المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

في ذكراه المئوي.. وعد بلفور جريمة في حق شعب فلسطين.. ووسيلة لتحقيق أهداف الفكر الصهيوني

الخميس 02/نوفمبر/2017 - 10:22 م
عواطف الوصيف
طباعة
يصادف اليوم الثاني من نوفمبر، الذكرى المئوية لوعد بلفور، الذي يعبر بصورة بارزة ليس لها مثيل عن التناقض الداخلي والاخلاقي العميق ما بين الاهداف والوسائل، التي كانت متجسدة في التاريخ السياسي الصهيوني منذ سقوط الامبراطورية العثمانية.

الهدف الأساسي للحركة الصهيونية..
حينما نتحدث عن وعد بلفور، لابد من ان نتطرق إلى الهدف الرئيسي من الحرة الصهوينية، فغرضها السياسي، يصب في تحقيق تقرير مصير قومي لليهود في منطقة اعتبروها وطن أختاره الله لهم، بحسب أوهامهم، أو وبالأحرى المزاعم التي يدعون أنها منزلة من السماء لتحقيق أغراضهم وأهدافهم السياسي فى المنطقة، وجاءت الحكومة البريطنية لتحقق أحلامهم من خلال وعد بلفور.

شهادة هامة..
إذا نظر العرب لوعد بلفور بأنه بمثابة ، جريمة في حق فلسطين، فهذا أمر طبيعي، لكن ما يعد أهم وأبرز هو حينما نجد شهادة "هأرتس" واحدة من أهم الصحف العبرية في إسرائيل، التي تصف وعد بلفور بأنه الظلم الشديد نحو ابناء البلاد الفلسطينية، وسيلة لتحقيق الاهداف السياسية للصهيونية المرتبطة به، ووفقا للتقديرات، التي أكدتها الصحيفة كان الشعب اليهودي على أرض فلسطين عام 1917 حوالي 56 الف نسمة، أي أنه أقل من 10% من مجمل سكان البلاد، تستطيع الأن سيدي القاريء، أن تتخيل ما ساعد عليه هذا البلفور، فيما يتعلق فقط بمجمل سكان اليهود.

النمو االديموغرافي لليهود..
أعتبر سكان البلاد من العرب وقتها، والذين كانوا يشكلون الاغلبية في البلاد، أن عليهم الاكتفاء بحقوق دينية ومدنية شخصية، وبالفعل طُلب من عرب اسرائيل الموافقة على تجميد حقوقهم الاساسية الديمقراطية لتشكيل مصيرهم ومستقبلهم، من أجل تمكين النمو الديمغرافي للمجتمع السكاني اليهودي، كما طُلب منهم ايضا التسليم بتحويلهم من اغلبية الى اقلية في وطنهم، في اعقاب هجرة يهود العالم الى البلاد، وهي عملية بدونها فان مفهوم “وطن قومي للشعب اليهودي” كان عديم المعنى.

وطن شعبي لليهود..
ليس هنالك شك بان بذور الاستعباد القومي للشعب الفلسطيني، الذي يواصل حتى الان، تم زرعها في ارض فلسطين مع تصريح بلفور، ولكن بصورة متناقضة، في ذلك التصريح نفسه تتجسد ايضا امال الصهيونية ما بعد الحرب، والتي تم التعبير عنها بصورة صريحة في أحد المطالب التي عرضت امام لجنة السلام في فرساي، في “بيان كوبنهاجن” للهستدروت الصهيوني العالمي في 1918، وهو التأكيد على تشكيل ارض اسرائيل كوطن وطني للشعب اليهودي، وفعليا تم الاشارة بهذا الى أن لحق تقرير المصير لليهود.

مؤسس الفكر الصهيوني..
لحديث عن وعد بلفور وتباعته، لابد وأن يكتمل من خلال، إعطاء لمحة سريعة عن مؤسس الفكر الصهيوني، وهو أحاد هعام والذي كان يعمل كمستشار في الخفاء لحاييم وايزمن اثناء بلورة تصريح بلفور، وعرف بخوفه الشديد على الهيئة الاخلاقية للشعب اليهودي، وكان من اوائل الذين شخصوا في تصريح بلفور البذرة التفسيرية، التي تمكن رسم مستقبل قومي متساوي من أجل شعبي البلاد.

الثنائية القومية..
أيد أحاد هعام فكرة الثنائية القومية، حيث إقامة دولة يهودية عربية، لكن هذا المبدأ أصبح الأن مرفوض ليس فقط من قبل الفلسطينيين، وإنما الإسرائليين أيضا، وأصبحت أرض فلسطين تشهد وعلى مدار أجيال حالة من الصراع الدامي، والمؤسف ما نشهده من قمع مدني وقومي للفلسطينيين من قبل اسرائيل

الخلاصة..
لا تتوهم سيدي لقاريء عندما تجد إسرائيليون يطالبون بإنتهء الإحتلال لفلسطين، ولا يغرك ذلك وتظن انهم يفكرون في أمر الشعب الفلسطيني، فهم في حقيقة الأمر يواصلون الدرب، ويريدون تقرير مصير يهودي لفلسطين، بالمقابل نجد رجال الزمرة القومية العنصرية، التي تقف اليوم على رأس دولة اسرائيل وتسعى الى تحويل ارض اسرائيل بكاملها لدولة اسياد يهود وعبيد فلسطينيين.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads