عرف المصريون منذ مئات السنين الكثير من العادات والتقاليد التي أصبحت موروثًا ثقافيًا مقدسًا لديهم، على رأسها مهنة «المسحراتي»، الذي ارتبطت شخصيته في مصر بالزينة والفوانيس، كما ارتبطت أيضا بالسير والحكايات الشعبية مثل «ألف ليلة وليلة»، و«أبو زيد الهلالي»، و«علي الزيبق».

ورغم ظهور الأجهزة الذكية والمنبهات، فإن المصريين يفضلون سماع طبلة وصوت المسحراتي في ليالي رمضان، ليطلون من النوافذ عند سماع الطبلة ويبدءون بالتهليل والمناداة بأسمائهم التي يحفظها المسحراتي كل عام في هذا التوقيت عن ظهر قلب.

جاءت فكرة المسحراتي، مع قدوم الدولة العباسية، إذا وجد عتبة بن إسحاق، وإلي مصر عام 238هـ إن المسلمين لا ينتبهون كثيرًا إلى وقت السحور، ولا أحد يؤدي هذه المهمة، فقرر أن يؤديها بنفسه، فكان يمر بشوارع المحروسة ليلًا لإيقاظ الناس من مدينة العسكر إلى مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط، وينادي قائلًا: «عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة».

وانتقلت «حق المواطن» لمعايشة كمال السكران، «مسحراتي» بمنطقة مدينة السلام، والبالغ من العمر22عاما، ويعمل بمهنة المسحراتي منذ أكثر من 10 سنوات، حيث قال أنه ورث تلك المهنة عن والده، الذي عمل بها لمدة 40 عامًا مضت، وكان يخرج كمال للعمل مع والده «المسحراتي» منذ ـن كان بعمر سبعة سنوات.

وعبر سكران عن سعادته البالغة إزاء مهنته، حيث ينتظر حلول شهر رمضان بفارغ الصبر، حتى يؤدى مهنته، ويستعد لأداء تلك المهنة، بتجهيز الطبلة، وشدها، واستعادة الأناشيد والدعاء.

ويقول المسحراتي، أنه يمارس مهنته بحب دون النظر إلى الماديات، حيث أنه عمل روحاني، ثوابه عظيم، على الرغم من تغيرها قليلا، عن «رمضان زمان»،وجاء التغيير من خلال بعض الأدعية، وكذلك زيادة حجم الطبلة عما كانت قديمًا.

وأضاف على أن مهنة المسحراتي، لن تنتهي أبدا، بل أكد السكران على أنه ينوى توريثها لأبنائه من الأجيال القادمة، موضحًا أن أكثر ما يسعده، أثناء أداء عمله، هو التفاف الأطفال حوله، وطلبهم للمسحراتي بالإنشاد بأسمائهم، ومن الأدعية التي يرددها مسحراتي السلام هى "عباد الله وحدوا الله، عباد الله وحدوا الدايم، اصحي يا عبد الله وحد الله"