بالصور.. الإهمال والفساد يستوطنان مستشفيات الحكومة.. والمواطنون: "ارحمونا"
الإثنين 11/سبتمبر/2017 - 08:48 م
هدير ناصر - علاء عبد الرحمن - محمد شفيق عصر
طباعة
تتوالى كوارث المستشفيات الحكومية يومًا تلو الآخر، والتي يفترشها القطط والكلاب بجانب المرضى، فضلًا عن رداءة الخدمة الطبية.
وسادت حالة من الفوضى وانتشار أكوام من القمامة داخل المستشفيات، وقلة أعداد الأطباء في قسم الطوارئ، المنظومة الصحية في مصر قتلها الإهمال وغياب الضمير، ولم يعد أمام المريض سوى انتظار قضاء الله، بعد أن تحولت المستشفيات إلى خرابات يسكنها الفساد، وباتت المستشفيات نذير شؤم للمرضى داخلها مفقود وخارجها مولود.
"مستشفى طوخ المركزي"..
المعاناة صارت جزء كبير من حياة أهالي محافظة القليوبية، وهذه المرة تظهر المعاناة بإحدى مستشفيات المحافظة، وهي مستشفى طوخ المركزي، حيث صارت الخدمة الطبية خارج نطاق الخدمة، ولا يستفيد منها الأهالي، ففي الوقت الذي نعاني فيه من كارثة نقص عدد المستشفيات، وموت العشرات من المرضى لعدم وجود أماكن تكفي لعلاجهم، توجد مستشفى طوخ تنتظر نظر المسئولين إليها من أجل تطويرها.
وأكد عدد من المرضى المترددين علي المستشفى، أنها أصبحت غير صالحة للاستخدام الآدمي، وذلك بسبب تهالك الحوائط، والأسرة الموجودة داخل المستشفى، بالإضافة إلى المعاملة الجافة التي تتعامل بها إدارة المستشفى وإجبارهم على شراء المستلزمات الطبية من الخارج، وانتشار العيادات الخارجية بجوار المستشفي، والتي يمتلكها دكاترة يعملون بها.
من جانبه أكد مصدر داخل مديرية الصحة بالقليوبية، أن المستشفى قد صدر لها قرار إزالة بسبب تهالك البنية التحتية وتساقط الأسمنت من الحوائط والحديد من الجدران، بالإضافة إلي فقدان المستشفى للأطقم الطبية المجهزة للتعامل مع أي حادث طارئ، وتم إدراج مستشفى طوخ ضمن خطة التطوير منذ عام 2016 2017، وكان من المقرر أن تنتهي في 30 يونيو المقبل، بتكلفة 150 مليون جنيه، ولكن لم يتم تنفيذ أي أعمال تطوير المستشفى.
وقال "سمير عزازي" أحد أهالي مركز ومدينة طوخ، أنه يتم دائمًا غلق صيدلية العناية، بالإضافة إلى وجود نقص شديد بالأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى عدم انضباط تواجد الأطباء والممرضين والعاملين بالمستشفى رغم توقيعهم بالحضور، وعدم التزامهم بمواعيد الانصراف.
"غضب شديد"..
وقال "شريف رضا"، أحد مواطني قرية ترسا طوخ، إنه لا يوجد أي تواجد من قبل نواب الدائرة، الذين أصبحوا لا يعطو أي اهتمام لما يعانيه مواطني الدائرة، معبرًا عن غضبه الشديد تجاه تخاذل النواب حول هموم ومشاكل أهالي دائرته، مضيفًا أنه عند توجهه لتقديم طلب وشكوى إلى اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية.
وأكد له مصدر داخل المحافظة "رفض ذكر اسمه"، أنه قد تم إدراج مستشفى طوخ ضمن خطة التطوير ولكن تدخل بعض أعضاء مجلس النواب بمدينة شبين القناطر مع وزارة الصحة، وتسبب في وقف التطوير ونقله إلى مستشفى شبين القناطر.
وأضافت "أم خالد"، إحدى المرضى المترددين على المستشفى: "لا استطيع شراء المستلزمات الطبية من الخارج، نظرًا لعدم قدرتي المادية، ولا يوجد لدي عائل ينفق علي بعد وفاة زوجي"، مطالبة اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية ووزير الصحة بالنظر إلى المواطنين الغلابة بعين الرأفة والرحمة، والعمل علي وضع حل عاجل للوضع الذي تعاني منه المستشفى حاليا.
"المستشفى كاملة"..
أكد الدكتور حمدي الطباخ، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، أن الحالة الإنشائية للمبنى جيدة، وأن المبني يحتاج فقط إلى عملية تطوير.
وأضاف "الطباخ"، في تصريحات خاصة لـ "المواطن"، أن المستشفى مجهزة تجهيزًا كاملًا، ولا ينقصها أي أجهزة طبية، موضحًا أنه يوجد داخل المستشفى جهازين تنفس صناعي، 6 أسرة، 13 حضانة و2 جهاز تنفس صناعي، وجهاز أشعة مقطعية، وأجهزة تلفزيونية عادية، وغرفة عمليات عظام مجهزة، وغرفة عمليات جراحة رمد وانف واذن ونساء توليد.
"مستشفى السنطة العام"..
مستشفى السنطة العام والتي تقع في محافظة الغربية، تم إزالته وترك جناح صغير لا يسع نصف أعداد المرضى المتزايد طوال ساعات العمل ويقطن تلك المدينة 500 ألف نسمة عانوا من الإهمال الذي يزداد يومًا بعد يوم وحملوا وزارة الصحة العبء الأكبر لترك مستشفى تخدم 57 قرية و112 عزبة وكفر تابعة.
وطالب مدير المستشفى الدكتور سامي سلامة، المسئولين بسرعة إنشاء المستشفى لكي تستطيع تقديم خدمة طبية وصحية متميزة للمرضى وعدم قدرة الجناح الصغير والوحيد بها على استيعاب أعداد المرضى التي تصل لأكثر من ألف يوميًا، مشيرًا إلى أن مساحة المستشفى كبيرة وكافية لإنشاء مستشفى تعليمي على أعلى مستوى ويضم كوادر علمية متميزة لتقديم خدمة طبية جيدة للمرضى.
وأشار "سلامة" إلى أن المستشفى لا زال ينتظرها تطويرًا كبيرًا، حيث أن السور الخارجي متهدم والمستشفى محاطة بالحقول والعزبة الملاصقة، والتي لا تخلو من الحيوانات الضالة، وأن المستشفى تستقبل عددًا كبيرًا من المرضى، حيث أنها الوحيدة بالسنطة، مضيفًا أنه يجب أن نسابق الزمن لبدء عملية التطوير وبناء السور وإنشاء المستشفى الذي أزيل منذ عام ونصف وأنه يتم استخدام غرف المرضى لعمل صيدلية لضيق المكان وجاري استكمال الرسومات الهندسية الخاصة بالمبنى ولكن ننتظر البدء في التنفيذ.
"مأساة حقيقية"..
أكد الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية في لقاء خاص لـ "المواطن"، أن مستشفى السنطة كانت حالتها سيئة وتمثل مأساة حقيقية بقطاع الصحة، لكون المنشآت بها أصبحت متهالكة وكانت الفوضى تعم المستشفى وتسكنه القطط والحشرات، مما دفعني لطلب تطويره، وبالفعل تم تزويده بشركتي أمن ونظافة علي أعلي مستوي مما أدى إلى إحكام السيطرة على المستشفى وتحلية بالنظافة، مؤكدًا على أن وزير الصحة وافق علي تخصيص 40 مليون جنيه لإعادة بناء مستشفى السنطة المركزي على مساحة 1500 متر بارتفاع 10 أدوار تضم مختلف التخصصات الطبية.
"مستشفى حميات زفتى"..
مستشفى حميات زفتى والتي تقع في محافظة الغربية، تم بناؤها في التسعينات، وتكبدت الدولة ملايين الجنيهات في بنائها وبداخلها مائة سرير مجاني واقتصادي، وتخدم مواطني مركز زفتى والعديد من أبناء المراكز المجاورة، وقامت وزارة الصحة منذ أيام قليلة بإلغاء المستشفى ونقلها كقسم حميات بمستشفى زفتى العام بقرار من وزارة الصحة.
وتساءل الأهالي لمصلحة من يتم إلغائها، مع العلم أنه يوجد تكدسات بجميع المستشفيات فلماذا تم الغائها ويزداد العبء على المواطن الفقير واللجوء إلى القطاع الخاص الذي لا يملك المواطن نفقة علاجه.
"مستشفى المنشاوي"..
مستشفى المنشاوي والتي تقع في محافظة طنطا، وتعاني من نقص في الأدوية خاصةً حقن لوقف النزيف التي يتم حقن المريض بها أثناء الغسيل وأهميتها في مثل هذه الحالات التي تشكل خطورة على حياتهم، هذا بجانب الشاش والقطن والمحاليل الموجود بنسبة ضئيلة جدًا تصرف مرة واحدة للمريض، وبعد ذلك يتكبد هو على نفقته الخاصة ما يحتاجه.
وطالب المرضى بضرورة توفير العقار بصفة مستمرة وأخذها مع كل عملية غسيل، وعدم الإهمال في هذا الشأن خصوصا أن عدد مرضى الفشل الكلوي الذين يقومون بالغسيل في المنشاوي كبير ومعظمهم من مدن السنطة وطنطا وقرى مركز طنطا.
وصرح الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية، أنه قرر توفير جميع النواقص وطلبها من مستشفيات المحلة وكفر الزيات، وبالفعل يجري توفير العقار وإعطائه للمرضى حرصًا على صحتهم.
"مستشفى إيتاى البارود"..
سادت حالة من الغضب بين أهالي مدينة إيتاى البارود والقرى التابعة لها، إثر حالة الإهمال التي تعيشها المستشفى فى الوقت الحالي، ورغم أن المستشفى يخدم عددا كبيرا من المرضى بالمركز والقرى التابعة له، إلا أنه يعاني من الإهمال وتعطل الأجهزة الطبية وسرقة البعض الآخر بجانب نقص في الأدوية المقدمة للمرضى.
ورصد موقع "المواطن"، أبرز السلبيات التي تعاني منها المستشفى، في محاولة لإلقاء الضوء على السلبيات ومحاولة تصحيحها.
ويتكون المستشفى من عدة مبانٍ، مبنى للاستقبال والحالات الحرجة، ومبنى آخر لإستقبال الكشف العادى على المرضى، ومبنى آخر خاص بالعمليات الجراحية والولادات القيصرية والعناية المركزة.
وأوضح عدد كبير من المرضى على غضبهم الشديد من نقص الخدمات المقدمة لهم، وسوء المعاملة معهم من جانب طاقم الأطباء والممرضين، بجانب تزاحم شديد من الأهالي على العيادات.
وأشار المرضى إلى أنهم يعانون من عدم وجود أدوية كثيرة ويقومون بشرائها من الصيدليات الخارجية، بجانب عدم تنظيم الدخول والخروج بالعيادات، فضلًا عن أعطال عدد كبير من الأجهزة الطبية.
وأكد الأهالي على إهمال طاقم الأطباء للمرضى، لافتين إلى إنتظارهم لأكثر من ٣ ساعات لدخولهم الكشف، فيما أعرب الأهالي عن استيائهم من تدني الخدمة المقدمة، وأيضًا تسريح القطط داخل المستشفى، مطالبين بضرورة التدخل وتشديد الرقابة على المستشفى رأفة بهم.
وطالب الأهالي الدكتور علاء عثمان، وكيل وزارة الصحة البحيرة، والمهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، بالنظر إلى المستشفى بعين الاعتبار وتوفير الأدوية والتخصصات الطبية وإصلاح الأجهزة المعطلة بالمستشفى لخدمة المرضى.
وعلى الصعيد الأمني، قام ضباط الرقابة الإدارية بالتعاون مع محافظ البحيرة، بحملات مكثفة على مستشفيات محافظة البحيرة، وقاموا بتحويل عدد كبير إلى التحقيقات العاجلة.
يذكر أن آخر وقائع مستشفى إيتاى البارود، هى سرقة جهاز الهيموجلوبين الخاص ببنك الدم، الذى تم افتتاحه منذ 3 أيام، وتم تحويل الواقعة إلى النيابة العامة للتحقيق.
