جدل واسع في تونس بعد مبادرة السبسي للمساواة في الميراث
الأربعاء 16/أغسطس/2017 - 09:16 م
شريف صفوت
طباعة
لم يمض سوى وقت قصير على دعوة الباجي قائد السبسي الرئيس التونسي إلى المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة في مبادرة غير مسبوقة حتى تفجر جدل واسع في الداخل والخارج.
وكان السبسي قد قال هذا الأسبوع بمناسبة الاحتفال بعيد المرأة في تونس أن بلده يتجه نحو المساواة التامة بين الرجل والمرأة في كل المجالات من بينها المساواة في الميراث، معلنًا عن تكوين لجنة تعنى بنقاش سبل تنفيذ المبادرة، ومشيرًا إلى أنه يعتزم السماح للتونسيات بالزواج بأجنبي دون أن يعتنق بالضرورة الإسلام.
وفي تعليقه على القرار أوضح عثمان بطيخ مفتي الديار التونسية أن مبادرة السبسي للمساواة في الميراث والسماح للتونسيات بالزواج بأجانب غير مسلمين تدعم مكانة المرأة وتضمن مبدأ المساواة.
وفور صدور المبادرة رحب كثيرون من التونسيين والتونسيات بالقرار ووصفه البعض بأنه ثورة جديدة واستكمال لمسار تحرير المرأة التونسية التي بدأها الزعيم الحبيب بورقيبة أول رئيس لتونس.
ولاقت المبادرة ترحيبا كبيرًا من مؤيدي السبسي العلمانيين والمنتصرين لحريات المرأة وحتى من بعض الإسلاميين.
لكن شريحة واسعة من التونسيين لم تخف امتعاضها من المبادرة مؤكدًة أنها تتعدى على القرآن وتتجاوز نصوص صريحة فيه لا تحتمل الاجتهاد، فيما اتهم عدد من السياسيين السبسي ببدء حملة انتخابية مبكرة استعدادًا للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2019.
ويذكر أن تونس تعد واحدة من أكثر الدول العربية انفتاحًا في مجال تحرر المرأة، وينظر إليها على أنها من قلاع العلمانية في المنطقة، ولكن رغم ذلك ظل موضوع المساواة في الميراث أمرًا بالغ الحساسية في المجتمع التونسي ولم يسبق لمسؤولين تونسيين إثارة الموضوع.
