كلمات بسيطة لكنها تحمل في طياتها الكثير الذي يجعلك لا تريد ترك المكان الا ووجدت لهم حلا، تحدث أهالي جبل العز الذي يبعد بمسافات قليلة عن حي السيدة زينب، عن معانتهم ومأساتهم التي لاحصر، فبجبل عز  أينما تولي وجهك تجد رائحة الموت تفوح من، وجوها عابسة رسمها الفقر والمرض المتفشي في كل الأنحناء، فمن أين تولد السعادة والرحم ملئ بالأمراض .

قالت ريم إحدى قاتنات جبل عز ، إنه تم هدم عشتها التي تعبر الملاذ الوحيد لها، وتوصف ريم عشتها قائلةً: غرفة ذات أسقف خشبية منخفضة لاترتفع كثيرًا عن سطح الأرض وبدون أساس.

وتحدثت ريم لـ"المواطن" عن النعاناة التي يعيشها سكان منطقو جبل عز، قائلةً، يسكن معظمهم  فيعشش غير آدمي، والحارات والأزقة ضيقة للغاية.

 وأضافت أن على سفح الجبل أكوام من القمامة والطوب يمرح فيها العشرات من الماعز، بالإضافة إلى الظلام الدامس الذي يخيم على الجبل بأكمله لعدم وجود أعمدة للإنارة مما ساعد علي انتشار السرقة والبلطجية.

وعلى نفس الوتيرة، يروي عمي حنفي سلامة رجل سبعيني كبير، أن المنطقة عبارة عن مكان للقمامة غير صالحة للعيش الآدامي، موضحًا لـ"المواطن" أنه لا يوجود سوى  حمامان عموميان فقط يتناوب عليهما كل من يقطن الجبل.

وأضافة "قيس على كده الميه بردو"، متابعًا لا يوجود سوى  حنفية واحدة لهم جميعاً،إضافة إلى عدم وجود صرف صحي بالجبل.

بينما قالت الحاجة صابحة بكري:"لا يوجد بالمكان سوى حمام واحد عام، وهناك أيام معينة للغسيل تتجمع فيه معظم السيدات لغسيل ملابسهن".

وأكد أن حياتهن تدور حول تربية الطيور والماعز أعلى الجبل، فهو مصدر دخل لهم، مضيفةً أن الأطفال إما يمتهنون مهنة للكسب منها ومن ثم الانفاق علي أسرهم أو اللعب فوق الجبل.

 بينما أوضحت الحاجة عزة حمدان، أن لا يود مستشغيات قريبة من المكان، حيث تبعد أقرب مستشفى 7 كيلو متر.

وأضافت لـ"المواطن" كل اللي بنحلم به حنفية وحمام ومكان يسترنا ونحس فيه بالخصوصية، إحنا تعبنا وقسينا كتير والفقر اخد مننا رقات أقل تقدير للعيشة دي اننا نرتاح ولا احنا مكتوب علينا الشقي طول عمرنا".

فوزية سليم: أنا عايزة امشي من هنا بقالنا سنين بنقول احنا بنموت هنا ومفيش حد بيسمع، بيوتا بقيت عشش ولما بيحصل حريق فى المنطقة صعب عربية المطافى تدخل عندنا عشان الحواري ضيقة، وكل ما نروح لرئيس الحي يقول إن شاء الله ربنا يسهل مفيش شقق دلوقتي، ولما قلنا خلاص ربنا فرجها وهناخد شقق عرفنا ان مش الناس هتاخد وكمان هنعيش مع بعض برضو زي هنا طب نروح لمين.ربة منزل:المطرة اللي فاتت كنا نايمين علي الأرض انا والعيال لقيت وشي وجسمي اتبل ميه لان السقف باش من كتر المطرة والحصيرة وهدومنا عامت في الميه فكرت اخد ولادي ونروح عند حد من الجيران بس ساعتها قلت كلنا زي بعض،كل اللي عاوزينه مساكن في اماكن شعبية تناسب ظروفنا المادية،مش حدفنا في الصحرا ويقولوا تعالوا اسكنوا".

وأضافت أن التسلل الي البيوت والصعود إلى  الطوابق معاناة تجبرك أن تحني ظهرك حتي لا يرتطم رأسك بسقف ويلتصق جانبك بحائط،كل هذا أصابتهم بأمراض لا حصر لها خاصة ذوي الإعاقة منهم وكبار السن الذين تنفلت أقدامهم من علي سلالم منازلهم فيسقطون مرضي علي فراشهم نتيجة الكسور التي لحقت بهم.