المواطن

عاجل
فرغانة الساحرة وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية بولندا وزير التجارة والصناعة يعلن نجاح المكتب التجاري المصري في أوتاوا في رفع الحظر المفروض على صادرات الفراولة المصرية الطازجة إلى كندا في ضوء توجيهات وزير التجارة والصناعة بتأهيل المصدرين المصريين وفقا للمعايير العالمية جمارك السلوم تضبط محاولة تهريب كمية من السجائر الأجنبية الصنع الغير خالصة الضرائب والرسوم استعدادات مكثفة لاستضافة البطولة الافريقيه لكمال الاجسام في مصر 2024 بحضور سفير الصين بالقاهرة : وفد جمعيه الصداقه المصريه الصينيه يلتقى بوفد صيني يراسه سكرتير لجنه الحزب الشيوعي الصيني عن منطقه شاويانج وزارة الداخلية تكرم المقدم مؤمن سعيد عويس سلام لتفانيه في عمله رئيس إتحاد شباب الجامعات المصرية والعربية يهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتقدم الجديد لجامعة القاهرة في تصنيف QS البريطا بالصور ...سفارة اليونان بالقاهرة تنظم احتفالية موسيقية مخصصة لموسيقي "ريبيتيكو بمناسبة العيد الوطنى
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

من التوحد إلى تصميم البرامج.."أحمد" الطفل المتحدي للإعاقة بحفظ القرآن الكريم

السبت 19/أغسطس/2017 - 07:58 م
مي أنور العطافي
طباعة
تغير شكله تمامًا بعد عام ونصف من ولادته، حيث فقد النطق تمامًا، وتواصله البصري، ونوبات الغضب والصريخ لا تتوقف، وأصبح كأنه شخص آخر لا يعرفنا ولا نعرفه، وظهرت عليه كل سمات التوحد، هكذا بدأت والدة "أحمد" حديثها.

قالت والدة أحمد إنه ولد طبيعيًا كغيره ممن في عمره، بل كان أذكى إخواته عندما كانوا حديثي الولادة، حيث كان يتأمل جميع أرجاء الغرفة وهو في سن 6 أشهر ويستجيب لكل من يداعبه، ينطق أسماءنا جميعًا، فيقول "بابا وماما"، كما ينطق أسماء أخواته.

وأوضحت والدة أحمد لـ"المواطن" أنه في بداية الأمر بدأ أحمد لا يفرق بينها وبين أي امرأة أخرى، كما أنه بدء في الإنعزال عمن حوله، فلا يلتفت لمن يناديه ولا يستجيب له، وتطور الأمر بعد ذلك في دخوله في نوبات غضب لأتفه الأسباب، وكلما استاء من أي شيء يخبط رأسه في الأرض أو في الحائط ، ولا يخاف من أي شئ، وإذا خرج يمشي في أي اتجاه، وتنتابه نوبات من الغضب أو الضحك الهستيري بلا سبب، ولا يدخل المطبخ حتى عمر 6 سنوات خوفًا من صوت الخلاط، ودائمًا يرفرف بيديه أو يضعهما على إذنه، وإذا أراد أن يكتب على الموبايل أو الكمبيوتر يمسك أصبعي ويضغط به على الحروف، ولا يضغط هو بنفسه، مع أنه يستطيع فعل ذلك.

وأكدت أنها ذهبت إلى مراكز تأهيل عدة، إلا أنه كان رافضًا لها دومًا، وظهر عليه شيء جديد، وهو كلما أغلق الباب عليه مع أحد غريب فتجده يتحول إلى كتلة من العنف، لا يستطيع أحد أن يقف أمامه، وذات مرة حاولنا الضغط عليه والذهاب به لأحد المراكز، ولكن كان يخرج من الغرفة محطمًا نفسيًا ومفكك الأعصاب، مضيفه "لاحظت عليه بعدها علامات "التأخر العقلي"، وتزداد نوبات الغضب والبكاء الهستيري، وأحيانًا الضحك الهستيري، لذلك اجتمعت أنا والعائلة وقررنا أن نبدأ نحن كفريق عمل لتدريب أحمد وتعليمه كل شيء لننقذه من هذه الجلسات التي كادت تقضي عليه".

وأصرت الأم العظيمة على مساعدة ابنها وإخراجه من هذه الحالة، حيث بدأت تدربه برفق وتعلمه من خلال الألعاب بمساعدة والده وإخواته الثلاث، اندمج الكل معه وانضم إليه لنشاركه بعض لزماته وحركاته، وكان لهذه الطريقة مردود جيد، وشعرنا بتحسن بعد وقت قصير، وهذه الفكرة أتت لنا بعد الإطلاع على بعض المراجع الأجنبية خاصة طريقة "الصن رايز" الأمريكية.

وأضافت "ولمساعدته على النطق والتحدث معنا داخل المنزل، بدأت في إسماعه القرآن بطريقة منظمة، وفعلًا بحمد الله بدء يقرأ القرآن بطلاقة، ولكنه لا يتكلم الكلام العادي، وظل على هذا الحال حتى الرابعة والنصف من عمره، ثم بدأ يعبر لفظيًا عن احتياجاته الأساسية، وقبل أن يتعدى التاسعة من عمره حفظ نصف القرآن الكريم، وكان لذلك عامل كبير في تحسنه من طيف التوحد الذي أصابه منذ ولادته، فقراءته للقرآن جعلته يشارك في الأنشطة الثقافية على مستوى المحافظة.

كما أكدت أنها استعانت أيضًا ببرامج تعليمية على الكمبيوتر، فبدأت بتحميل هذه البرامج، وتعلم منها القراءة والكتابة، ولكنه رفض الكتابة بيديه، فكان يجيد الكتابة على الكمبيوتر بلا أي أخطاء إملائية، مشيره إلى أن أكبر المشاكل التي واجهتهم كانت عند بلوغه سن المدرسة، لأنها لا يطيق أن يجلس نصف ساعة على كرسي ويكتب وينصت، إلا أنه ذات يوم اتصلت بنا "أم فاضلة"، وقالت أن هناك نظامًا جديدًا في المدارس اسمه "الدمج" وهو يقبل الحالات المشابهة لحالة أحمد، وتم قبوله بالفعل، وفي الصف الثاني الإبتدائي استجاب للذهاب إلى المدرسة، ورزقنا الله بأستاذة صف متفهمة، وشرحت لها حالة أحمد، فكانت له «أمًا» ثانية، وكان أحمد يحبها ويتفاعل معها، وأصبح يفتتح طابور المدرسة بقراءة القرآن والشعر والأناشيد والأغاني، فأحب مدرسته وأحبه الطلاب والمدرسون والإداريون، وتحسنت حالته بفضل الله.

ويقلد أحمد بطريقة عبقرية القراء والمنشدين، وهو حاليًا عمره 9 سنوات يحفظ نصف القرآن، ويجيد استخدام الكمبيوتر، ويتقن اللغة الإنجليزية كتابة وتحدثًا، ويصمم أفلام كارتون، ويعيد تصميم دروسه المدرسية بنفسه على برنامج البوربوينت، ويضيف إليها الصوت والحركة، وكان السر في هذا التقدم بعد توفيق الله هو تعلقه بالقرآن، وإفساح المجال له لاختيار ما يريد بنفسه وممارسة ما يحب من أنشطة وتوفير الأدوات له.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads