شاب بسيط، يعرفه الطلاب والموظفون، وكل من هو دائم التنقل على مدار اليوم، ملأت الحياة وجهه بالتجاعيد، عشقه للنيل جعله كالسمك لا يريد أن يخرج منه؛ ويبدو أن هناك سرا بينه وبين النيل الذي يناديه كلما ابتعد عنه، "أسطى منسي" أحد سائقي "المعدية" بمحافظة أسوان، والذي يقوم يوميا بتحميل الأهالي والسائقين من كورنيش أسوان، وينقلهم إلى غرب أسوان.

يقول "الأسطى منسي"، لـ بوابة "المواطن" الإخبارية: "أنا عندي 33 سنة، وأحب حياة النيل وهذه المهنة، لأني ورثتها عن أبائي وأجدادي منذ الطفولة، فقد كنت أتواجد معهم لأتعلم منهم أسرار النيل، وبعدما أكملت السن القانوني أخذت رخصة القيادة".

وبصوت يحمل الكثير من البهجة وعيون تترقب ما يحدث حولها باهتمام، يقول "منسي"، إنه لابد أن تكمل السن القانوني حتى تستطيع أن تحصل على رخصة القيادة، مضيفًا أنه لابد أن تجيد السباحة، وذلك لأنه يوجد اختبار حقيقي قبل الحصول على الرخصة في السباحة، وذلك حفاظًا على سلامة الركاب.

وأوضح سائق المعدية، أن أخطر ما يواجهه هذا الأيام أثناء قيادة المعدية، هو قلة منسوب مياه نهر النيل، فائلًا: "انخفاض منسوب المياه أكتر حاجه بتخوفنا"، حيث انخفض منسوب مياه النيل عن المنسوب الطبيعي حوالي متران تقريبا.
وأشار منسي إلى أن عدد المعديات المسئولة عن نقل الناس من كورنيش المدينة إلى غرب أسوان، هم 4 معديات، ويوجد مكتبين لتحصيل الأجرة من الركاب، واحد على مرسي كورنيش أسوان وآخر بغرب أسوان، بحيث تعمل اثنين في فترة الصباح، واثنين مساءً على حسب اتفاق الريسين مع بعضهما، مشيرًا إلى أن نهاية العمل في المعديات الساعة 12 مساءً.