تسعى جنوب أفريقيا والهند إلى تطوير تجارتهما البينية والارتقاء بها إلى ما يعادل 15 مليار دولار أمريكى سنويا بحلول العام 2020 أى ما يعادل 111 مليار راند جنوب افريقى، وأعلن عن ذلك جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا فى ختام ثلاثة أيام من المباحثات مع وفد دعم الاستثمار الوطنى الهندى والتى اختتمت اليوم بمقر بنك احتياطى جنوب افريقيا تحت مظلة مجلس رجال الأعمال المشترك للبلدين.
ويقول مسئولون فى حكومة جنوب افريقيا إن مسارات إنماء التبادل التجارى مع الهند تسير على وتيرة مرضية وفق ما خطط لها خلال زيارة تاريخية قام بها رئيس جنوب افريقيا فى العام 2010 للهند، ويرى بعضهم أن تحقيق مستوى التبادل التجارى المستهدف الوصول إليه مع الهند على نحو ما سبق الإشارة إليه قد يتحقق قبل حلول العام 2020.
وكان حجم التجارة البينية للهند وجنوب افريقيا قد بلغ بنهاية العام 2015 ما قيمته 7 مليارات دولار أمريكى وهو العام ذاته الذى نما فيه اقتصاد جنوب افريقيا بنسبة 1ر3% وسجلت فيه معدلات بطالتها نسبة 9ر23% من حجم قوة العمل فى البلاد وذلك وفقا للتقارير الصادرة عن مكتب الإحصاء المركزى التابع للدولة.
وتعول جنوب افريقيا على الهند كثيرا على مجالات التصنيع المتعدد المجالات من خلال إقامة مشروعات مشتركة تفتح مجالات توظف لعمالة جنوب افريقيا الرخيصة من خلال تكنولوجيا هندية ذات خبرة، وتعد الهند عاشر أكبر مصدر لجنوب افريقيا وفى الوقت ذاته تعد خامس أكبر مستورد منها.
ويعد إنتاج السيارات فى مقدمة القطاعات القابلة للتطوير بين الهند وجنوب افريقيا، ففى ديبرين كبرى قلاع الصناعة فى جنوب افريقيا تقع خطوط إنتاج مؤسستى ماهيندرا وتاتا الهنديتين لإنتاج وسائل الركوب، وفى المقابل تعمل شركات جنوب افريقية كبرى فى السوق الهندى فى قطاعات إدارة وتطوير المطارات والنقل الجوى، وتقوم مؤسسة جنوب افريقيا الوطنية للمطارات بمباشرة عمل ضخم لتحديث مطار بومباى الهندى، كما تنوى مجموعة ساسول الجنوب افريقية للاستثمارات تدشين أعمال استثمارية لها فى السوق الهندى.
ويرى فوثى موثوبا رئيس غرفة الصناعة والاستثمارات فى جنوب افريقيا إن المشروعات المشتركة مع الهند هى دليل على يسر انسياب الأموال والتدفقات الاستثمارية بين البلدين، ويؤكد فى مقابلة صحفية على أن القطاع الخاص فى كلا البلدين يشكل قاطر التعاون الرئيسي فى هذا الصدد ويقوم بعمل هام على صعيد أفكار التطوير المستقبلى لبرامج التعاون التجارى والتصنيعى القائمة بين البلدين.
ويؤكد موثوبا أن عضوية الهند وجنوب افريقيا فى مجموعة البريكس الاقتصادية ومجلس أعمالها تعطى زخما جديدا للعلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين من جانب ويفتح الباب أمام دخول شركاء جدد من أعضاء مجموعة البريكس فى معترك التعاون الهندى – الجنوب افريقى المشترك.
وخلال الفترة من 2012 وحتى 2015 زادت صادرات الهند لأسواق جنوب افريقيا بنسبة 21% وكذلك زادت وارداتها من المنتجات الهندية المنشأ بنسبة 28% خلال الفترة ذاتها، وتشكل الاستثمارات الهندية فى جنوب افريقيا مجالا هاما لخلق الوظائف للأفارقة ونقل الخبرة إليهم.