مرت ثلاث سنوات على وضع حجر الأساس لمتحف قناة السويس بالإسماعيلية، فقد أقيم مبنى قناة السويس والمقرر أن يقوم داخله المتحف منذ نحو 150 عامًا (عمر مدينة الإسماعيلية) التي أمر الخديوي إسماعيل بإنشائها باشتراطات معمارية فريدة جمعت بين العمارة الإسلامية في العهد العثماني والعمارة الفرنسية، وأدار من داخله المهندس الفرنسي "فرديناند دليسيبس" أعمال الحفر لقناة السويس، وما زال الحلم، مجرد حلم.

ظل أهالي الإسماعيلية سنوات طويلة في انتظار الحلم ليصبح حقيقة على أرض الواقع، ولكن ما حدث هو إيقاف التنفيذ فجأة، وبدون إبداء سبب، وبتجاهل تام من قبل هيئة قناة السويس.

فحقيقة الأمر لذلك المشروع تتلخص في عدة نقاط:-

أولًا- صدر قرار مجلس الوزراء رقم3419 لعام 2013 بتوجيه الفريق مهاب محمد مميش رئيس هيئة قناة السويس، للسفر إلى فرنسا لزيارة مقر جمعية أصدقاء قناة السويس بباريس، وذلك للاطلاع على المقتنيات الموجودة لديهم والمقترح عرضها بمتحف قناة السويس، وكذلك تحديد الإطار العام للبدء في الإجراءات اللازمة للانطلاق في إجراءات البدء في تنفيذ مشروع إنشاء المتحف، وتم تحديد الفترة الزمنية اللازمة للسفر وهى ثلاثة أيام، من 4 وحتى 7 من إبريل لعام2013.

ثانيًا- بعد أن سافر مميش إلى فرنسا وانتهت الزيارة، أعلنت هيئة قناة السويس بدء اتخاذ الإجراءات التنفيذية لإقامة اكبر متحف عالمي يضم مقتنيات قناة السويس، ويسرد بالوثائق والمقتنيات خطوات حفر المجرى العالمي بالتعاون مع جهات فرنسية مهتمة بالحفاظ على التراث.

وشكلت لجنة مختصة من إدارة قناة السويس لإجراء اتصالات مع الجانب التركي والفرنسي، للحصول على الوثائق والمخطوطات الخاصة بقناة السويس، لضمها لمقتنيات المتحف.

وأكد مميش وقتها في عدة تصريحات صحفية، أن المتحف سيقام في مدينة الإسماعيلية، مقر إدارة مرفق قناة السويس العالمي في مصر، ويبرز تاريخ حفر القناة وجميع الظروف والأحداث التي مرت بها قناة السويس وكذلك التطور الذي طرأ على منطقة القناة من الناحية البشرية والتنوع السكاني الذي شهدته نظرًا لاستقدام العاملين الأجانب والمصريين للعمل بقناة السويس وكذلك النهضة العمرانية بمدن القناة.

كذلك قام الجانب الفرنسي بتقديم عرض لتجهيز المتحف بالدعم الفني بالمساعدة في أعمال الترميم وتوفير الفنيين والمرممين الفرنسيين وتقديم الدعم الفني للحفاظ على هذا الأثر الفريد وتحويل منطقة القناة لمنطقة جذب سياحي تساعد في دعم الاقتصاد المصري وخلق فرص عمل.

أتم الاستعداد للاحتفال بوضع حجر الأساس للمتحف العالمي يوم الأحد الموافق 17 نوفمبر عام 2013.

ثالثًا- تم الانتهاء بالفعل من وضع أول حجر أساس لافتتاح المتحف وأقيم احتفال رسمي عالمي بمبنى المتحف في وجود السادة الوزراء وأعضاء جمعية أصدقاء قناة السويس.

رابعًا- قامت هيئة قناة السويس بتسليم المبنى إلى شركة المقاولون العرب فى خطوة تدريجية وطبيعية للعمل على ترميمه، وقامت الشركة بالفعل بوضع المعدات اللازمة لذلك لبضعة أشهر، ثم كانت المفاجأة، انسحبت فجأة بدون سابق إنذار وبدون معرفة السبب.
خامسًا- منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم حوالي ثلاث سنوات، لم يتم اكتمال أعمال ترميم المتحف العالمي، ولم يخرج علينا الفريق مهاب مميش ببيان لتوضيح ملابسات الأمر لأهالي الإسماعيلية ومدن القناة الثلاث المشتركين فى تاريخ قناة السويس، وحتى الآن لم يتم افتتاح المتحف، علمًا بأن الترميم يمكن أن يستغرق وقتًا طويلًا لأن المبنى أثري قديم ويحتاج للترميم كليًا.

والسؤال الآن لماذا لم يتم ترميم المبنى حتى الآن؟.