لم تحاول إسرائيل أن تتراجع عن موقفها حيال القدس، ولا تزال تمارس إنتهاكات استفزازية للعرب كافة، وهو ما بات واضحا مما ساعدت شرطة الإسرائيلية، على القيام به صباح اليوم الخميس.

شددت شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح الخميس من إجراءاتها الأمنية في مدينة القدس المحتلة، ومحيط المسجد الأقصى المبارك، بمناسبة حلول ما يسمى عيد "الحانوكاه-الأنوار"، ونشرت قواتها الخاصة و"حرس الحدود" والدوريات العسكرية، والراجلة في المدينة المقدسة، وفي البلدة القديمة وعند أبواب الأقصى.

وفتحت الشرطة عند الساعة السابعة صباحًا باب المغاربة، ونشرت وحداتها الخاصة وقوات التدخل السريع في باحات الأقصى، وعند أبوابه بشكل مكثف، تمهيدًا لتوفير الحماية للمستوطنين المقتحمين للمسجد.

ولم تأتي مثل هذه الإجراءات من فراغ، فقد جاءت بناءا على دعوات، أطلقتها منظمات يهودية متطرفة لتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى، خلال فترة عيد "الحانوكاه"، الذي يستمر لمدة ثمانية أيام.

من جانبه، قال مسؤول العلاقات العامة والإعلام بالأوقاف الإسلامية فراس الدبس، إن أكثر من 109 مستوطنين و40 طالبًا يهوديًا، اقتحموا منذ الصباح المسجد الأقصى على عدة مجموعات، ونظموا جولات استفزازية في باحاته.

وأوضح الدبس أن شرطة الاحتلال المتمركزة عند الأبواب شرعت بتفتيش المصلين الوافدين للمسجد، والتدقيق في هوياتهم الشخصية واحتجاز بعضها، لافتًا إلى أن الشرطة أوقفت موظفين في لجنة إعمار الأقصى، عن مواصلة عملهم في المسجد، الذي كان عبارة عن إيتاء طقوسًا وشعائر تلمودية في ساحات المسجد، وسط حالة من التوتر الشديد في المكان.

وتوافد منذ الصباح الباكر عشرات المصلين من أهل القدس والداخل الفلسطيني المحتل إلى الأقصى، وتوزعوا على خلقات العلم وقراءة القرآن الكريم، وتصدوا بالتكبير لاقتحامات المتطرفين اليهود المتواصلة.

على صعيد أخر، أشار المختص في شؤون القدس جمال عمرو إلى أن اليوم شهد ارتفاعًا في أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى، ونتوقع أن تشهد فترة العيد اليهودي المزيد من الانتهاكات والتدنيس بحق المسجد والمدينة.

لافتا إلى أن سلطات الاحتلال كثفت منذ إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل" من حملة اعتقالاتها بحق الشبان والفتية المقدسيين، بالإضافة إلى تحرير مخالفات واسعة للسكان، وانتهاك حرمة المقابر، وخاصة مقبرتي باب الرحمة ومأمن الله.

ويستلزم الإشارة إلى أن المسجد الأقصى يتعرض يوميًا، عدا يومي الجمعة والسبت، لسلسلة انتهاكات واقتحامات من قبل المستوطنين والطلاب اليهود، بحماية أمنية مشددة، في محاولة لبسط السيطرة المطلقة عليه، وفرض مخطط تقسيمه زمانيًا ومكانيًا، علاوة على أنهم يتعمدون إيتاء فروض دينة تلمودية، بقلب أحد أهم رموز العقيدة الإسلامية