.

وبات عالم هؤلاء أقرب من الموت إلي الحياة، فسكان "بطن البقرة" ينتمون إلى عالم الأحياء، ولا يشغل بالهم الثورة، ولا غيرها سوى سكنا آمنا وطعاما وشرابا وملابس يكسوا بها أجسادهم من برد الشتاء ولهيب الشمس.

لا حياة لمن تنادي

وبالرغم من تسليط الضوء من قبل وسائل الإعلام عليهم، إلا أنهم سئموا المسئولون، الذين لا حياة لمن تنادي لهم، فبيوتهم المصنوعة من الخشب والصفيح والطوب النيئ، آيلة للسقوط في أي وقت وبالفعل سقط عددا من البيوت وتم ترميمها مرة أخري، ولم يتحرك أحد من المسئولين تجاههم.

منازل آيلة للسقوط

منازلهم أحواشً، يستأجرها الأهالي ويشمل كل حوش 10 غرف تعيش داخل كل غرفة أسرة، يبلغ إيجار الغرفة منها 51 جنيهًا شهريًا، وكل حوش به حمام واحد فقط تستخدمه العائلات العشر، وتشاركهم في استخدامه الحشرات لتصبح أمراض الكلي والكبد والجلدية سمة أساسية لسكانها، وكل صباح يصطف سكان الحوش لينتظر كل منهم دوره ليدخل دورة المياه المشتركة بين الصبيان والبنات دون أدني مراعاة لآدمية الإنسان.

العيش برفقة الحيوانات والحشرات

يعيش مع سكان"بطن البقرة"، الحيوانات والحشرات فيتقاسمون معهم المرض والسعي وراء العيش، تختلط مياه المجاري بمياه الشرب – إن وجدت – وأكوام القمامة لا تنفصل أبدًا عن غرف نومهم، أهالي "البقرة" يحسدون سكان المقابر على حالهم فهم أسوأ منهم فحجرات الحوش الواحد تشبه المقابر ذاتها.

مصنفة كمنطقة خطورة أولى

من جانبه أكد الدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة، في مطلع أغسطس 2015، أن منطقة بطن البقرة بمصر القديمة، تعد إحدى المناطق العشوائية المصنفة كمنطقة خطورة أولى، ويقطنها نحو 4 آلاف أسرة، مشيرا إلى أنها منطقة بها أجزاء خطيرة جدًا.
وأضاف "السعيد"، في تصريحات صحفية، أن المنطقة تقع في حي مصر القديمة بجوار مشروع الفواخير، وملاصقة لمبانِ شركة المعادى للتنمية والتعمير، وفى نطاق متحف الحضارة وجامع عمرو بن العاص ومجمع الأديان، وتبلغ مساحتها 29 فدانا تقريبا، ويقع جزء منها على حافة الجبل، وهو ما يصنفها كمنطقة خطورة أولى "مهددة للحياة"، كما تصنف كمنطقة خطورة من الدرجة الثانية كسكن غير ملائم.

وأوضح محافظ القاهرة، أن الوضع الراهن للمنطقة يتمثل في أن معظم المباني حالتها الإنشائية متدهورة وبها شروخ إنشائية واضحة، كما لا يوجد بالمنطقة صرف صحي، وتستخدم بيارات يتم كسحها، مما يسهم سلبا في تشبع الأرض بمياه المجاري، بما يؤثر مباشرة على الحالة الإنشائية للمباني، كما أن وصلات المياه في المنطقة تتم من خلال الشبكات غير الرسمية ووصلات خلسة، موضحا أن الكثافة السكانية عالية بالمنطقة، وهناك بعض الأنشطة التجارية.

انهيار العقارات رغم الوعود بالإصلاح

وعلى مدار الأشهر الأخيرة، قطعت محافظة القاهرة على نفسها وعودًا بتطوير المنطقة، إلا أن الوضع كما هو، فقبل عام انهارت عشر عقارات في المنطقة، فقررت المحافظة نقل الأسر إلى مساكن بديلة في مدينة 6 أكتوبر، إلا أنّ المنطقة لا تزال على حالها، رغم أن الحلول الحكومية التي قدّمت قبل أشهر، تمثِّل إحداها في نقل أصول أرض الخيالة من شركة المعادي إلى محافظة القاهرة لتطوير منطقتي بطن البقرة وعزبة خير الله، على أن تتولى وزارة الدولة للتطوير الحضري والعشوائيات "الملغاة حاليًّا والتي تم ضمَّها لوزارة الإسكان" بتطوير المنطقة مع توفير كل الخدمات اللازمة للقاطنين بها.

موضوعات متعلقة

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads