سيطرت حالة الغضب والضيق والألم والحزن الشديد، على جميع أبناء مركز ومدينة طهطا، شمال محافظة سوهاج، بل تعدى ذلك إلى اهالى محافظة سوهاج من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، نتيجة نقل 118 مخطوطا نادرًا من تراث العلامة رفاعة رافع الطهطاوى، رائد التنوير الحديث، في سرية تامة إلى الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة.

يقول الأديب والشاعر، محمود رمضان الطهطاوى، أن على الانصارى، خال العلامة رفاعة رافع الطهطاوى أهدى 118 مخطوطا نادراَ لمجلس مدينة طهطا في عام 1978، ليضعها في بيت ثقافة طهطا، وبالفعل استلم بيت الثقافة بمدينة طهطا تلك المخطوطات، وتم وضعها في دولابين، بدون تهوية جيدة، مما أدى إلى تلف وتمزق بعض أجزاء المخطوطات بسبب عوامل التعرية وعدم التهوية الجيدة، مثلما يحدث مع المخطوطات النادرة لرفاعة الطهطاوى بمكتبته في قلب محافظة سوهاج بميدان الثقافة.

وفى غفلة شديدة عن الأعين وبمساعدة بعض العاملين بقصور الثقافة في سوهاج، أرسلت الهيئة العامة لقصور الثقافة عربة خاصة بلجنة يرأسها موظف من الهيئة، وحملت المخطوطات إلى القاهرة، وطالب رمضان أكثر من مرة بترميم تلك المخطوطات والاستفادة منها في مكانها وبين أهلها لا أن تنهب وتذهب للقاهرة بلا عودة، تخليدا لذكرى ومكانة الطهطاوى الكبيرة والتي يعلمها الجميع، القاصي والداني.

وأضاف أيضا الطهطاوي، إن كانت المخطوطات ذهبت إلى دار الكتب للترميم فهذا جهد مشكور، ولكن على المسئولين أن يبادروا بسرعة عودتها إلى مكانها، تعود لبلد الطهطاوي، لتكون زادا ومعينا للباحثين وهي في عقر دارها، أما أن تسطو عليها دار الكتب فهذا مرفوض تماما، فـ "جحا اولى بلحم"، كما يقال.

فيما أكد النائب البرلماني مصطفى سالم ابن مركز ومدينة طهطا، تواصل مع المسئولين بهيئة قصور الثقافة وأكدوا أنهم بالفعل نقلوا عدد 118 مخطوطا لدار الكتب والوثائق وذلك لترميمها بمعرفة فريق عمل كبير وباستخدام معدات موجودة بدار الكتب والوثائق، حفاظا عليها من التلف والهلاك نظرا لقيمتها التاريخية، وأنه جاري العمل بالفعل في ذلك بمعرفة فريق عمل بحثي كبير من الهيئة وسوف يتم إعادتها لمكتبة العلامة "رفاعة الطهطاوي" بطهطا عقب الانتهاء من ذلك الأمر.