المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

ما بين مصالح الشركات وتواطؤ المسؤولين.. "كروت الشحن" رصاصة قاتلة

الإثنين 02/أكتوبر/2017 - 08:20 م
وائل الطوخى
طباعة
أعلن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، مساء الخميس الماضي، عن خفض قيمة كروت شحن المحمول بنسبة تصل لنحو 36%، كان بمثابة الشرارة التي أشعلت الشارع المصري ومازال يعاني منها حتى الآن.

فمنذ تلك اللحظة والجميع في اتهامات متبادلة على غرار لعبة الكراسي الموسيقية، فالمستخدم يتهم الدولة بالتواطؤ مع الشركات لاستمرار رفع الأسعار دون مراعاة لظروف الخدمة التي تشكل جزء أساسي من حياته، ويتهم الشركات بالجشع والركض وراء الأرباح.

واتهمت الشركات المستخدم بعدم المسئولية، ورغبته في الحصول على خدماته بتكلفة أقل لتخسر الشركات، واستاءت من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، الذي تأخر في إصدار قراره لدراسة طلباتها أكثر برفع الأسعار من مرة بناءً على انخفاض إيراداتها بعد تحرير سعر الصرف في نوفمبر الماضي، والارتفاع المتكرر في أسعار الوقود والكهرباء.

وكشف المهندس وائل حسام، خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن قرار الجهاز القومى لتنظيم للاتصالات بخفض قيمة كروت شحن الهواتف المحمولة بنسبة تصل لـ36%، لم يأت من فراغ بل جاء بعد دراسة فائقة بالتعاون مع الشركات مقدمي الخدمة بالسوق المصري.

ولفت "حسام" في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن قيام شركات الإتصالات بزيادة أسعارها، يرجع لعدة عوامل أهمها أنها بالأساس فروع لشركات أجنبية قدمت استثمارات محددة بالدولار منذ البداية في السوق المصري، كما أنها حصلت على رخصتها بالدولار أيضًا، مشيرًا إلى أن انخفاض قيمة الجنيه من 7 إلى 17 لكل دولار، أدى بالتبعية إلى إنخفاض إيرادات فروع الشركات بنفس النسبة.

ورأى "حسام" أن الزيادة أمرًا حتميًا لأن الشركات لو استمر أدائها مع إنخفاض حجم إيراداتها فستقوم تلقائياُ بخفض نفقاتها، بما يؤدي لتدهور الخدمة أكثر مما هو موجود بالفعل، لذلك يجب أن يظهر دور الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مراقبة جودة الخدمة.

وأوضح أن الهدف الأساسي من تلك الزيادات، يتمثل في مفهوم احتياجهم للمحافظة على نسبة الربحية في ظل زيادة التكاليف وتحقيق التوازن بين النفقات والإيرادات، وليس زيادة أرباح الشركات نهائياُ، لافتًا إلى أن موافقة "تنظيم الإتصالات" على ذلك القرار يؤكد دراسته للأمر مع الشركات دون إهمال.

وتساءل عن معادلة الزيادة في التكلفة التي تتحملها الشركات بعد رفع أسعار الوقود والكهرباء، بجانب تحرير سعر الصرف تصل لحوالي 36% أم لا، وهو ما يستدعي دور تنظيم الاتصالات من جديد للرقابة.

كما احتج المهندس محمد أبو قريش أمين عام جمعية مهندسي الاتصالات، على التسعيرة الجديدة لكروت الشحن، وكشف أن الأمم المتحدة أقرت أن خدمات الاتصالات بكافة أنواعها حق إنساني مثل التعليم والرعاية الصحية التي لا يمكن التعدي عليها، مشيرًا إلى أن النظرة للاتصالات على مستوى العالم تغيرت عكس ما نعمل به في مصر.

وتساءل "أبو قريش" عن ما يسمى بـ" فرض ضريبة "على حق إنساني، مؤكدًا أن شركات الاتصالات العاملة بالسوق المصرية ليست جمعيات خيرية لتقديم خدمة مجانية للمستخدمين، خاصة أن أي عرض تطلقه الشركات تستفيد من وراءه بشكل أساسي، لكنها في الوقت نفسه تعمل على جني الأرباح بجشع رهيب، حيث وصلت أرباحها لنحو 68 مليار جنيه العام الماضي.

واستشهد بما فعلته شركة فودافون بالولايات المتحدة، عندما اتفقت مع شركة فرايزون على التخارج من السوق الأمريكي لصالحها مقابل 25 مليار دولار، فيما رفضت عرض الشركة نفسها عرض الشركة المصرية للاتصالات لشراء حصتها والتخارج من السوق المصري، وهو ما يدل على استراتيجية عملها بمصر وأرباحها الهائلة التي تحصدها من خلال عملها هنا.

وأكد "أبو قريش" أن الدليل على ذلك هو إعلان الشركة المصرية للاتصالات عن تسعير دقيقة المحمول مقابل 12 قرش، فيما تقدمها الشركات الأخرى مقابل 19 قرش للدقيقة، على الرغم من عدم امتلاك "المصرية" لأبراج تقوية لشبكات المحمول بل تقوم بتأجيرها والحصول على تردداتها من الشركات الأخرى التي تقدم الخدمة بسعر أعلى.

قال محمد عمر رئيس غرفة الاتصالات باتحاد الصناعات، أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وشركات المحمول لم تخبرنا بقرار تخفيض قيمة كروت الشحن قبل إصداره لمناقشته وبحث أسبابه.

وأشار "عمر" إلى أنه تم تجاهل الغرفة تمامًا ووضعها في خانة غير مؤثرة لا تليق بها حيث لم ينتبه أحدًا لدورها في اعتبارات وظروف اصدار القرار.

ولفت إلى أن قيمة خدمة الكارت الفعلية لفئة 100 جنيه تصل نحو 70 جنيها من القيمة الحقيقية، حيث يتم توزيع نسبة الـ 36% المتبقية بين ضريبة القيمة المضافة وتصل لـ 980 قرشًا، وضريبة الجدول وتصل لـ 668 قرشًا وإضافة خدمات أخرى بقيمة 882 قرشًا.

وأكد الدكتور حمدي الليثي خبير الاتصالات ونائب رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات بالغرف التجارية، أن خدمات الاتصالات ليست سلعة استفزازية أو ترفيهية حتى يتم رفع أسعارها بذلك الشكل.

وقال "الليثي" إن المكالمات الهاتفية صارت جزء استراتيجيي يتم الاعتماد عليه بصفة أساسي في حياتنا، مشيرًا إلى أننا سنحتاج أكثر لتلك الخدمات فى المستقبل القريب لتحقيق التحول الرقمي حتى تصبح حياتنا اليومية متوقفة عليها.

واستغرب "الليثي" من عدم الاستفادة من قطاع الاتصالات بالشكل اللائق حتى الآن، في ظل تعاظم أهميته في أنحاء العالم، ومساهمته بشكل مؤثر في عملية الناتج القومي، مما يفرض علينا المحافظة عليه من تنميته بالمقارنة مع معدلات النمو مع الدول الأخرى بالقطاع ذاته.

وتساءل عن كيفية إصدار قرار دون شرح أسباب اتخاذه وإخبار الناس بحقيقة المشكلة لكي تكون مقتنعة تمامًا بظروف وإجراءات تنفيذ القرار، بما يعني مشاركة كافة الأطراف في طرح الحلول وإيجاد بدائل للمشكلة.

وأوضح أن نسبة الزيادة التي أصبح يتحملها المواطن نحو 36% كبيرة جدًا، حيث كان لابد من التدرج في الزيادة، حيث أن التشريعات القانونية تنص على تحصيل مقابل الخدمة زائد هامش ربح بسيط، لكن تطبيق الزيادة بين ليلة وضحاها أمر صعب.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads