بعد أن بات الانتحار ظاهرة، وأصبح توثيقها موضة، بعد أن انتشر بشكل واضح في الفترة الأخيرة فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، تبث لحظة انتحار بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية ونشرها على صفحاتهم الشخصية، ولم تقتصر الظاهرة على مصر فقط بل انتشرت بسرعة ملحوظة، ببعض بلدان الدول العربية.

ومن المفارقات في هذا الأمر أن شهر سبتمبر يعد من الشهور المهمة خلال هذا العام، الذي يشهد إحياء منظمة الصحة العالمية بضرورة التوعية ضد ظاهرة الانتحار والتصدي لها، ورغم ذلك شهدت مواقع التواصل توثيق أكثر من حالة انتحار هذا الشهر وتحديدًا ثالث أيام العيد.

وكانت الشرارة الأولى لهذه الظاهرة، إقدام شاب في بداية الثلاثينات من عمره على الانتحار بسبب بعض الخلافات العائلية، وكتب الشاب قبل انتحاره على صفحتة الشخصية بـ "فيس بوك": "شكرا لكل الناس على ظلمها ليا الناس ظنت فيا سوء وانا برىء وربنا يعلم انا رايح لربنا هو اللى هيجبلى حقى طبعا من الصورة دى هتعرفوا انا فين وحشتنى يا أبويا أنا وأخواتي وأمي، للعلم انا طول عمرى راجل ولا عمري حد كسرلي عيني"، لم يمر على هذا المنشور إلا ونفذ الشاب قراره بالانتحار، بإلقاء نفسه في النيل، وقامت الجهات الأمنية باتباع الإجراءات القانونية، وذكرت التحريات أنه ألقى بنفسه في مياه نهر النيل.

وعلى نفس الصعيد، أقبل شاب يدعى شريف قمر، وهو طالب في كلية طب أسنان، قبل يومين على الانتحار من انتشار خبر وفاته بين أصدقائه، حيث نشر مقطعًا مصورًا على طريقة الفيديو تحدث فيه عن حالة الاكتئاب التي كان يعيشها وشرح خلال أربعة دقائق التى استغرقها الفيديو ما يعانيه الانسان.

ولم تمض ساعات على انتشار الفيديو الا ونفذ الشاب قراره، وبدأ أصدقائه بتداول خبر وفاته بينهم على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، مدشنين حملات باسمه تدعو للتبرع للفقراء كصدقة جارية له.

وقبل الإقدام على تلك الخطوة، قام بعمل استفتاء على صفحته الشخصية عن أفضل طريقة للانتحار، وطلب من أصدقائه اختيار الوسيلة الأكثر تفضيلا بين الشنق والقفز، الأمر الذي أعتبره أصدقائه مزحه.

ناشطة سورية..

وثالث حالة كانت الناشطة السورية الدكتورة رزان طباخة، قامت بإلقاء نفسها من شرفة منزلها بمدينة غازي بتركيا، مما ترك الحزن على النشطاء السوريين بعد معرفة بخبر انتحارها بمواقع التواصل الاجتماعي، وقد وثقت الناشطة السورية انتحارها عبر بث مباشر من خلال صفحتها على "فيس بوك"، يظهر سقوطها من شرفة منزلها وتعددت الأقاويل حول انتحارها والحالة النفسية السيئة التي كانت تمر بها قبل قدومها على الانتحار بسبب الغربة وتركها لبلادها منذ أربع سنوات، وقال الآخر حول قصة حب فاشلة بين الغربة والوحدة ورجح البعض أنها كانت عادية وطبيعية ولم تمر بأي حالة نفسية وأن يكون سقوطها لا إراديًا.

وآخر حالة، تم تدوينها على مواقع التواصل الاجتماعي لفتاة مغربية تدعى إلهام، اضطرت إلى الانتحار وبث ذلك عبر صفحتها على "فيس بوك" بعد احساسها بالذنب والظلم.

وكانت إلهام تحدثت عبر الفيديو عن طفلًا كان يجلس خلفها وبعدها أنهت حياتها، وأن سبب انتحارها هو تحضيرها لأعمال السحر والشعوذة لزوجها حسب ما أكدته خلال المقطع، وانقبلت أعمال السحر عليها بعد ان افتضح أمرها وبدأ زوجها معاملتها بطريقة سيئة وصلت حد العنف مما دفعها للانتحار.