"أقلهن مهرًا أكثرهن بركة".. "اللحمة بـ100 جنيه".. أسعار زمان.. مبادرات فيومية تتحدي الغلاء
الثلاثاء 29/أغسطس/2017 - 08:57 م
هاني البنا
طباعة
في تلك الظروف الاقتصادية التي تمر بها الدولة المصرية، ومع تزايد الأعباء علي كاهل المواطن البسيط والتصاعد المستمر لارتفاع الأسعار كان لشباب محافظة الفيوم، رؤي أخرى يملئها التحدي والايجابية من خلال تبنيهم لمبادرات من شأنها مواجهة الأزمة ومحاولة تخفيف الأعباء عن كاهل أبناء المحافظة من خلال تدشين بعض المبادرات.
ومع إقبال عيد الأضحى المبارك افتتح مجموعة من شباب قرية قصر الباسل التابعة لمركز إطسا محلا جديدًا لبيع اللحوم بسعر 100 جنيها للكيلو في مبادرة منهم لتحرير سعر السوق، لمواجهة إاستغلال الجزارين وغياب الرقابة وهو ما تسبب في رفع أسعار اللحوم، حتي بلغت 140 جنيه للكيلو جرام.
يقول عصام جودة أحد أعضاء المبادرة بأن الفكرة جاءت نتيجة التحديات التي تواجهها الاسر الفقيرة وأيمانا منا بالإيجابية تجاه المجتمع الذي ننتمي اليه فقمنا بجمع مبلغ كبير من المال من مجموعة من الشباب بنظام الاسهم، وتكوين شراكة لشراء ماشية ”عجول” لبيعها فى الأسواق بسعر مخفض عن سعر السوق بعد أن وصل سعر كيلو اللحوم إلى 150 جنيها تقترب للزيادة، تزامنا مع عيد الأضحى.
وأضاف "جودة" بأن الفكرة نالت إقبال من الشباب حتي بلغ عدد المساهمين فيها الي 18 شاب تتفاوت حصص كل منهم في الاسهم، وبالفعل بدأنا العمل وقمنا باستئجار محل، وشراء المواشي وقمنا بذبح وبيع اللحوم بسعر 100 جنيه للكيلو وسوف نستمر علي هذ السعر حتي وأن ارتفعت الأسعار علي حسابنا الشخصي لأن الهدف الرئيسي للمبادرة هو خفض سعر اللحوم في كل وقت لا المناسبات ومواسم الأعياد فقط، لتكون في متناول محدودي الدخل من البسطاء، وإدخال البهجة في نفوس الجميع.
"الله يعين الناس والشباب" عبارة تنم عن الاحساس بالمسئولية تجاه المجتمع والاخرين، قالها "مصطفي حسنين" 61 عامًا، واستطرد قائلًا: "الشباب كتر خيرهم يحاولوا يعملوا اللي ربنا يقدرهم عليه، ولنا الفخر بهؤلاء الشباب.
وتشير سناء عبداللطيف موظفة الي أن محافظة الفيوم من المحافظات الريفية ومن المفترض أن تكون الأسعار بها منخفضة، مشيرة الي أننا من نصدر الماشية الي القاهرة، وأرجعت ارتفاع الأسعار بسبب زيادة أسعار العلف وارتفاع سعر الدولار، وفشل دعوات مقاطعة اللحوم والإضراب مرات عديدة، خاصة مع ارتفاع أسعار الدواجن والأسماك.
ويشير قرني عويس جزار، الي أن ارتفاع أسعار اللحمة جاء بسبب إرتفاع سعر العلف، قائلًا: "نحن نشترى كيلو اللحوم الحية بـ60 جنيهًا من السوق، وهذا السعر يتطلب بيع كيلو اللحوم بحوالي 140 جنيهًا للكيلو، أما الجزارين الذين يعرضون اللحوم بسعر 120 جنيهًا للكيلو، فهي لحوم إناث يجرم القانون ذبحها".
ويؤكد الدكتور أسامة مخلوف، نقيب البيطريين بالفيوم قائلا: "نحن نعاني من العشوائية في كل شيء، وأولها الجور والطمع وذبح الإناث، والبتلو "جاموسي" وهو ما وصفه بالجريمة التي نتج عنها تصاعد مستمر لأزمة اللحوم وارتفاع".
وأضاف: كانت المحافظة تتلقي منحة إماراتية سنويا عبارة عن عجول تم استيرادها من دولة أوروجواي التي كانت تصل مصر صغيرة 150 كيلو تقريبًا ويتم تسمينها حتى تصل إلى 500 كيلو، وقد توقفت المنحة للعام الثاني علي التوالي فانخفض المعروض من اللحوم وبالتالي ارتفع سعرها عوضًا عن ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل مبالغ فيه ساهم في زيادة تكلفة عجول التسمين، ومن ثم ارتفاع أسعار اللحوم.
وطالب "مخلوف" بتشديد الرقابة على المستوردين لإجبارهم على استيراد نوعية جيدة من اللحوم تنافس الإنتاج المحلى وتدخل الحكومة بأي وسيلة لتقوم هي باستيراد اللحوم بالإضافة الي دعم الطب البيطري والطبيب البيطري لمواجهة الأمراض التي تقضى على الثروة الحيوانية في مصر، وكذلك مواجهة مافيا اللحوم الفاسدة.
"أقلهن مهرًا أكثرهن بركة" مبادرة لخفض نفقات الزواج
بعد أن طالت الحالة الاقتصادية الشباب في مواجهة زيادة تكاليف الزواج دشن مجموعة من شباب محافظة الفيوم مبادرة "أقلهن مهرا أكثرهن بركة "بهدف زيادة الوعي لدي أولياء الأمور بتخفيض نفقات الزواج تيسيرًا علي الشاب لمحاربة الغلاء، والعنوسة.
وتقول "علا عبدالجواد" منسق المبادرة بأننا كمجموعة شباب طامح قررنا أن يكون لنا دور فعال وإيجابي من خلال فعل شيء ينال رضا المواطن الكادح والذى يعانى من الارتفاع الجنوني للأسعار فقمنا بحملات توعية بعدد من المراكز والقري عقدنا ندوات ومؤتمرات حول محول تخفيف النفقات والترشيد في لوازم العُرس من قاعات فارهة وأجهزة حديثة وبعض الأشياء التي تتحول عقب الزواج إلي مجرد قطع ديكور في المنزل.
وقد لاقت المبادرة ترحيب وقبول ما جعل الكثيرين من أبناء الفيوم للسعى نحو تطبيقها في كل شيء يرهق الكثير من الأسر الغير قادرة على نفقات الزواج.
وأضافت "عبدالجواد" ناقشنا العديد من السيدات وعُمد القري وكبار العائلات، والحمد لله نالت المبادرة اعجاب، واقتناع قطاع كبير منهم بفكرة المبادرة علي أمل أن يغير كل منهم في مكانه، والعمل علي نشر الفكرة بين جموع المجتمع الفيومي.
مبادرة "أسعار زمان".. لفتيات الفيوم لمواجهة الأسعار
قررت مجموعة من الفتيات بمحافظة الفيوم تكوين فريق عمل لمواجهة الغلاء، ومساعدة الفقراء والمحتاجين من الفتيات، المقبلات علي الزواج، لتجهيزهن، كمساهمة لغير القادرات علي تحمل نفقات الزواج تحت عنوان "أسعار زمان" فقاموا بإنشاء جروب علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ضم أكبر مجموعة من فتيات الفيوم وبنات الجامعة، يعرضون من خلاله ملابس واكسسوارات، مستعملة وجديدة بأسعار رمزية، بهدف مساندة ومساعدة البنات الغير قادرات، بالإضافة إلى تتبادل الخبرات وتقديم النصائح، وتحفيز بعضهن، وإهداء ما يحتاجونه ولا يقدرون على شراؤه.
تقول تقى محمد مؤسسة الفريق، إن الفكرة جاءت إليها بسبب ارتفاع الأسعار المتزايد، وفي ظل هذه الأزمة أصبحت الأسرة المتوسطة الدخل معدومة، والفكرة لمساعدة من لا يستطيع تجهيز منزله بأثاث وفرش جديدين بالإضافة إلى الاحتياجات الأخرى.
وتأمل "تقى" أن يستطيع الفريق الوصول إلى جميع الفتيات اللاتي لا يستطعن تجهيز أنفسهن، وأن تنتشر الفكرة ويقوم بعملها الكثير.
وتقول مريم محمد، عضو بالفريق، إن فكرة الفريق جميلة وأنها دعت كل أصدقائها، وهناك الكثير من الأشياء الجميلة القيمة التي يستطيع الفريق مساعدة الكثير من الأشخاص بها لمواجهة ارتفاع الأسعار التي أصبحت مأزق وأزمة كبيرة يعيشها الكثير من المواطنين.
