صور| "العارف بالله" أشهر الأضرحة في سوهاج
الثلاثاء 06/فبراير/2018 - 12:23 ص
أيمن الجرادى
طباعة
تعتبر محافظة سوهاج من أكثر المحافظات اهتماما بمقامات وأضرحة أولياء الله الصالحين، حيث كرامات وقصص وحكايات يرددها الأهالي عن الأولياء، ويوجد بسوهاج ما يقارب 100 ضريح ومقام فى الخلاء وفي الشوارع والميادين العامة، يتردد عليه الزوار والمريدين من جميع قرى المحافظة والمحافظات الأخرى، رغبة منهم واعتقادًا في أهمية تلك الأضرحة التي قد تساعد ببركة من يسكنها فى شفاء المرضى، أو طرد الجنون والعفاريت، أو المساعدة على الإنجاب لمن لم يتمكن من ذلك لفترات طويلة، أو فك السحر أو إيفاء نذر، أو الدعاء بأمنية يراد تحقيقها، أو تحقيق الأمانى والأحلام لزوار تلك المقامات والأضرحة المبروكة.
تكاد لا تخلو قرية من قرى محافظة سوهاج من ضريح أو مقام لولي من أولياء الله الصالحين، يستعين به أهل تلك القرية فى قضاء حوائجهم، اعتقادًا منهم فى بركة يمنحها الله له، حيث يتوافد عليها الزائرين والمريدين من كل فج عميق.
برز بمحافظة سوهاج بعض الأضرحة والمقامات التي ذاع صيتها وكان أشهرها ضريح العارف بالله، وهو الشريف العارف بالله ابن الشريف إسماعيل ابن الشريف علي السميدع ابن السيد عبد المتعال اليمانى، وينتهي نسبه إلى السيد الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن على بن أبى طالب، كرم الله وجهه، وتنصب الخيام وتقام الشوادر والاحتفالات من كل عام، لاستقبال زوار ومريدي الشيخ، وقد لقب "بفحل الرجال" ويؤمن بة آلاف من الناس، ويقام مولد العارف بالله في الثاني من أكتوبر من كل عام، أمام المسجد، ويأتي المواطنون من جميع أنحاء البلاد لحضور المولد، الذي يتم فيه عقد حلقات الذكر والإنشاد الديني، ويستمر لمدة ثلاثة أيام متواصلين.
ولد العارف بالله فى يوم 4 من ذى القعدة سنة 724 هجرية بتلمسان بدولة المغرب الشقيق، وحفظ القرآن الكريم وهو ابن 7 سنوات، وكان عالما في علوم الفقه والحديث والسنة، وكان له مريدون كثيرون من مديرية جرجا عاصمة الإقليم وقتها ومن عموم مصر والدول الإسلامية، وحكم الشيخ مديرية جرجا لمدة 23 سنة بالكتاب والسنة المحمدية، وكان 3 أولاد ذكور وأنثى واحدة، الابن الأول يدعى الشيخ محمد العارف، وكان من أولياء الله الصالحين، وله مقام بقرية دندرة بمحافظة قنا، ويقام له مولد في الثاني من شهر يونيو كل عام،و الابن الثاني فيدعى الشيخ عبد الفتاح العارف بالله، وهو من أولياء الله الصالحين ايضًا، وكان له مقام بجوار والده، وعند تجديد مسجد العارف بالله تم دفنه بجوار والده،وابنه الثالث يدعى الشيخ عبدالكريم العارف بالله، وكان أيضا من أولياء الله الصالحين، ولم يكن له أولاد وكان له مقام في قرية "إدفا" بمركز سوهاج. وتأتي ابنته فاطمة العارفة بالله الرابعة بين أولادها، وزوجها والدها الشيخ العارف بالله لصديقه الشيخ إسماعيل الأباري، وله مقام قرية آبار الوقف بأخميم شرق سوهاج.
يقام للشيخ العارف بالله مولد كبير كل عام يتوافد الية المريدين من كل أنحاء المحافظة ومحافظات مصر،حيث يقام الذكر والابتهالات ويحضرها المسئولين بالمحافظة،وتقام المناسبات الدينية بالمسجد المسمى على اسمه والملحق بالضريح ومقامة بمحافظة سوهاج، وللضريح بابان على صحن المسجد وباب خارجي، والبابان داخل المسجد للرجال والخارجي للسيدات ويعود تاريخ بناء المسجد إلى القرن الثامن الهجرى، وأعيد بناؤه فى عام 1968 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويضم المسجد قاعات اجتماعات ومكتبة ومكتب للشيخ والإمام، وتم تجديده مرة أخرى عام 1993.
ويقوم بعض المريدين بالتبارك بمقام الشيخ بما لا يتنافى مع الشريعة الاسلامية مثل قراءة الفاتحة للشيخ والدعاء له وطلب الشفاعة لهم، وعلى النقيض من ذلك يقوم بعض المريدين بدس بعض المعتقدات الخاطئة مثل حلق رؤوس الأطفال والدوران حول المقلم مرات غير معدودة، وطلب البركة من بعض العاملين بالمسجد اعتقادا منهم ببركتهم أيضا فى ظل مرافقتهم لتلك الأضرحة وملازمتهم لها.
حيث يقول السيد غالب 52 عاما أنه يتردد على زيارة مقام العارف بالله وإنه يشعر براحة نفسية عندما يأتي إلى المسجد ليصلى ويدخل بعدها ليزور الضريح ويجلس يشاهد حلقات الذكر المقامة داخل الضريح، مؤكدا أنه محب للطرق الصوفية ويرى فى منهجها الإسلام الوسطى المعتدل البعيد عن الغلو والتطرف والارهاب الذى انتشر بصورة كبيرة بتلك الايام.
ويقول أيضا أحمد عبيد 40 عامًا أنه ياتى كثير من الأغنياء لزيارة الضريح والصلاة بالمسجد ويقومون بتوزيع أطعمة على الفقراء ومبالغ مالية،ويقومون بحضور الذكر وحلقات ودروس العلم بالمسجد وزيارة الضريح.
