التقى المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، بمكتبه، اليوم الأحد، لجنة من وزارتي الإنتاج الحربي والإسكان المنوط بها تقييم مشروع الصرف الصحي بقرية البساتين، والذي نفذته المحافظة بنظام "MBR"، في سابقة هي الأولى من نوعها بقرية مصرية، وكحل غير تقليدي لحل مشكلة الصرف الصحي الذي تعاني منه معظم القرى.

وفي بداية الاجتماع، أثنت اللجنة على المشروع والذي تم تنفيذه على أرض الواقع وسيتم مناقشته واقعيًا كتجربة فعلية نجحت المحافظة في تنفيذها، وهو ما يعد نموذجًا عمليًا أشاد به أعضاء اللجنة، بالإضافة إلى أن النتائج والدراسات التي قدمتها المحافظة تبرز أن المشروع من المشروعات الرائدة في أكثر من ناحية متخصصة.

وأشار المحافظ، إلى إشادة المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء بالتجربة، وكذلك المهندس مصطفى مدبولي وزير الإسكان، والتي أعطت المشروع دفعة قوية لمواصلة الجهد نحو تحقيق المعادلة الصعبة، وهي القضاء على مشكلة الصرف المزمنة بأقل تكلفة وأسرع وقت وأعلى جودة، وتفعيلًا لدور المشاركة المجتمعية إلى جانب مجهودات الحكومة في معالجة القضايا والمشكلات المجتمعية وتحقيق التنمية.

واستعرض "حبيب"، مراحل تنفيذ التجربة بداية من إعداد توصيف فعلي لمعاناة القرى من مشكلة الصرف، والأبعاد الاجتماعية والصحية والبيئية لها، وبذلك تولدت قناعة لدى الجهاز التنفيذي بأكمله بخطورة المشكلة، وأن القضاء عليها يعتبر هدفًا قوميًا ويخدم جهود تحقيق التنمية المستدامة التي أطلقتها الدولة في رؤية مصر 2030 تحت رعاية القيادة السياسية.

وأردف المحافظ، شارحًا للخطوات الفعلية لتنفيذ المشروع، بداية بإعداد الدراسات الفنية الدقيقة وعلى معايير اعتمدتها دول متقدمة، فضلًا عن دراسة أكثر من نموذج من كافة النواحي الفنية والاقتصادية، مرورًا بتحديد التكنولوجيا التي سيتم استخدامها وإعداد التصميم المناسب واختيار القرية حسب شروط فنية محددة، وتكوين فريق عمل فني ومجتمعي ومتابعة مراحل التنفيذ خطوة بخطوة، مضيفًا أنه تم الإنتهاء من المشروع في فترة قياسية وهي 9 أشهر، والتي ستقل في المشروعات القادمة انتهاءً بتحليل عينات المياه المعالجة من المحطة، والتي أثبتت جودة المياه وصلاحيتها للري والزراعة.

ونوًه "حبيب"، عن الخطة الطموحة التي يسعى في تنفيذها على أرض بني سويف، بداية من تعميم هذا المشروع على مستوى القرى وتحقيق أفضل استفادة منها من خلال صناعة السماد العضوي من نواتجها كتنمية مستدامة، ومرورًا بدراسة إنشاء مصنع لصناعة هذه التكنولوجيا لتقليل تكلفتها وتسهيل تعميمها، انتهاءً بإمكانية أن تكون مصر دولة رائدة في هذا المجال وتصدير هذه التكنولوجيا إلى أفريقيا ودول الجوار.

وخلال الاجتماع، تم بحث الإجراءات المطلوبة لإعداد تقرير فني متكامل تقوم اللجنة بإعداده، والذي سيتم رفعه إلى رئاسة مجلس الوزراء كخطوة إلى الأمام لتعميم المشروع بعد تقييمه من كافة النواحي، حيث تم الاتفاق على عناصر التقرير ومكوناته الفنية وتحديد مصادر المعلومات وأوجه الدعم المطلوبة، والتي تتضمن الدراسات المتنوعة والمتخصصة التي أعدتها المحافظة والمراجعة الميدانية التي ستقوم بها اللجنة للمشروع على أرض الواقع.

وتم الاتفاق على عقد لقاءات متكررة بأعضاء اللجنة، تبدأ من الثلاثاء القادم، والتي ضمت إليها بعض الجهات المختصة من شركة مياه بني سويف والهيئة القومية بالمحافظة، والدكتور محمد هيكل الذي أعد تصميم المشروع؛ وذلك لسرعة إعداد التقرير وضمان احتوائه على إجابة لكل التساؤلات الفنية المطروحة وجدوى المشروع الاقتصادية والاجتماعية وآليات إدارة المشروع، فضلًا عن تقييم مستوى تكلفة المشروع ومدة التنفيذ وجودة المياه الناتجة، مقارنة بمشروعات الصرف الصحي التقليدية.

وعقب الاجتماع، توجهت اللجنة والتي ضمت اللواء محمود عبدالخالق والعميد محمد على زهران من وزارة الانتاج الحربي والمهندس عبد المحسن عبد الباقي والمهندس ناصر طه من الشركة القابضة التابعة لوزارة الإسكان، بالإضافة إلى المحاسب محمود مغربي رئيس المدينة، والمهندس محمد سعيد رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي ببني سويف، والمهندس الواضح أبو جبل مدير عام الإسكان، والمهندس باسم علي مدير مشروعات الهيئة القومية ببني سويف، والدكتور أشرف فاروق نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة نهضة بني سويف، والاستاذ وليد حسين المدير التنفيذي للمؤسسة؛ لمعاينة المحطة ومراجعتها فنيًا والحصول على كافة المعلومات المتاحة عن المحطة من حيث التشغيل والصيانة، ومياه الصرف والمياه المعالجة.