أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، أنه من الممكن أن تجري تركيا استفتاء آخر من أجل إعادة عقوبة الإعدام الملغاة سابقا، مؤكدًا أنه يبحث الأمر مع رئيس الوزراء، بن علي يلدريم.

ولكن هل يغفل "أردوغان" عن العقوبات الدولية المنتظرة فور العدول عن إلغاء"الإعدام".

إلغاء عقوبة الإعدام رسميًا بتركيا

ألغت تركيا رسميا في أواخر عام 2003 عقوبة الإعدام في أوقات السلم؛ استجابة لضغوط الاتحاد الأوروبي، الذي أعتبر إلغاء هذه العقوبة أحد أهم شروط انضمام أنقرة إلى الأسرة الأوروبية.

وكان البرلمان التركي، ألغى عقوبة الإعدام في أغسطس 2002؛ لتحسين سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان.

ونفذ حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، مجموعة كبيرة من الإصلاحات في مجال حقوق الإنسان على مدار عام 2002، في محاولة للوفاء بمعايير عضوية الاتحاد الأوروبي.

وكانت آخر مرة تنفذ فيها عقوبة الإعدام بحق سجين في تركيا في 1984، حين أعدم رئيس الوزراء، عدنان مندريس، ووزيرين في 1961، بعد عام من استيلاء الجيش على السلطة.

المحاولة الأولى لـ"أردوغان" لإعادة "الإعدام"

نوه "أردوغان"، في أوائل عام 2012، إلى إن بلاده يجب أن تفكر في إعادة عقوبة الإعدام، بعد مرور عقد من الزمان على إلغاء أنقرة للعقوبة، في إطار إصلاحات كانت تهدف إلى الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي.

وأراد "أردوغان"، بذلك زيادة شعبيته قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 2014، وذلك بعد تصاعد العنف المسلح الكردستاني، ما أدى إلى زيادة الضغط على الحكومة، للعمل على الحد من الصراع الذي تسبب في مقتل أكثر من 40 ألف شخص، منذ بدايته قبل 28 عاما، وفقا لوكالة "رويترز".

وأشار "أردوغان"، إلى الولايات المتحدة، روسيا، الصين واليابان، كدول تنفذ عقوبة الإعدام، قائلًا: "إن تركيا يجب أن تراجع الموقف".

الأمم المتحدة تطالب تركيا بعدم العودة لـ"لإعدام"

حثت الأمم المتحدة، على لسان نائب الأمين العام للمنظمة، فرحان حق، تركيا على عدم العودة إلى تطبيق عقوبة الإعدام، على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة، ودعا أيضًا وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، تركيا، إلى الالتزام بأعلى المقاييس الديمقراطية في التعامل مع منفذي الانقلاب.

ومع ذلك جاء الرد واضحًا من قبل القيادة التركية، حيث رفضت على لسان وزير الخارجية التركي، الانتقادات الغربية، الذي ساوى بين انتقاد تعامل تركيا مع المشتبه بتورطهم في الانقلاب، ودعم المحاولة الفاشلة، التي سعت للإطاحة بالسلطة في البلاد.

خطر دولي يواجه تركيا

وقال هاني الجمل، الخبير في الشأن الغربي، إن إعادة حكم الإعدام في تركيا سوف يأخوذها إلى عزلة دولية، بسبب رفض معظم حكومات العالم إعادة تركيا لحكم الإعدام.

وأضاف "الجمل" لـ"المواطن": "لقد هددت الحكومة الألمانية أردوغان العام الماضي"، موضحًا أن موقف الاتحاد الأوروبي، متابعًا أن هذا كان شرط الانضمام إلى الاتحاد والذي بناء عليه ألغت تركيا في 2003 رسميًا.