المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

في عيدهم| 66 عامًا من عطاء رجال الشرطة.. والتضحيات مستمرة

الإثنين 22/يناير/2018 - 02:20 م
بقلم اللواء الدكتور/ محسن الفحام
طباعة
يأتي الخامس والعشرين من شهر يناير كل عام حاملاً معه احتفالات الوطن بعيد الشرطة بغض النظر انه قد اصبح مقترناً بمناسبة أخرى، واليوم نصل الى العام السادس والستين الذى نحتفل فيه بتلك المناسبة الوطنية الخالدة والتي سطر فيها رجال الشرطة بمحافظة الإسماعيلية بطولات عظيمة عند مواجهتهم قوات العدوان الإنجليزية المدججة باحدث الأسلحة فى ذات اليوم من عام 1952، وذلك عندما رفض رجال الشرطة التخلي عن محافظة الإسماعيلية وتركها للانجليز بدعوى ان الشرطة المصرية تحمى الفدائيين الذين يقومون بتوجيه ضربات مؤلمة لقوات الاحتلال، كذلك رفض موردى المواد الغذائية التعامل مع معسكرات الاحتلال البريطانية.

قاوم رجال الشرطة هناك بقيادة اللواء احمد رائف قائد بلوكات النظام، هجوم وحشى من قرابة 7000 ضابط وجندى انجليزى مزودين بالعشرات من الدبابات والعربات المدرعة في مواجهة 850 ضابطاً وجندياً مصرياً استمروا على نضالهم حتى سقط منهم 50 شهيداً و80 جريحاً بينما سقط من الجنود الانجليز 13 قتيلاً و12 جريحاً الى ان نفذت ذخيرتهم، الأمر الذى كان محل احترام الجنرال اكسهام قائد القوات البريطانية الذى امر قواته بأداء التحية العسكرية لابطالنا من رجال الشرطة عند خروجهم من دار محافظة الإسماعيلية ومرورهم امامهم تكريماً لهم وتقديراً لشجاعتهم، وكانت تلك المعركة الغير متكافئة والمجزرة التي تعرضت لها مدينة الإسماعيلية بمثابة الشرارة التي أعطت الضوء الأخضر والطريق لنجاح ثورة 23 يوليو 1952.

تاريخ طويل من الكفاح سجله رجال الشرطة المصرية، الى ان قامت ثورة يناير 2011، وتمكنت جماعة الاخوان الإرهابية من الانقضاض عليها والتحول باهدافها من رغبة الشباب والشرفاء من أبناء الوطن في تحقيق العدالة الاجتماعية الى السطو على السلطة واقصاء كل من يقف امامهم لتحقيق هذا الهدف الذى كانوا يسعون اليه منذ عام 1928، وحدث ما حدث من أعمال تخريب وتدمير وترويع للبلاد والعباد وجميعنا عاصر تلك الاحداث من عام 2011 إلى أن قامت ثورة يونيو2013، فتحولت تلك الاعمال الى عمليات إرهابية استهدفت الأبرياء من الشعب ومن رجال الشرطة والقوات المسلحة، حيث سقط العشرات منهم وهم يدافعون عن وطنهم وأبناء شعبهم.

لقد قدمت الشرطة المصرية ومازالت تقدم الغالى والنفيس من أرواحهم وأمنهم، حيث تركوا ورائهم الزوجة الارملة والابن اليتيم والام الثكلى امانة لدى وطنهم.

اليوم ونحن نحتفل بهذه المناسبة الخالدة نجد أن التحديات أصبحت اكبر من مجرد الشهادة في سبيل الوطن، أن قوى الشر تحاول القضاء على الوطن ذاته، بل ولا مانع لديها من تقسيمه الى دويلات صغيرة ارضاءً لمخطط الفوضى الخلاقة، ولكننا في ذات الوقت نجد ان الشرطة المصرية استعادت قوتها وهيبتها الى حد كبير وحققت نجاحات غير مسبوقة على كافة الأصعدة سواء تلك الضربات الاستباقية للعناصر التكفيرية او ضبط كميات كبيرة من المخدرات كان اخرها 6 طن حشيش قادمة من تركيا عن طريق سوريه وكذلك بالنسبة للامن الجنائى ومواجهة ظواهر إجرامية تعتبر دخيلة عن المجتمع المصرى، بالإضافة الى القضاء تقريباً على محاولات الهجرة الغير شرعية خارج البلاد.

واليوم أيضاً وانا احمل امانة انقلها الى السيد وزير الداخلية الذي لايالوا جهداً لمراعاة الجانب الانسانى والنفسى لرجال الشرطة اشير إلى رجال الشرطة الذين اوفوا العطاء، وتم احالتهم للتقاعد بعد أن حملوا على عاتقهم امن البلاد وسلامة أهلنا، إلى أن سلموا الراية من بعدهم لأجيال جديدة بعد رحلة عطاء طويلة لم يبخلوا خلالها بأرواحهم أو راحتهم.

أعتقد أن من حقهم إعادة النظر في قانون المعاشات بما يتناسب مع الظروف المعيشية وارتفاع الأسعار والخدمات، وأتمنى أن يتبنى السيد الوزير هذا المطلب خاصة وأن هؤلاء الرجال ساهموا بقدر كبير في تحقيق أمن وأمانة الوطن.

تحية الى رجال الشرطة الشرفاء، والى أرواح الشهداء، والى الرجال الذين اوفوا العطاء، وكل عام ومصر بخير وسلام.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads