المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

في محاولة لكشف المستور.. هجوم العريش بعد المصالحة.. ترتيب مسبق أم مجرد صدفة!

الأربعاء 18/أكتوبر/2017 - 09:08 م
عواطف الوصيف
طباعة
شهدت سيناء يوم الإثنين الماضي، هجوما مسلحا على إحدى النقاط الأمنية وإحدى البنوك، مما أسفر عن مقتل أربعة من جنود الشرطة علاوة على 17 اخرون، وتبن مسلحي تنظيم داعش، ما حدث وأعلن مسئوليتهم عن مقتل هؤلاء الأبرياء.

الجديد في المضمون:

ربما تكون الضربة التي وجهت للجيش المصري في سيناء ليست الأولى، وقد لا نواجه سوى التعبير عن الحزن الشديد والضيق، والشجب والتنديد، بقوى الإرهاب والتطرف، لكن هذه المرة يستلزم أن ننظر ونبحث لما هو أبعد من ذلك وبمراحل، والجديد هنا يكمن في التوقيت وما يحمله من معزى.

دور مصر في المصالحة:

أخذت مصر قرارا وأعتبرت أن هناك عليها مسئولية تحسين الأوضاع في فلسطين، لذلك رأت أن الخطوة ستكون من خلال إتمام إتفاق يكون بمثابة المصالحة بين "فتح وحماس"، تلك الخطوة التي أعتبرتها إسرائيل، بمثابة الشوكة في ظهرها، وعمل العديد من ممثليها على الإدلاء بالعديد من التصريحات التي تعرب عن رفض إسرائيل لهذه الخطوة، ومحاولة إفشال أي تدابير من الممكن أن تكون بداية فجر جديد على فلسطين دون قوى الإحتلال.

مصر لا تبالي إسرائيل:

أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن غضبه الشديد من الخطوات التي تم إتباعها موجها رسالة لمصر، يطالب فيها بعدم التدخل في مثل هذه الأمور، وأن لا تحاول أن تدعم المصالحة أو حماس بأي شكل من الأشكال، لكن كانت النتيجة هو أن مصر لم تكترث له أو لرسالته، وعملت على استضافة وفدي "فتح وحماس" لإتمام الخطوات، والإتفاق على أرضها.

حماس تتحدى إسرائيل:

أعلنت حماس عن تحديها لإسرائيل، لكن بطريقة غير مباشرة، فبعد أن أكد نتنياهو، وعدد من وزراء إسرائيل رفضهم للمصالحة، وأنهم على يقين من أن حماس ستكون هي العقبة التي تمنع إتمامها، تأتي حماس لتؤكد أنها سوف تستمر، في خطواتها، وأنها موافقة تماما على كافة الشروط التي نضعها مصر، علاوة على تأكيد أسماعيل هنية رئيس مكتب حماس، على أن الحركة لن تشكل أي خطورة على مصر أو سيناء.

المقصود:

لا تظن سيدي القاريء، أن المقصد مما سبق ذكره، هو سرد لأحداث معروفة لدى الجميع وتم تناولها في مختلف الصحف العربية والعالمية أيضا، مع تقديم رؤى وتحليلات لكبار الكتاب، لكن المقصود شيء أخر، فحينما نفاجيء بضربة موجهة ضد الجيش المصري في سيناء، على أيادي داعش وبعد الخطوات التي تولتها مصر، فلابد أن نفكر في العديد من التساؤلات، وللتوضيح أكثر لابد أن تنتابنا العديد من الشكوك.

إداعاءات إسرائيلية:

كثيرا ما ادعت إسرائيل أن الهجمات التي يقوم مسلحي داعش بالقيام بها في سيناء، السبب الرئيسي فيها هي حماس وأنه يستوجب على مصر أن لا تثق فيها وأن تتعاون معها للقضاء على هذا التنظيم، لكن هناك العديد من الأمور، التي أثبتت عكس وأثبتت أن ما تقوله إسرائيل بدا مزاعم لا يصح السير وراءها وتصديقها، ولك سيدي القاريء واحدا تلو الأخر.

إسرائيل تحذر مواطنيها:

إذا عدنا للوراء للشهر الماضي، وتحديدا في الحادي عشر من سبتمبر، سنتذكر معا أن إسرائيل حذرت مواطنيها من السفر إلى سيناء، وبعد ساعتان تقريبا قام "داعش"، بتوجيه ضربة لضباط القوات المسلحة بأحد النقاط الأمنية، والغريب أن خبر إعلان داعش مسئوليته لما حدث، انتشر في مختلف الصحف العبرية أولا وقبل الصحف العالمية الأخرى المعروف عنها الأسبقية، مثل "جارديان أو إندبندنت"، وكأن إسرائيل كانت على علم بمخطط داعش، ولن نقول أنها خططت معها.

هضبة الجولان:

لم تحاول أيا من مسلحي "داعش" التعرض لهضبة الجولان المحتلة من قبل إسرائيل في سوريا، على الرغم من أنهم قاموا بالعديد من المجازر، والأهوال في العديد من المناطق الأخرى، مثل "حلب وإدلب والرقة، وغيرهم"، ورغما من أن "الجولان" منطقة صغيرة وفرض السيطرة عليها أمر بسيط، إلا أنهم لم يقوموا ضدها بأي إجراء، والسؤال هنا، اليس مواجهة المحتل الإسرائيلي والموت في سبيل تحرير الأرض، هو أسمى درجات الشهادة، للوصول إلى الجنة؟.

أهو كيفي كدة!!:

تطبق إسرائيل مبدأ "أهو كيفي كدة"، ليس المقصود المزاح، فحينما أجدها دائما ما تركز على تواجد إيران في سوريا، وأختتمها نتنياهو، بإعلان رفضه لأي تواجد عسكري خاص بها هناك، ولا يحاول انتقاد تواجد "داعش" بأي شكل من الأشكال، على الرغم من أن هذا التنظيم هو الذي أرتكب مجازر يشيب لها الجبين ضد نسبة كبيرة من الأبرياء المدنيين في العديد من المناطق، فترى ما هو السر وراء صمت إسرائيل عن داعش في دمشق.

سيناء:

طالبت إسرائيل مصر بعدم إتخاذ تدابير لإتمام المصالحة الفلسطينية، ولم تبالي لها ، حاولت تصوير حماس بأنها عقبة في الطريق، واثبتت تعاونها، وجهودها لحماية مصر، وحماية سيناء من أي مخاطر، ونجد بعدها ضربة موجهة لضباط القوات المسلحة ومن قبل "داعش"، هذا التنظيم الذي لم توجه له كلمة انتقاد بسبب أفعاله في دمشق، وكأنه درع الحماية لها ولهضبة الجولان التي تفرض سيطرتها عليها.

الخلاصة:

من الصعب تحديد الفاعل الأساسي لما حدث في سيناء يوم الإثنين، لكن هناك العديد من علامات الاستفهام تحتاج لإجابة لمعرفة ما إذا كان هذا التنظيم حقا صناعة صهيوأمريكية، والأهم هل حاولت إسرائيل أن توجه لمصر ضربة بطريقة غير مباشرة، لتعرب عن غضبها، من موقفها الداعم للمصالحة، أيا كانت الاستنتاجات ستظل مصر صاحبة الدور الريادي في المنطقة، وستعمل على الوقوف بجانب أشقاءها من العرب، ومن ضحوا بأرواحهم أبرار روت دماءهم الطاهرة تراب سيناء الغالية.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads