المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"الرمال البيضاء" كنز ثمين في أيدي العالم وفي أيدينا مجرد رماد

الخميس 15/يونيو/2017 - 08:43 م
مديحة عبد الوهاب
طباعة
هل من المعقول أن تكون لدينا الفرصة أن تكون مصر من أغني دول العالم ولا نعلم كيف نستغلها ، وكيف لنا أن نستورد من تركيا ودول عالم أكواب المياه التي تصنع من رمال أرضنا ، وكيف يفكرون أن يستغلونها لإنتاج ملايين الخلايا الضوئية لإنتاج الطاقة الشمسية ويضعون لأنفسهم أحلام وآمال على كنز من كنوز الصحراء لدينا ونحن مازلنا نغرق في بحر الاستيراد من ما أنتجوه من خيرات بلدنا "المواطن" ترصد آراء الخبراء والعلماء عن كيفية استغلال الرمال البيضاء في مصر في السطور التالية.

يقول الدكتور بهي الدين عرجون أن الرمال البيضاء تعتبر ثروة اقتصادية لا تستغل حتى الآن، فمن خلال مصنع قيمته 2 مليار دولار لاستخراج كل مشتقات الرمال البيضاء تكون مصر من أغنى دول العالم، مؤكدا أن الرمال البيضاء يمكن من خلالها تصنيع الخلايا الشمسية، والرقائق الإلكترونية، الأمر الذى يجعل مصر من أغنى دول العالم.

ويستكمل خبير التنمية أن أحد القوانين الخاصة بالثروة المعدنية في مصر، والذى صدر عام 1956، وينص على ترك الثروة المعدنية لمن ليس لهم أدنى علاقة بها، الأمر الذي يؤدى إلى إهدار الرمال البيضاء.

ويشرح عرجون بشكل مبسط دراسة عن مشروع استثمار الرمال البيضاء في النهوض بالاقتصاد المصرى، حيث أكد أن مصر تصدر الطن بـ 40 دولارا ويباع بالصين والدول الغربية خامًا بعد استيراده من مصر بقيمة 150 دولارا للطن، وبعد إعادة تصنيع كزجاج بصري أو زجاج في جميع حالاته يكون سعر الطن ألف دولار، أما في حالة استخراج السيليكون منه لاستخدامه في صناعة الخلايا الشمسية يصبح سعر الطن 10 آلاف دولار، والمرحلة الأخيرة وهى استخراج الرقائق الإلكترونية منه يصبح سعر الطن 100 ألف دولار.

ويتعجب عرجون "أين عقولنا نصدر رمالا بـ40 دولارا للطن الواحد وإذا تم تصنيعها سنصدر الطن الواحد بـ100 ألف دولار".

أماكن الرمال البيضاء
ويحدثنا الدكتور خيرى محمود البدرى، أستاذ بقسم بحوث الزجاج بالمركز القومى للبحوث، والذي أكد وجود 12 طن رمال وأغناهم موقع الحسنى في الشمال الذي يوجد به 40 مليون طن، وبجنوب سيناء في منطقة أبو زنيمة وهى المنطقة التي يوجد بها أجود أنواع الرمال لصناعة الزجاج.

وأضاف أن منطقة الزعفرانة يعمل عليها الباحثون منذ عام 1967 وتقع غرب خليج السويس وتحتوى على أجود أنواع الرمال البيضاء في مصر، إلى جانب واحتى الداخلة والخارجة بمحافظة الوادى الجديد.

ويصف شكلها على أنها عبارة عن رمال متحجرة سطحية وتحتاج لإزالة الغطاء الأصفر البسيط الذي لا يتعدى سمكه من 15 إلى 20 سنتيمترا، ثم يدخل بها الديناميت لتفجيرها إلى أكوام صغيرة، وتصدر بـ50 دولارا للطن الواحد، متسائلا "كيف يمكن أن نصدر الطن بـ50 دولارا في حين إذا تمت إعادة صناعته سيدر أضعاف هذه القيمة؟"، بينما تصدر لدول شمال البحر المتوسط بأسعار لا تتجاوز الـ40 جنيها، والأغرب أن مصر تقوم باستيرادها مرة أخرى في صورة صناعات متقدمة بقيمة تتراوح بين 1000 إلى 1500 دولار للطن الواحد.

ويستطرد حديثه عن الثروة العظيمة التي لا يعرفها الكثير، أن هناك دولا معينة تستورد من مصر الرمال البيضاء لاستخدامها في بلادهم ويربحون من ورائها الملايين ومنها "اليونان، تركيا، الصين"، وبعض الدول في آسيا والخليج العربى.

وتصد لنا تركيا أكواب المياه البلاستيك المصنوعة من الرمال البيضاء في حين أنها تستورد هذه الرمال منا .

ويضيف الدكتور محمود الشريف عضو لجنة الخبراء الدولية للحكومة الكندية لتقييم البحوث والتكنولوجيا وخبير النانو تكنولوجي الذي يشير إلي أننا لو استغللنا هذه الرمال البيضاء، والتي تعد الأجود في العالم الموجودة في مصر, وأضفنا إليها العديد من التحسينات قبل بيعها من الممكن أن تدر علي الدخل القومي المصري أرباحا بالمليارات, حيث يتضاعف سعرها عشرات المرات بعد استغلالها كمواد خام, فالرمال البيضاء تدخل في العديد من الصناعات, أهمها صناعة الزجاج وشرائح الأجهزة الإلكترونية.

ويؤكد الشريف أن طن الرمال البيضاء الذي نصدره بعشرين دولارا من الممكن أن يدر علينا الملايين من الدولارات لو تم تصنيعه محليا, لنستفيد منه في صناعات الرقائق الإلكترونية التي توجد الأجنبي يشتريها بهذا السعر البخس لأنه يعلم أن مصر ليس لديها فكرة عن القيمة المضافة في حال استغلال هذه الرمال, ولو بدأنا استغلال هذه الرمال سيزيد سعر بيعها للخارج كمادة خام إلي عشرات الأضعاف.

فبعد الخمسينات من القرن الماضي بدأنا نري أن هناك طفرة كبيرة في صناعات جديدة هي التي غيرت العالم بأكمله, تتمثل في صناعة الإلكترونيات, فأشباه الموصلات طورت العالم كله, ويشاء القدر أنها تأتي من الرمال البيضاء التي تزخر بها صحراء مصر منذ ملايين السنين, فمصر من أفضل أماكن الرمال البيضاء في العالم, ونملك30 منجما ضخما تحوي ملايين الأطنان من هذه الرمال.

وأشار إلي أن الاتحاد الأوروبي وضع خطة أطلق عليها' تكنولوجيا الصحراء', حيث يأخذون رمال صحرائنا, لتنتج مصانعهم منها بلايين الخلايا الضوئية, التي سيضعوها في صحراء شمال أفريقيا بما فيها مصر لتنتج الكهرباء التي سيأخذونها إلي أوروبا مباشرة, بدلا من البترول الذي سينفد بحلول عام2050, وستصبح أسعاره خيالية بحيث يصعب استخدامه للإنارة العادية.

فيأتون إلي شمال أفريقيا لأنها من أفضل المناطق التي تسطع عليها الشمس, ويشاء القدر أن مصر فيها أعلي نسبة إشعاع شمسي في العالم, حيث تنتج2.8 مليون واط في المتر المربع, لو استفدنا منها بواحد في المائة فقط ستحل مشاكل مصر في الكهرباء. فه يأخذون رمالنا بملاليم ثم يضعون ما أنتجوه منها من خلايا شمسية في صحرائنا ويؤجرون الأرض بملاليم, فهم يأخذون الكهرباء مباشرة لأوروبا ونحن لم نستفد بشئ رغم أننا نملك الرمال والشمس والصحراء, في بوسعنا أن نستغلها نصدر الكهرباء إلي العالم, وندر دخلا كبيرا علي اقتصادنا, يماثل مئات أضعاف بيع هذه الرمال بأبخس الأسعار.

فمن غير المعقول أن تفرط مصر في ثرواتها بهذا الشكل مما يضر المخزون الاستراتيجي لمصر من الرمال البيضاء دون مكاسب حقيقية.

وعلينا الحفاظ علي هذه الثروات غير المتجددة, فصناعة الزجاج في مصر يمكنها أن تتضاعف من11 مليار جنيه في الوقت الحالي لتصبح35 مليار جنيه إذا قامت الحكومة باتخاذ إجراءات صحيحة تجاه هذه الصناعة التي تمثل مصر إمكانيات تؤهلها لتكون دولة رائدة في هذه الصناعة خلال سنوات قليلة إذا وجد الاهتمام الكافي.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads