"إسرائيل تعترف".. حرب اكتوبر انتصار للعرب.. والجيش المصري قوة لاتقهر
السبت 30/سبتمبر/2017 - 04:27 م
عواطف الوصيف
طباعة
أيام ونحتفل بذكرى انتصار حرب أكتوبر، التي تمكن أبناء مصر من خلالها أن يستردوا سيناء، وأن يحطموا خط بارليف المنيع، وأن يكسروا شوكة إسرائيل، تلك الحرب التي تحدث عنها العالم أجمع، وشهدوا لبسالة جنود القوات المسلحة المصرية، لكن ترى كيف يرى العالم حرب أكتوبر 73 بعد مرور 44 عاما.
اهتمام أمريكي بحرب أكتوبر:
أهتمت صحيفة "تايم" الأمريكية، بعض أهم الرؤى التي حللت هذه الحرب، لكن الأبرز أنها رؤى نابعة من مفكريين إسرائيليين، حاولوا إبراز أهم نقاط الضعف لدى إسرائيل، والتي اتضحت بعد الحرب، وسنحاول رصد لأهم هذه الرؤى والأفكار.
ناحوم جولدمان رئيس الوكالة اليهودية الأسبق
لفت رئيس الوكالة اليهودية الأسبق ناحوم جولدمان فى كتاب له بعنوان "إلى أين تمضى إسرائيل" أن من أهم نتائج حرب أكتوبر 1973 أنها وضعت حدا لأسطورة إسرائيل وأنها قادرة على مواجهة العرب.
إسرائيل تتكبد ثمنا باهظا:
أكد ناحوم أن هذه الحرب جعلت إسرائيل تتكبد ثمنا باهظا، قرابة الخمس مليارات دولار، مشيرا إلى أنها أحدثت تغييرا جذريا فى الوضع الاقتصادى فى الدولة الإسرائيلية، حيث أنها مرت بأزمة بالغة العمق كانت أكثر حدة وخطورة من كل الأزمات السابقة.
أثر نفسي سيء:
ووضح ناحوم أن النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التى حدثت على الصعيد النفسى، حيث انتهت ثقة الإسرائيليين فى تفوقهم الدائم، كما اعترى جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل، وهذا أخطر شىء يمكن أن تواجهه الشعوب وبصفة خاصة إسرائيل.
إسرائيل لم تتمكن من كسر العرب:
وفى ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس أي بعد مرور عام واحد على حرب أكتوبر وتحديدا فى 16 سبتمبر 1974 قال الجنرال الإسرائيلى يشيعيا جافيتش إنه وبالنسبة لإسرائيل ففى نهاية الأمر انتهت الحرب دون أن تتمكن من كسر الجيوش العربية ولم تحرز انتصارات، مؤكدا أنها وقفت عاجزة أمام قوة كل من الجيش المصرى والسورى على السواء.
أكتوبر 73 نصرا للعرب:
وقال جافيتش أن حرب أكتوبر 73 لم تكن مجرد انتصار لمصر فقط، وإنما للعرب كافة، حيث أن هذه الحرب أكدت أن العرب قادرون على مواجهة حاجز الخوف، مشيرا إلى أنه ينبغي على إسرائيل أن تشعر بالأسف لأن المصريون تمكنوا من انتزاع القناة من أيادي إسرائيل بقوة السلاح ولم تتمكن من مقاومتهم.
زئيف شيف:
أما صاحب كتاب "زلزال أكتوبر.. حرب يوم عيد الغفران" فقد قال عن الحرب: هذه هى أول حرب للجيش الإسرائيلى التى يعالج فيها الأطباء جنودا كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون إلى علاج نفسى هناك من نسوا أسماءهم وهؤلاء كان يجب تحويلهم إلى المستشفيات.
إعتراف موشيه ديان:
ومن الصعب أن نغفل ما قاله واحدا يعد شاهد عيان على هذه الحرب، واحدا مما حضر كافة التفاصيل الدقيقة والأهم أنه هو من وضع الخطة التي سارت عليها إسرائيل حينها، فقد اعترف وزير الحرب الإسرائيلى موشيه ديان فى ديسمبر 1973 بأن حرب أكتوبر كانت بمنزلة زلزال تعرضت له إسرائيل، وأن ما حدث فى هذه الحرب أظهر لهم ما لم يروه من قبل وأدى كل ذلك إلى تغير عقلية القادة الإسرائيليين.
قوة المصريين أمام إسرائيل:
أكد موشيه فى مذكراته أن إسرائيل لم تعد تملك القوة الكافية لإعادة المصريين للخلف مرة أخرى، مشيدا بالدقة التى استخدم بها المصريون الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات.
عجز الطيران الإسرائيلي:
إذا عدنا للخلف وحاولنا استعادة أحد أهم أقوال موشيه ديان خلال الحرب سنجده قد أكد أن الطيران الإسرائيلي كان يعاني من عجز شديد، فلم يتمكن من إختراق شبكة الدفاع الجوي المصري.
إشادة الإعلام الإسرائيلي:
كان للإعلام الإسرائيلي، تعليق على هذه الحرب، فقد أشادت صحيفة جيروساليم بوست الإسرائيلية بقدرات الدفاع الجوى المصرى المضاد للطائرات، وأكدت أنه يتمتع بقوة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ الحروب، وتفوق تلك التى واجهها الأمريكيون فى فيتنام، مشيرة إلى أنه قد حدثت إساءات تقدير كبيرة من جانب الإسرائيليين بالنسبة لفاعلية الدفاعات المصرية وقدرة المصريين على عبور القناة.
الصمت الإسرائيلي:
لسنا في حاجة إلى الدفاع عن حرب أكتوبر، أو الإشادة بم قامت به القوات المسلحة حينها، فتكفي الإشادة من الأعداء، لكن يتطرق للذهن تساؤلات، يلتزم ممثلي الحكومة الإسرائيلية، الصمت دائما، ولا يحاول أيا منهم توضيح أهم الإنجازات التي قامت بها القوات المسلحة المصرية في هذه الحرب، موقف الصمت الذي تلتزم به إسرائيل مفهوم، ولكن لم لا تحاول أن تستند برؤى مفكريها، على مدار التاريخ، وأن تعترف بخطأها في هذه الحرب، أم لأن الإشادة خرجت من أبرز من يمثلونها.
الخلاصة:
ستظل حرب أكتوبر، رمزا وشرفا يحتذى به ليس فقط لكل مصري، وإنما لكل عربي، لأنها أكدت أنه من الممكن الوقوف أمام تلك الأسطورة الخيالية التي تظنها إسرائيل عن نفسها، وأن هزيمتها ليس بالأمر المستحيل.
