المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

ضحايا "الجهل" مستمرة.. زواج القاصرات.. الظروف الاجتماعية تغتال براءة الأطفال من أجل "المال" في سوهاج

الأحد 10/ديسمبر/2017 - 05:02 م
سوهاج _ أيمن أحمد
طباعة
انتشرت في صعيد مصر، في هذه الأيام ظاهرة زواج القاصرات، من الرجال كبار السن، وذاعت تلك الظاهرة بطريقة واضحة في بعض القرى بشمال وجنوب محافظة سوهاج، وخاصة المناطق الريفية منها والشعبية الفقيرة.

فنرى اطفال صغار بوجوه بريئة يحملن أطفال، وأمهات بلا مقومات للأمومة، تحولن بين ليلة وضحاها إلى ربات منازل، برضاهم او غير رضاهم، جميعهم تنظر إليه ينفطر قلبك رأفة ورحمة بهم، فكلاهما يحتاج من يطبطب عليه ويقوم على حاجته، ولكن في الواقع المرير ترى أن إحداهن مسئولة مسئولية كاملة عن الأخرى، انجبتها ولا تدري كيف ومتى، فمثلهم نجد فى أعناقهم مسؤوليات كبيرة، لا يقدرن عليها، فمنهم من تتأقلم وتكمل حياتها التي أصبحت واقع اليم، ومنهم أيضا من تفشل في اللحاق بركب الحياة الأسرية السعيدة. 

يعتبر هذا الأمر اغتيال لبراءة الأطفال وغالبا ما ينجو مرتكبيه بالتحايل على القانون، مستندا على العادات والتقاليد العقيمة التي عفى عنها الزمن، أو بعض الثغرات التي يمكن ان يستغلها عديمي الضمير للهروب من العقاب.

أثارت تلك الظاهرة الجدل بين الناس، حيث يتعجب الكثير منهم في زواج قاصرات لم يبلغ عمرهم 18 عام، يزيد او يقل قليلا، من رجال أضعاف أعمارهم، حيث قد يبلغ سن الزوج ما يزيد عن 70 عاما. 

يقول "أحمد علي "35 عام، محامي، والذى تدخل كثيرا في حل مشاكل بين الأزواج، عن كيفية مواجهة تلك الظاهرة، أكد أنه يجب فرض عقوبات على من يقوم بتزويج الفتيات قبل السن القانوني سواء مأذون أو محامي إمام مسجد، حيث يتم إيقافهم ومحاسبتهم.

أما "سالم على "40عام، مفتش أثار، قال "أنه يجب توفير فرص تعليمة لجميع الفتيات وإلحاقهم ببرنامج محو الأمية لمن تسرب منهم من التعليم، والعمل على الحد من التسرب بالتعليم، لأن التعليم له تأثير كبير على الحد من تلك الظاهرة، وتوعية الوالدين بمخاطر زواج الفتيات المبكر وأثره على الفرد والمجتمع. 

تروى لنا "س م "17 عام، من احدى قرى سوهاج، أنها تزوجت من رجل يدعى "ي م" 65 عام، رغبة لإرضاء والديها، وعدم تقدم أي عريس مناسب لها من الشباب، وضيق حال أسرتها والفقر الشديد الذي يحيط بالأسرة، ورغبة منها في الانتقال إلى أي بيئة غير التي نشأت وترعرعت بها، حيث ترى أنها بيئة سيئة من كل الجوانب التي تحيط بها.

و تقول والدتها المدعوة "ع.م" 51 عام، أنها زوجت ابنتها، لرجل يكبرها،لان"زواج البنت سترة كبيرة، وكل واحدة تتمنى أنها أبنتها مستورة، وكمان بنتي مش جميلة ومحدش كويس هيجيها، فكدة أحسن تتستر مع راجل، أفضل من عدم سترتها خالص". 

ويضيف أخيها المدعو "م.م"35 عام، أنه وافق بزواج شقيقته من رجل مسن للأسباب التي ذكرتها والدته، وأضاف ان شقيقته غير متعلمة، وتلك لا يرغب بها كثير من الشباب في الزواج، لان الشباب يرغب في المتعلمات، او على الأقل من تجيد القراءة والكتابة، للمساعدة في تعليم الأبناء.

وتقول "ه.ع "55عام، تعيش بمركز البدارى بجنوب أسيوط، والدة "ه.ن" 18 عام، ان ابنتها تزوجت منذ عام ونصف من "أ ح" 85 عام، يعيش بمركز طما، مقاول، وكانت تعيش ابنتها حياة أسرية طبيعية في بداية حياتها، ولا توجد مشاكل الا مشادات عابرة بين الزوجين، وذلك لعصبية الزوج المتزايدة، ولم تذهب إلى بيت أبيها غاضبة، إلا مرة واحدة، ولكن الحال تبدل في أواخر الأيام، وأنها قبلت هذا الزواج، لأن الزوج رجل غنى، وسيسعد ابنتها ويلبى كل متطلباتها، وان ابنتها وافقت عليه بعد إقناعها به، وعدم طلب يدها من قِبل الشباب المناسبين لها ولآسرتها، وفى الأخر طولت أو قصرت "البنت ملهاش غير بيت جوزها" على حد قولها. 

وأضافت أن فقدان زوجها وضع على عاتقه حمل كبير لا تحمله الجبال على حد قولها، حيث تبحث عن ستر بناتها مثل بنات الجيران، حيث الأصغر منها تزوجت، وبقى لها بيت وأسرة، وان بقاء البنت ليس محبوب فى عادات القرية وتقاليد الصعيد.

وأكدت ابنتها "ه.ن" أنها تعيش حياة غير مستقرة، حيث بدأت تنشب المشاكل بينها وبين أبناء أسرتها الكبيرة، من زوجات أبنائهم، وأحفادهم، وتلقى أيضا معاملة سيئة ومشاكل من أبنائه الكبار بسبب رغبتها بالحمل، على عكس رغبتهم، وأضافت أنها تفتقد بعض المشاعر التي لا يمكن لأحد أن يعوضها إياها إلا زوجها وتلك لا يمتلكها لكبر سنه وعدم اعترافه بالمشاعر والأحاسيس والحب والرومانسية، ولذلك تحاول جاهدة ألا تفكر بها وتنتظم فى العبادات وقراءة القرآن الكريم معظم اليوم.

ومن جهتهم قال الرجال عن زواجهم من فتيات صغيرات، أنهم رجال قادرون على الزواج، ومنهم من تزوجها لتقوم على خدمته وخدمة أبنائه، وتربيتهم لظروف مرض زوجته السابقة، أو اختلافهما، وأنهم رجال يستطيعون فتح أكثر من منزل،وان الرجل لا يعيبه شيء الا جيبه، وأنهم قادرون على الإنجاب إن رغبوا فى ذلك الأمر.

ويقول علم الدين، شيخ معهد أزهري ان العادات والتقاليد السيئة والفقر الشديد، وزيادة عدد الفتيات، وقلة التعليم والثقافة لدى الكبير والصغير، المنتشر بالصعيد وخاصة بسوهاج، من الأسباب الرئيسية وراء زواج القاصرات، حيث لا يستطيع أب مجاراة متطلبات أسرة مكونة من 8 او 9 أفراد وخاصة ان كان لا يمتلك دخل ثابت، فيضطر فى أول فرصة لتزويج ابنته لتخفيف العبء من علية، ولتفسح الطريق لأخواتها من بعدها. 

يقول أحد الأطباء، أنه قد يترتب على زواج القاصرات من المسنين حالة من القلق والخوف ومشاعر الإحباط التي قد تؤدي إلى الانتحار لدى الفتاة، عوضًا عن كره الأهل والهروب والتمرد على قيم المجتمع، لأنها تشعر بأن المجتمع منافق قد تخلى عن أبسط مشاعر الإنسانية، بالإضافة إلى المخاطر الجسيمة والخطيرة التي قد تلحق بها نتيجة صغر سنها.

وأضاف أيضا أن من أهم المشاكل التى تواجه تلك الفتيات، العنف الجنسي والعلاقات غير الشرعية والإيذاء البدني وحرمانها من التعليم أو استكماله وحرمانها من طفولتها بشكل طبيعي وانحراف بعضهن، مما قد يؤدي إلى استغلالهم  في أعمال منافية للآداب خاصة من سبق لهن الزواج وطلقن من خلال الاتجار بهن وممارسة الرذيلة، وفقد البعض منهم لحقوقهم الشرعية نتيجة لعدم توثيق الزواج بطريقة قانونيه.

ويقول "خ.ا "مأذون شرعى بسوهاج، أنه يجب معاقبة الأب الذي يقوم بتزويج ابنته قبل بلوغها السن القانونى، لأنه بذلك يهدر حقا فى حياة أسرية سعيدة، ومتكافئة، بالإضافة إلى المخاطر الصحية التى قد تلحق بهن فى بعض الأحيان،لعدم اكتمال نموهم.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads