المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

أم حسن.. امرأة تحمي أولادها من الفقر بـ"كيس مناديل"

الثلاثاء 11/أبريل/2017 - 11:34 م
رحاب جمعة
طباعة
تستيقظ في الثامنة صباح كل يوم، بابتسامة صافية، ووجه مشرق على الحياة، ترتدي جلبابها البسيط، وتضع حجابها على رأسها ليغطي نصف جسدها الأعلى، وتنطلق بواسطة المواصلات من أحد الأحياء الشعبية بمحافظة الجيزة لحي الدقي، باحثةً عن الرزق.

"أم حسن" امرأة في العقد السابع من عمرها، لم يسعها الحظ لاستكمال دراستها وهي صغيرة، واتخذت من الحياة الزوجية عونًا لها في الحياة، عاشت حياة بسيطة مع زوجها وأنجبت 4 أطفال "ولدين، بنتين"، ونعما بحياة بسيطة معًا إلى أن توفي الزوج ليترك أسرته دون عائل، ليسلم الراية للزوجة التي بدأت قصة كفاحها.

بدأت "أم حسن" رحلة شقائها حسب حديثها لـ"المواطن" بمساعدة امرأة مسنة، فكانت تعيش معها وتعينها في أعباء منزلها وعلاجها، "حيث كانت غير قادرة على الحركة"، ظلت تساعد المسنة بمقابل مادي يعينها على المعيشة وتربية أولادها.

وأشارت، إلى أن ذلك الحال انتهى منذ ثلاث سنوات، بعد وفاة السيدة المسنة، فقالت: "بعد ما ماتت اللي كنت بشتغل عندها معرفتش اعمل ايه، كنت بدور على شغل رغم أني كنت تعبت مش قادرة على شغل بس كنت بدور علشان بساعد اولادي".

وتابعت: "بناتي الاتنين اتجوزوا، والاولاد كمان متجوزين بس انا وهما عايشين في بيت واحد، البيت صغير أوي بس مفيش مكان تاني يعيشوا فيه، ولادي الاتنين شغالين على تاكسي والفلوس اللي بيجبوها مش بتكفينا علشان كده قررت أنزل أبيع مناديل".

وأضافت "أم حسن" أنها لجأت لذلك الحل بعد محاولات كثيرة مع الحي لإعطائه كشك تعمل فيه لتساعد أبنائها، لكن محاولاتها لن تحقق أي نجاح ولا يسمع أي مسئول عن معاناتها.

ولفتت في حديثها، أن فكرة بيعها لـ"المناديل" أمر سري، تخبأه عن أولادها، مشيرة إلى أنهم سيرفضون قيامها بذلك، لهذا السبب قامت بإخفاء أمر قيامها ببيع المناديل عنهم حتى لا تسبب لهم الحرج، وتساعدهم في المصاريف التي أصبحت عبئًا ثقيلًا كما وصفت.

أسفل شجرة أمام محطة مترو "الأوبرا" تجلس "أم حسن" على كرتونة وأمامها واحدة أخرى مصفوف عليها المناديل، وبجانبها كيس بلاستيك تجمع فيه النقود من المارة الذين يقابلونها بابتسامة لترد عليهم بمثلها وبيدها "كيس مناديل" تعطيه لهم مقابل النقود التي وضعوها بـ"الكيس".

وعن تفاصيل يومها تقول أم حسن: "يوميًا بصحى الساعة ٨ ألبس وأنزل، أشتري المناديل جملة، وأروح عند محطة مترو الأوبرا، وأفضل قاعدة أبيع لحد العصر، وبعدين أرجع البيت، أقعد مع ولادي وأنام علشان في اليوم التالي أكرر نفس اللي حصل تاني".

وفي نهاية حديثها لـ"المواطن" أضافت أم حسن، أنها تريد أن تهتم الدولة بالفقراء، قائلة: "يا ريت الرئيس والحكومة ياخدوا بالهم من الناس اللي مش لاقية تاكل، نفسي في كشك أقدر أساعد بيه ولادي علشان بس نقدر ناكل، كل اللي احنا محتاجينه ناكل يا رب".

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads