المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

الأمين العام "العدل والمساواة" في حواره لـ"المواطن": يوجد متطرفين في النظام يسعون لتعقيد الخلافات مع القاهرة.. والإعلام المصري يتعامل بصورة سلبية

الإثنين 04/ديسمبر/2017 - 06:14 م
سيد مصطفى
طباعة
لم تبتعد مصر كثيرًا عن قضية دارفور، التي سجلت مأساة إنسانية ينأى لها الجبين من عدد وفيات لا يحصى، ولذلك قررت بوابة "المواطن" الحديث مع أحد الأرقام الصعبة داخل حركة العدل والمساواة، وهو حذيفة محي الدين البلول، الأمين العام لحركة العدل والمساواة السودانية الجديدة، وهي واحدة من الحركتان المسلحتان اللتان حاربتا النظام السوداني منذ بداية الأزمة، والتي حاولت دخول العاصمة السودانية "الخرطوم".

وبرز مؤخرا في الصراع الذي شهدته حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل، حيث شغل مواقع عدة داخل الحركة فقد شغل موقع تنفيذي وتشريعي في الحركة حيث كان أمينا للشئون الثقافية ومقررًا للمجلس التشريعي، وعندما عصفت خلافات الحركة أبان اجتماعات المجلس التشريعي التي عزلت جبريل إبراهيم من رئاسة الحركة وكلفت منصور أرباب قبل أن يتم انتخابه رئيسا في المؤتمر الاستثنائي، وشارك في عدد من جولات التفاوض في أديس أبابا ومثل الحركة في كثير من المحافل، وشارك مؤخرا بقيادة وفد حركته في الحوار الوطني.

والتقت به "المواطن" عبر تطبيق "واتس آب" من مقر إقامته بالعاصمة الأوغندية كمبالا لتقليب ملفات السياسة فكان الحوار التالي:

- أين تقف العدل والمساواة الجديدة الآن من زحام المعارضة السودانية؟

حركتنا أردنا لها أن تكون مختلفة في التفكير والممارسة، لذلك دخلنا في ترتيب وتنظيم البيت الداخلي، خاصة في إطار أقاليم البلاد المختلفة محاولة منا لتقويم البناء التنظيمي وهيكلة مؤسساتنا، والآن قطعنا شوطا كبيرا في هذا الاتجاه خاصة فيما يتعلق بمشروع الحصر والإحصاء الشامل للعضوية في الداخل الذي تم تدشينه مؤخرا وما زال مستمرا..

- ما هي أهداف هذا الحصر؟

مشروع الحصر به جانبين الأول هو حصر العضوية وتقييدها في ملفات الحركة وبناء هياكلها في المدن والمحافظات والقرى والأحياء والفرقان، والثاني هو إلزام العضوية بدفع الاشتراكات، وهذا يعتبر أول عمل حقيقي لحركة سياسية مسلحة تنتهج هذا المنهج لأن في السابق العضوية لا تساهم بشكل منظم في برامج ونشاطات الحركة، وهدفنا من كل هذا تفعيل العضوية وإشراكهم في نشاطات وبرامج الحركة وتهيئتهم للتغيير المنشود الذي ندعوا له.

- كيف ترى العلاقات بين مصر والنظام السوداني؟

هناك متطرفين في نظام الخرطوم يسعون لتعقيد الخلافات وتأزيمها لصالح جهات لهم مصالح خاصة معهم وهي بذات النهج تسدد لهم فواتيرهم نظير خدمتهم هذه، والإعلام المصري تعامل مع الأزمة بصورة سلبية للغاية وهو بذلك لا يفرق بين النظام السياسي في الخرطوم وبين الشعب السوداني، فكل الموبقات التي تصدر من نظام البشير فهي تعبر عنه ولا تعبر عن الشعب السوداني، والشعبين محتاجين لعلاقات أكثر متانة ولها مصالح مشتركة في الحاضر والمستقبل القريب والبعيد، ويجب على مصر بلعب دور إيجابي في التعامل مع أطراف الصراع لما لمصر دور وتأثير اقليمي ودولي فعال ولا بد من نهضة مصر الرسمية ولعب دور فعال تجاه ما يحدث في السودان.

- كيف ترى قرار حظر استيراد السلع المصرية من السودان؟

القرارات تتخذ لإيقاف هيمنة السلع المصرية، وإفساح الطريق لسلع من دول حليفة للسودان أغلى ثمنًا، وذلك حدث بعد قرار حظر استيراد الفواكه آنف الذكر، حيث تم استبدال الموالح والبرتقال المصري بالبرتقال التركي، بالرغم من فارق السعر لصالح البرتقال المصري،التركي البرتقال 35 جنيه للكيلو، بينما المصري 20 جنيه فقطًا، وفي قرار السلع هناك رؤوس أموال تابعين للنظام يستفيدون من الأمر، وتفتح لهم التساهيل للاستيراد لتغطية السوق، حتي ولو على حساب المواطن البسيط.

-ما هي علاقتكم مع رصفائكم في المعارضة وخاصة الجبهة الثورية بجناحيها ونداء السودان؟

للأسف المعارضة السودانية ممزقة وكسيحة للتصدي لقضايا جماهيرها، وذلك لعدم صدق قيادتها التي فشلت وأدمنت الفشل وأقعدت المعارضة بسبب انانيتها، فالخيارات الموجودة الآن في المعارضة غير جديرة بالاحترام ولا تمثل قضايا وتطلعات الجماهير.. الثورية بجناحيها شبعت موت وانتهى دورها والثورية أصبحت مثال للفشل وهي بلا محتوى ولا برامج وكيانات فوقية وأصبحت رهينة لأجندات قياداتها وخاصة أصحاب الأجندات العشائرية الضيقة وفي كل الأحوال لن تكون خيار محترم لقيادة المعارضة في المرحلة القادمة.

- الجبهة الثورية انتخبت مناوي مؤخرا كيف ترون ذلك؟

كما ذكرت لا جديد، فهذه أجسام فارغة ولن تكون خيار أمثل لوحدة المعارضة وذلك لأنها بها أمراض سرطانية عشائرية سواء كان من سبق او من لحق فهم سواء، فهؤلاء فشلو في قيادة كياناتهم الضيقة فما بالك من السودان البلد المتعدد الاعراق والاديان والثقافات.

- انتم اقرب للجبهة الثورية بقيادة مالك عقار؟

نحن لا نتطلع للانضمام لهذه الكيانات العاجزة والمشوهة ولكن عندنا حوار ونقاش مع عدد من الفصائل المكونة لهذه التحالفات للتنسيق علي الحد الأدنى وادارة نقد حقيقي للتجارب السابقة، ولكن نعتبر أن مالك عقار كان اقرب شخصية يمكن ان تلعب دور وحدة المعارضة ولكن اضر بها ياسر عرمان وخصم كثيرا من رصيده السياسي، عرمان اضر بالشعبية واضر بالمعارضة وأضر بعقار.

-كيف ذلك وعرمان أمينه العام؟

كل مراقب ولصيق بالساحة السياسية خاصة في دوائر المعارضة يدرك صحة ما ذهبنا إليه، فـ"عرمان" لا يعيش الا في اجواء المؤامرات وحياكة الفتن بين الأطراف داخل حركته وخارجها، وكل الانقسامات في تحالفات المعارضة والتوترات سببها عرمان.

-كيف تنظرون للخلافات الحركة الشعبية مؤخرا؟

الخلافات داخل الحركة الشعبية مثلها مثل الخلافات التي طرأت علي معظم الكيانات والأجسام الثورية، فلها منطلقات موضوعية.. وأسبابها مقنعة لأن القيادات في المعارضة أصبحت سلوكها انقاذي أكثر من الإنقاذ نفسها وتمارس نفس ممارسات الانقاذ في الإقصاء والإقصاء المضاد وترفع شعارات لا تطبقها في داخلها وعمدت علي أبعاد كل العناصر الفاعلة وأصحاب الرأي داخلها وتقرب الهتيفة وحارقي البخور، كل هذه الممارسات أصابت المعارضة في مقتل مما أدت لأصوات الإصلاح داخله، الحلو من نفس المدرسة التي مارست الإقصاء والأبعاد وأمامه الآن تحدي كبير في نقد التجربة السابقة والاستفادة من تجارب القيادات الفاشلة التي عصفت بالمعارضة إلى هذا الدرك السحيق.

-الشعبية الآن انتخبت الحلو رئيسا لها قبل أيام؟

نعم لقد تابعنا ذلك ونحن مع قضايا المنطقتين والمناطق الأخرى التي ما زالت تحت وطأة الحرب وندعم قضاياها العادلة والمشروعة ونتمني ان يكون الحلو قيادة تستفيد من أخطاء الماضي وتقييم مسيرة النضال.

-ماذا عن مطالبات الحركة جناح الحلو بتقرير المصير؟ وهل هو موقف استراتيجي أم تكتيكي في رؤيتكم؟

مطلب تقرير المصير يفتح الباب لتشظي البلاد وشرزمته، نعم هنالك قضايا عادلة ومشروعة لهذه المناطق لا بد للنضال لأخذ الحقوق، وهذه المشاكل بسبب أقلية استأثرت بالسلطة وافقرت غالبية الشعب السوداني لذا العمل علي إسقاط هذا النظام أمر حياتي، ولكن لا نقبل بفتح الباب لتقسيم البلاد، وقد طرحنا مقترح لمؤتمر أقاليم السودان للتعاقد الجديد وتوطيد أطر الوحدة في مرحلة ما بعد إسقاط النظام بمخاطبة قضايا الأقاليم والتوافق والاتفاق علي معايير توزيع السلطة والثروة، مطلب تقرير المصير لا يجد ترحيب في أوساطنا السياسية ولا علي المحيط الإقليمي والدولي، ونتمني أن يكون موقف تكتيكي.

-هناك توجهات من فصائل في المعارضة لضم "هلال" لتحالفاتها كيف ترون ذلك؟

نحن نعتبر "هلال" جزء نظام الإبادة الجماعية وهو المنفذ الأول لجرائم النظام في دارفور وهو مطلوب الجنائية مثله ومثل البشير، وموقفنا تسليم "هلال" للجنائية وليس ضمه لمعسكرات المعارضة، وصحيح هناك فصائل في المعارضة هللت وكبرت له وهؤلاء هم مجموعة الفاشلين الذين فقدو كل شيء وأصبحوا ليست في مقدرتهم التأثير في الشأن السوداني وليست لديهم القدرة علي الفعل لذلك تجدهم بلا بوصلة، وأصبحوا عاجزين.

-ما هو موقف حركتكم من السلام وإيقاف الحرب؟

موقفنا أن هناك مظالم وقضايا عادلة وقدمت الحركة بموجبها مئات الشهداء والجرحى، وقدم الإقليم علي وجه الخصوص ما يقارب ال300الف من ضحايا الإبادة الجماعية وما يقرب من الـ 3 ملايين في معسكرات النزوح واللجوء، قضية بمثل هذه التضحيات والضحايا لا يمكن أن يتجاوزها التاريخ بأماني وتمنيات فارغة لا تخاطب جذور المشكلة، ولا بد من إرادة حقيقية من طرف الحكومة،وكل ما يتم الآن من قبل الخرطوم والتقارير المضروبة لجهاز الامن لن تؤدي إلى أرضية لبناء السلام، وأي سلام جزئي لا يخاطب جذور الأزمة وأطرافها ككل فلن يكون هنالك سلام، وكل التجارب السابقة أثبتت فشلها.

- حدثنا عن علاقات الحركة مع الدول والمنظمات ومع العقيد خليفة حفتر وعلاقتكم بدولة أوغندا؟

الحركة لها علاقات إقليمية ودولية مع دول منظمات مختلفة، أما ليبيا ليس لدينا أي علاقات خاصة بعد الصراعات التي تشهدها ليبيا بين فصائلها فهذه أوضاع مؤسفة، بينما أوغندا نحن ضيوف وزوار فيها وليست موطن وليس لنا علاقات مع الدولة، ودعمنا نتلقاه من جماهيرنا في الداخل والخارج كما ذكرت لك سابقا.

- هل تتوقع جولة مفاوضات في القريب العاجل وما هي رؤيتكم؟

أي محادثات ومفاوضات لا تنطلق من إرادة حقيقية للوصول إلى إنهاء الأزمة ومعالجة مترتباتها لا تعدو كونها تكتيك، ونحن نرى أن أولوية الحلول بالنسبة لنا تنطلق من وحدتنا في مظلة واحدة تنطلق من رؤية مشتركة للتفاوض لكل الأطراف دون عزل أحد، ولكن في المقابل لا بد من توفر إرادة حقيقية من الطرف الآخر، والحركة طرحت رؤية ومنفيستو في القضايا المختلفة في الأزمة السودانية وهي متوفرة في الموقع الرسمي للحركة في الإنترنت، ونسعي لتطويره من خلال التجارب والممارسة.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads