المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

رصاصة طائشة تودي بحياة أب وأبنه.. أعاصير الموت الطائر تمطر حممها في سوهاج

الثلاثاء 05/ديسمبر/2017 - 04:21 م
سوهاج _ أيمن أحمد
طباعة
مازالت عادات وتقاليد كثيرة غير مقبولة اجتماعيا لدى النخبة المثقفة من الشعب المصري تطبع على قلوب الكثير من أهالي الصعيد، وخاصة ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية ابتهاجا بالأفراح وإحياء لها، حيث تشهد جميع محافظات الصعيد، كثافة في إطلاق الأعيرة والألعاب النارية بالمناسبات العامة، وخاصة الأفراح والأعراس والمناسبات السعيدة، والذي يعتبره الكثيرون أنه محفلا كبيرا للابتهاج، والوجاهة الاجتماعية واثبات الذات بين الأقران والمحيطين، واستعراضا للقوة لدى كل طرف.

استخدام الأسلحة في الافراح ظاهرة باتت غير مقبولة، ولها مخاطر كثيرة، حيث شهدت الآونة الماضية كثيرا من الأحداث المؤسفة التي أودت بحياة الكثيرين من الأبرياء بتلك الأفراح سواء رجال وشباب كبار أو أطفال رضع.

تتحول المناسبات من أفراح الى أتراح، والرقص والغناء إلى أحزان وصراخ، هذا هو حال كثير من الأفراح التي يقوم فيها الأهالي بإطلاق النار ابتهاجًا بالعرس، فتصيب إحدى الطلقات التي يطلقها الناس ابتهاجا بالفرح، أحد الحضور وأحيانا أحد العروسين عن طريق الخطأ، فتنتهي الفرحة بشكل غير متوقع.

يقول "م.ح" أحد أبناء سوهاج، أن الأهالي لجأوا إلى شراء الأسلحة الخفيفة والثقيلة للدفاع عن النفس، وخاصة ما بعد 25 يناير، والتي أعقبها انفلات أمني واضح ومشهود للجميع، وأصبح حمل السلاح أمرا مألوفا بين الأفراد والعائلات، والكل يتفاخر بعدد البنادق والأسلحة الآلية التي يمتلكها أو تمتلكها العائلة ككل للدفاع عن النفس وعن أراضيها وأفراد العائلة.

زادت الحوادث المخالفة للقانون بعد انتشار الأسلحة وتواجدها فى أيدي الشباب، الذين لا يدركون خطورة استعمالها، وبات حمل السلاح الآلي والتجول به أمرا مألوفا، بل بات السلاح الآلي هو سلاح الغلابة، أما الأسلحة الثقيلة فتخص الأغنياء والعائلات المقتدرة التي تملك وفرة من المال.

وصرح مصدر أمني، أن الأسلحة تأتى من مناطق عديدة ومنها الحدود مع السودان وليبيا أو من مناطق فى الجبال، وعن طريق تهريبه من الحدود الجنوبية من منطقة حلايب وشلاتين، ويبيعونه لتجار المحافظات بالجملة، ثم يبيعها بالقطعة والذي يدر ويحقق ربحا كبيرا لهم غير ناظرين لما يترتب على انتشار تلك الأسلحة بأيادي الشباب المتهور والذي يسئ الاستخدام له ويعرضه للمخاطر.

جدير بالذكر أن أهالي الصعيد يحبون الاحتفال بالأسلحة كنوع من الوجاهة والعصبية، واثبات الذات والرغبة فى الظهور، وإظهار المقدرة على الهجوم او الدفاع فى حالة التعدى من الأخرين وخاصة العائلات التى تجمعهم بهم خصومة.

ايضا انتشار الأسلحة أدى إلى ارتفاع وتيرة العنف داخل البلاد حتى إن المشاجرات أصبحت أكثر عنفًا بسبب استخدام الأسلحة النارية بها، والتي تؤدى إلى وقوع العديد من القتلى، والإصابات كبارا وصغارا.

وترصد بوابة "المواطن" أقرب ما وقع من ضرر في استخدام تلك الأسلحة في الافراح، منذ ساعات قليلة لقى طفل 4 سنوات ووالده، حتفهما بسبب استخدام الأسلحة النارية في سوهاج، وتحول، العرس بدائرة مركز البلينا جنوب محافظة سوهاج إلى مأتم عقب مصرع الطفل والده، بعد إصابتهما بطلق نارى أثناء تواجدهما بالفرح في الصدر.

أما الواقعة الثانية، عندما لقى شاب يدعى "على م " والبالغ من العمر 40 عام، ويقطن منطقة الكراعى بمركز المراغة، مصرعه متأثرا بطلق ناري فى الرأس، أثناء حضوره فى أحد الأفراح بالقرية التى يقطن بها، وتبين من التحريات ان الجاني يدعى "أحمد ر.ع" والبالغ من العمر 20عام ويقطن ببندر المراغة، حيث استخدم أثناء العرس بندقية خرطوش لإطلاق الأعيرة والاحتفال، مما أدى الى إصابة المجني علية عن طريق الخطأ، واعترف بعد مواجهته بما حدث، وأكد انه عن طريق الخطأ.

أيضا لقيت سيدة تدعى " أسماء ا" وتقطن بمركز أخميم، بمحافظة سوهاج، مصرعها، فى الاعوام الماضية، إثر إصابتها بطلق ناري في حفل زفاف عن طريق الخطأ، حيث كانت تقف بشرفة المنزل أثناء إطلاق الأعيرة النارية من احد الأهالى بالعرس.

ولقي سائق يدعى "وليد م "والبالغ من العمر 35 عام،مصرعه، إثر إصابته بطلق طائش في رأسه، أثناء مروره بجوار موكب لفرح شعبي بمحافظة سوهاج، قرب نقطة التفتيش الأمنية بناحية السوهاجية دائرة مركز
وايضا تحول حفل زفاف بقرية الطوايل الغربية،بمركز ساقلتة بمحافظة سوهاج إلى مأتم بعد مقتل ثلاثة أشخاص من المدعوين لحضور العرس أحدهما من القاهرة إثر إطلاق بعض الحضور للرصاص ابتهاجا بالعرس، وتم تحرير المحضر اللازم والعرض على النيابة.

وايضا لقي شخص يدعى "عادل ا م" مصرعه بطلق ناري طائش، أثناء تواجده في حفل عرس بناحية عنيبس، دائرة مركز جهينة بسوهاج.

وفي أحد الافراح ايضا أُصيب كلًا من "هاني م ا" 29 عام عامل زراعي، و"إبراهيم د.م"12 عام تلميذ بالمرحلة الابتدائية بإصابات بالغة الخطورة إثر تعرضهما بطلقات نارية، وذلك أثناء إطلاق الأعيرة النارية عشوائيًا في فرح بقرية "الشوكا" بمركز طما بمحافظة سوهاج.

وأكد اللواء عمر عبدالعال مدير أمن سوهاج، على تكثيف جهود مديرية الأمن من أجل الحد من انتشار الأسلحة، مشيراُ إلى أن تلك ظاهرة سيئة تنتشر في الصعيد، دون غيره، ولابد من مواجهتها وجمع الأسلحة الغير مرخصة التي بحوزة الخارجين عن القانون، وبالفعل يتم يوميا قيام حملات على المشتبه بهم، وأوكار بيع السلاح، وبالفعل تم ضبط كمية أسلحة كبيرة، ولا نبقى من مجهودنا شئ للقضاء على تلك الظاهرة السيئة التى تضر بالآخرين وتودى بحياة الأبرياء.

وأضاف أن الوزارة، تقوم بخطة ممنهجه لضبط الأسلحة غير المرخصة، والتي بحوزة الخارجين عن القانون، والدليل على ذلك الحملات التي تسفر عن ضبط العديد من الأسلحة.

واضاف اللواء خالد الشاذلى مدير مباحث سوهاج، انه يجب عدم استخدام السلاح في الأفراح وعدم إطلاق الرصاص في الهواء بطرق عشوائية، كما جرى عليه العرف بالصعيد، مما يعرض حياة الآخرين للخطر، ويوقع الكثير من الضحايا، وانتشار السلاح يشكل أمرا خطيرا، فلا بد من تنفيذ القانون على المخالفين ومحاسبتهم بالقانون.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads