المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

المجند "مؤمن" شهيد النخوة.. دافع عن خطيبته فقتله "سيادة المستشار"

السبت 06/مايو/2017 - 07:56 م
رنا شعبان
طباعة
يُحكى أن هناك قاضٍ ورئيس محكمة جنايات، سخره الله ليكون كلمته في الأرض، يحكم بين الناس بالعدل وينصر الحق لينصف المظلوم الذي هو لا حول له ولا قوة، ولكنه بدلاً من اتباع أمر الله في قوله "فإذا حكمتم بين الناس أن تحموا بالعدل"، انطبق عليه قوله تعالى "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب"، ليختصم بفتاة في سن المراهقة لا حول لها ولا قوة، ويُصاب بالتجبر ليحرمها من خطيبها ويسلب منها الطمأنينة.

فتاة في سن مراهقة، ترتدي فستانًا وشعرها طويل، كانت قد انتهت من درسها ذاهبة إلى صديقة والدتها كعادتها، والتي تسكن بشارع بلا حيوية أو حركة، يغمره السكون المخيف، ذهبت لتأخذ منها بعض الأغراض التي كلفتها والدتها بجلبها، وبعد أن نزلت من العمارة لتنتظر خطيبها ليوصلها إلى البيت، إذ فجأة يعترض آفاقها رجل ضخم، عريض المنكبين، طويل القامة، اقترب منها ليستجوبها في استحقار عما كانت تفعله بالأعلى، لترد عليه باستنكار لغلظة أسلوبه وتصدمه بردها "معلش وانت مالك".

حيث روت "بوسي" الفتاة المذكورة ذلك المشهد في رجفة واستنكار قائلة: "جاي يقولي انتي كنتي بتعملي إيه فوق، رديت عليه رد طبيعي معلش وحضرتك مالك"، إذ كانت تبحث عن سيارة خطيبها ولم تجدها، فأخرجت هاتفها لتتصل به تعرف أين هو وتجاهلت ذلك الرجل تمامًا، ليقترب منها ذلك "المستشار" الذي هو قاضي ورئيس دائرة بالمحكمة الاقتصادية بمدينة نصر، ليحملق بها باستغراب شديد كأنها مذنبة، إذ كان سلاحه جليًا وهاتفه بيده ونادى على حارس العمارة المجاورة ليستفسر منه عن تلك الفتاة.

اتصلت بخطيبها المجند "مؤمن" ليأتي لها يأخذها إلى بيتها، سألها أهل من معارفها الذين كانت تزورهم واقفًا معها، لترد عليه أن هناك غريبًا لا تعرفه استوقفها ويسألها ماذا كانت تفعل بالأعلى، وعلى الفور وصل "مؤمن" ل ـ"بوسي" ليعرف ماذا يجري، ليلقى ذلك الرجل يغلظها بتعبيرات وجه مرعبة وإيماءات حادة مع شبه انعدام المسافة البينية بينهما، وكأنما أحكم القبض على مجرمة اعتدت عليه، فاعترضه "مؤمن" في نخوة ليقول له: "كلامك معايا أنا مش معاها خير إيه اللي حصل"، وفي وحشية كان "المستشار" قد تعدى "مؤمن" ليوبخ "بوسي" بأن يشدها من ملابسها ليعترضه مؤمن بذراعه مبعده عنها تمامًا لكي لا يلمسها، حيث فتح باب السيارة ودفعها للداخل ليدخلها بها تحتمي بداخلها حتى ينهي كلامه مع ذلك الهمجي رجلاً أمام رجل، فيقوم "المستشار" بغلق باب السيارة بوحشية بيده، حيث اعترضه وأبعده عن السيارة بدفعه إلى الخلف، ليضع سيادة "المستشار" يده على سلاحه في محاولة للتهيؤ لإخراجه.

وعندما بادر "مؤمن" بالحديث ليفهم منه ماذا كان الدافع وراء تعرضه لخطيبته، فرد عليه المستشار: "دي حرامية دي كانت طالعة تسرق"، ودفع "المستشار" مؤمن بقبضة يده ليقابل "مؤمن" الإساءة بالحسنى ويقول له: "طب صل عالنبي ونتفاهم".

وفي تفاهم تام من "مؤمن" فتح باب السيارة وقال لـ "بوسي" تتصل بالناس التي كانت معهم لينزل أحدهم يخبر ذلك الهمجي بأنها تابعة لهم ويعرفونها ليثبت له بأنها ليست بسارقة أو مجرمة، ولكن قوبل بردة فعل عنيفة من ذلك "المستشار"، حيث دفعه بشدة نحو باب السيارة وانهال عليه بالضرب وتبادلا الضربات والشجار، وكانت يده تلامس سلاحه كثيرًا ليخرجه، فضرب "المستشار" مؤمن ضربو شديدة أدت إلى اختلال توازنه وسقوطه بالأرض.

فقام "مؤمن" من على الأرض ويردد "صل عالنبي نتفاهم"، وفي غلظة واندفاع أخرج سلاحه، لترى الفتاة ذلك المنظر وتنزل من السيارة مسرعة نحو "مؤمن" لتفاديه، ولكن كانت انطلاقة الرصاصة إلى قلب "مؤمن" أسرع من توجه خطيبته إليه، وعلى إثر ذلك سقط مؤمن بالأرض وتلفظ بالشهادتين.

ففي هول وفزع تروي "بوسي" قائلة: "أنا شوفته بيطلع المسدس فتحت باب العربية وجريت أخد أنا الرصاصة دي مكانه ولا تيجي في الهوا أو تيجي في العربية، بس ضرب الطلقة في قلب "مؤمن" واستقرت الرصاصة فيه ماخرجتش، و وقع عليا مؤمن".

وبعد أن خرجت الرصاصة من المسدس واستقرت بقلب "مؤمن" لتخرج روحه منه، أدرك ذلك الوحشي بأنه أخرج مسدسه واندفعت منه رصاصة أزهقت روحًا، حيث وضع يده على رأسه في حسرة وذهول قائلا: "أنا إيه اللي أنا عملته دا".

بينما "بوسي" فزعة من هول الصدمة تلفظ خطيبها الشهادتين بين يديها، وازرقت شفتيه وأصبح جسمه باردًا وعينيه ارتقت لأعلى، فاستوعبت "بوسي" أن "مؤمن" قد مات، حيث التف حولها أكثر من أربعين شخصًا يملأهم التساؤل والفزع مما يشاهدونه أمامهم، فاختفى القاتل بعد أن رأى منظر الدماء التي تسيل من "مؤمن".

ولكنه ذهب ليحضر سيارته الفضية اللون ليحمل "مؤمن" وخطيبته إلى المستشفى، ولكن طلب أن يركبا هما الاثنين فقط، فرفضت "بوسي" الذهاب وحدهما مع ذلك القاتل خشية أن يلفق لها قتله أو يقتلها هي الأخرى ليواري سوأة فعله ليتخلص من المداهمة القانونية له، فصممت "بوسي" أن يركب معها آخرون فركب 3 أشخاص ممن كانوا قد التفوا حولها بعد إطلاق النار.

وبوصولهم المستشفى نُقل "مؤمن" ودخل إلى المستشفى وأخبروا "بوسي" بأنهم سيجرون له إسعافات أولية، فيما تلتفت "بوسي" من حولها تبحث عن ذلك الغشيم الوحشي، ولكن لم تلقه وكأن الأرض ابتلعته في لمح البصر، ولم يخبرها الأطباء بما يجري لـ"مؤمن" ولم يفيدها أحد منهم، فطلبت منهم إبلاغها في حال توفى لتخبر أهله بما حدث، حيث كانت وحيدة في ذلك الموقف الموحش.

وفي أثناء إغلاق باب الغرفة على "مؤمن" أسرعت "بوسي" نحوها لتمنعهم من إغلاقها إلى أن تفهم ماذا يجري، لتدخل "بوسي" الغرفة وتجدهم يغطونه بغطاء أبيض جثة هامدة أمامها في محاولة منه للدفاع عن عرضه، ليموت شهيد الدفاع عن عرضه بأيدي آثم من المفترض أنه يرد المظالم لأصحابها لا أن يجير الظلم على الأبرياء.

حيث كان "مؤمن" كان قد تخرج من الجامعة الألمانية، وكان يقضي فترة التجنيد حتى تنهي خطيبته فترة دراستها ويتزوجها، أما عن سيادة "المستشار" فقررت نيابة حوادث شرق القاهرة، حبس القاضي المتهم بقتل "مؤمن" 4 أيام على ذمة التحقيقات، والتحفظ على السلاح المستخدم فى الجريمة.


هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads