المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

أزهريون وصوفيون لـ"المواطن": كرامات الأولياء أمر خارق للعادة ومنحة إلهية باقية بعد الموت

الأربعاء 09/أغسطس/2017 - 11:08 م
منار سالم
طباعة
تتردد كثيرًا على الأسماع كرامات الأولياء، في حياتهم وبعد مماتهم، وهناك كرامات كثيرة معروفة للأولياء وصحابة رسول الله، والتابعين على مدار التاريخ، ولعل أشهر الكرامات المعروفة في الأقصر، كرامات أبو الحجاج الأقصري الذي عجز الكثير عن نقل ضريحه الذي اختاره فوق معبد الأقصر، وكلما بادر أحد لنقل جثمانه وضريحه أصابته اللعنة، حتى أصبحت حكاياته من بين الروايات التي يرويها المرشدين السياحين للأجانب، ويذهب له ولأولياء الله في بقاع العالم الناس لزيارتهم وزيارة أضرحتهم ملتمسين تلك الكرامات، فإطلاع أولياء الله على بعض الغيوب لا يحيله العقل وقد ورد به النقل.

أكد الشيخ مصطفى صبري، حفيد العارف بالله الشيخ أحمد رضوان، أن الكرامة خلق من خلق الله يجريها الله على من يشاء من عباده إذ أنها بمشيئته وقدرته وهي من هبات الله ولا تنقطع هباته عن خلقه فهو وهاب في الدنيا وهاب في البرزخ وهاب في الآخرة اذا فهي جائزة في الحياة وبعد الممات.

وقال صبري، لـ"المواطن"، من الأدلة على وقوعها بعد الممات مما رواه ابن عباس رضى الله عنهما قال: "ضرب بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خباء على قبر وهو لا يعلم أنه قبر، فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ضربت خبائى على قبر، وأنا لا أحسب أنه قبر، فإذا هو قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: هي المانعة وهى المنجية من عذاب القبر"، فهذا دليل على جواز وقوعها بتقريره صلى الله عليه وسلم لحديث الصحابي.

ومضى يقول، الفعل في التأثير ليس إلا لله سبحانه وتعالى، وحينئذ لا فرق في أن يظهرها الله على يد أحد من خلقه بين كونه حيًا أو ميتًا، فكما ذكرت آنفا بأنها منح وهبات إلهية لأوليائه لا تنقطع عنهم بعد مماتهم.

وأضاف صبري، كرامات الأولياء في حياتهم وبعد مماتهم إنما هو بإذن الله تعالى وإرادته ومشيئته وأكرمهم الله سبحانه وتعالى بها وأجراها على أيديهم وألسنتهم إما خرقًا للعادة أو الإلهام أو بدعائهم أو بفعلهم واختيارهم وبغير اختيارهم أو قصد أو شعور منهم.

كما أكد أحمد البدوي، من الطريقة الأحمدية، لـ"المواطن"، أن الكرامة هي أمر خارق للعادة يجريه الله تعالي على يد من يشاء من عباده الصالحين إكرامًا وتكريمًا لهذا العبد وإظهارًا لفضله، ولا يكون لهذا العبد دخل في ظهورها، فهي تجري بإرادة الله تعالى وحده.

وتابع، هذه الكرامات لا تقع تحت حصر، مثل شفاء بعض الأمراض المستعصية أو قضاء حاجة كانت متعسرة أو خلاص مسجون ونحو ذلك من الأمور الدنيوية، وهذه الكرامات تقع في الحياة وبعد الممات بإذن الله تعالى لأن إكرام الله تعالى للعبد يشمله في حياته وبعد مماته.

ومضى يقول، "أصحاب الكرامات هم عباد الله الصالحون واولياؤه المقربون الذين تمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ولم يخرجوا عنهما طرفة عين، وهم من استقاموا في حياتهم واجتنبوا المعاصي وتقربوا لله بالنوافل، وكلها أمور تدخل في قدرة الله تعالى فالله لا يستحيل عليه شئ، وهو الذي يختص برحمته من يشاء، ولا حرج على فضل الله تعالى.

بينما قال كريم أحمد سعد، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إن الكرامة أمر خارق للعادة يظهره الله تعالى على يدي عبد من عباده غير مقرون بالتحدي أي دعوة النبوة، وهذا الأمر الخارق يكرم الله به بعض عباده الصالحين فضلًا منه سبحانه وتعالى عليهم لا بقدرتهم ولا بإرادتهم.

وتابع، قلنا غير مقرون بالتحدي لنفرق بين المعجزة والكرامة، فالمعجزة أمر خارق للعادة يظهره الله تعالى على يدي عبد من عباده تأييدًا لما يقول مقرونًا بالتحدي.

ومضى يقول، دليل الكرامة موجود في الكتاب والسنه، فقد أثبت القران المجيد الكرامة لاولياء الله بما روي من قصة مريم وما كان يجده زكريا عندها من الرزق وقصة اهل الكهف وقصة الذي عنده علم من الكتاب وقصة ام موسى وارضاعها وقصة موسى مع الخضر، وقد ثبت في الحديث قصة اسيد بن حضير وقراءة القرآن، وقصة أهل الغار الثلاثة وقصة عمر مع قائد الجيش سارية.

وأشار سعد، إلى قول صاحب الجوهرة الإمام اللقاني، "واثبتن للأولياء الكرامة، ومن نفاها فانبذن كلامه، وفي صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم، "لقد كان فيمن قبلكم محدثون بتشديد الدال المفتوحة، ـيعني ملهمون تحدثهم الملائكة، فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر"، وفي بعض رواياته زيادة، من غير أن يكونوا انبياء.

وأضاف سعد، أن أقسام الكرامة، قسمان، "الكرامة الموهوبة" وهي اسمى نوعي الكرامة لأنها تكون من الله للعبد هبة على مقتضى الحال والواقع بغير اي طلب من الولي وإنما بالتفويض المطلق والإنصراف عما سوى الله، وهذا النوع الذي يشير إليه الحديث القدسي الجليل، "من شغله ذكري عن مسائلتي اعطيته افضل ما اعطي السائلين".

وتابع، أما "الكرامة المكسوبة" وهي من الدعاء المستجاب يطلبها الولي بقلبه أو بلسانه فيستجيب الله له كما وعده، ولكن برغم شرف هذا المقام فإن أهل الله من الكمل يرونه من مقدمات المبتدئين، بسبب الانشغال بالكرامة انشغال بالأثر عن المؤثر سبحانه وتعالى، إنها مدرجة إلى النظر إلى النفس بعد النظر الي الرب فيخشي عليه من كبر او ترفع، انها مظنة الغفلة بالالتفات الي الناس، فالقاعدة عند اهل الله، من غفل عن ذكر الله طرفة عين فقد خان ربه.

وأكد سعد، أن الكرامة في الاصل منحة ربانية من الله تعالي لعبده الصالح وسواء اكانت موهوبة ام كانت مكتسبه فإنما هي باعتبار غيبي معنوي مرتبط بخصائص الروح واستعدادتها ومجاهدتها في حياتها، والروح بعد فناء الجسد باقية، فالكرامة باقية بعد الموت ببقاء الروح وخصائصها.

وتابع سعد، قد أشار القرآن إليها في قصة اصحاب الكهف ببناء المسجد على اهله واكدتها السنه النبوية الصحيحة كما في قصة الصحابي الجليل عاصم بن ثابت الذي استشهد على يد المشركين بعد غزوة بدر فحمى الله جسده بالدبر وهو النحل الجبلي الشرس المتوحش حتى غيبته الملائكة، واشار الامام السيوطي في كتابة تنوير الحلك في جواز رؤية النبي والملك الى هذا كله وذكر بعض الكرامات التى حدثت بعد الموت، منها قصة ثابت البناني، الذي كان يدعو ربه ويقول اللهم ان كنت اعطيت احدًا من خلقك الصلاة في قبرة فاعطني اياها، يقول من قام بلحده فلما سوينا القبر على ثابت سقطت لبنه من قبره يقول فوجدته قائما يصلي.

وأضاف كرم خليل، لـ"المواطن، الأولياء، يعطيهم الله كرامة تفريجا لكربهم وتيسيرا لأمورهم فضلًا من الله عليهم عند الحاجة، عند الكربة والحاجة يتيح الله لهم كرامة، مثل ما جرى لأهل الكهف أكرهم الله ومكثوا في كفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعًا ولم يصبهم شيء، حتى أماتهم الله الموتة التي كتبها عليهم.

وأضاف خليل، الكرامة ايضا، مثل ما جرى لعباد بن بشر وأسيد بن حضير كانوا ليلة عند النبي صلى الله عليه وسلم يسمرون فلما خرجوا من عنده في ليلة ظلماء أضاء سوط كل واحد له نور، حتى وصل إلى بيته، جعل الله في سوطه نور حتى وصل إلى بيته كل واحد، هذه كرامة من الله جل وعلا.

وتابع خليل، الكرامة، مثل ما جرى لعمرو بن الطفيل لما جاء قومه دوس قال يا رسول الله اجعلي آية يستفيدوا منها، فسأل الله أن يجعل له آية، فجعل له نورا في وجهه مثل السراج، فقال: يا رب في غير وجهي، فجعله الله في سوطه إذا رفعه أنار كالسراج، فسار آية لقومه، فهداهم الله بأسبابه وأسلموا. هذه كرامة لكن لا يعلمون الغيب ولا يتصرفون إلا بإذن الله سبحانه، وفيما أعطاهم جل وعلا.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads