عمدت السلطات القطرية إلى حجب رقم كانت خصصته السعودية للقطريين الراغبين في تأدية مناسك الحج هذا العام، وذلك في خطوة جديدة تؤكد إصرار الدوحة على التضييق على مواطنيها وتسييس الحج، وهو ما رفضه الحجاج القطريين الذين توافدوا على مكة المكرمة بأعداد فاقت ما سجل في الأعوام الماضية.

وبعد أيام على عدم إعطاء تصاريح للطائرات السعودية المخصصة لنقل الحجاج القطريين، عمدت قطر إلى حجب الرقم السعودي الذي وضعته الأجهزة المختصة لخدمة مواطني قطر الراغبين بالقدوم إلى مكة.

وهذا ما كشفه الوسيط القطري الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني حين غرد، اليوم السبت، على حسابه في "تويتر" قائلًا "أرجو من المسئولين في قطر رفع الحجب عن الرقم المخصص لغرفة عمليات خدمة الشعب القطري في السعودية".

والأرقام أكدت ذلك، فقد ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية أن "نحو ألف حاج وحاجة قطريين عبروا منفذ سلوى خلال 9 أيام، منذ سريان الأمر السامي الكريم الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز".

وأضافت: "هذا الرقم الذي يفوق عدد الحجاج القطريين خلال آخر 3 سنوات، والذي لم يتجاوز 900 حاج تحقق رغم الجهود التي تبذلها الدوحة لعرقلة وصول الحجاج القطريين إلى الأراضي المقدسة، بهدف استغلال الموسم لأغراض سياسية".

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قد أمر بعد وساطة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، بفتح معبر سلوى البري مع قطر أمام الحجاج القطريين، الذين تدفقوا إلى المملكة متخطين عراقيل الدوحة.

وأمام التسهيلات السعودية التي أعفت أيضًا، بناء على توجيهات الملك سلمان، جميع المواطنين القطريين الذين يرغبون في الدخول لأداء مناسك الحج من التصاريح الإلكترونية، أصرت السلطات القطرية على سياسة التعنت والكيدية.

والنهج القطري دفع المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إلى تقديم شكوى عاجلة إلى المقرر الخاص بالحريات الدينية للأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان ضد دولة قطر، على خلفية منعها لمواطنيها من الحج هذا العام.

ويبدو أن قطر حريصة على السير على خطى حليفها النظام الإيراني الذي أقدم العام الماضي على منع مواطنيه من أداء فريضة الحج، وذلك بعد رفض السلطات السعودية للشروط الإيرانية المطالبة بتسييس الحج.