المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

سعد الدين الشاذلي.. بطل حرب أكتوبر نفاه السادات وسجنه مبارك وكرمه السيسي

السبت 10/فبراير/2018 - 02:35 م
سارة منصور
طباعة
تحل اليوم السبت، ذكري وفاة الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان الجيش المصري إبان حرب النصر 1973.

عرف الفريق سعد الدين الشاذلي بالعقل المدبر لتدمير خط بارليف، وهو أشهر أبطال حرب أكتوبر 1973، كان له الفضل الأول في تدمير أكبر الدفاعات الاسرائيلية، لينتصر بجيشه في أكتوبر ثم يدفع الثمن في عقوبة لأكثر من 25 عاما.


في حياة الشاذلي العسكرية أسرار وأسرار، بالحرب وما بعدها نرصدها في هذا التقرير..

نشأة عسكرية
 للفريق الشاذلي نشأة عسكرية أثرت في تكوينه، فكان جده لأبيه ضابطا بالجيش، شارك فى الثورة العرابية، وحارب فى معركة التل الكبير ضد الإنجليز، ووالده هو الحاج الحسين الشاذلى من أعيان الغربية، وسماه على اسم الزعيم سعد زغلول.

ولد سعد الدين الشاذلي في أبريل 1922 في قرية شبراتنا التابعة لبسيون، والتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1948، وعقب تخرجه مباشرة شارك الشاذلى فى حرب فلسطين، واستطاع وهو الضابط الصغير أن يسقط طائرة إسرائيلية بمدفعه الرشاش فى وقت كانت إسرائيل تملك طائرات قليلة، وفى عام 1953 سافر لبعثة تدريبية فى أمريكا، فكان أول مصرى يحصل على فرقة رينجرز من مدرسة المشاة الأمريكية.

تدرجه العسكرى
استطاع الشاذلي أن يساهم فى تأسيس سلاح المظلات، في سن صغيرة، ثم قاد وحدات المظليين المصريين بالكونغو عام 1966، وحدث هناك الخلاف الشهير بينه وبين أحمد إسماعيل.

وكان الشاذلى برتبة فريق، حين تولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة فى حرب العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر عام 1973.

شجاعة غير مسبوقة
عندما لاقت مصر شر الهزيمة في نكسة 1967، كان الجيش المصرى ينسحب للخلف، بينما الشاذلى يدخل بقواته الأراضى الفلسطينية، كان برتبة لواء يقود مجموعة من 1500 ضابط وجندى وسط سيناء، انقطع الاتصال بينه وبين قيادة الجيش بعد ضرب المطارات وصدور الأمر بالانسحاب العشوائى، وكان عليه أن يتصرف، خاصة بعد أن رأى الطيران الإسرائيلى يسيطر على سيناء، فاتخذ قراره الجرىء وعبر بقواته شرقا، وتمركز داخل الأراضى الفلسطينية داخل النقب.

ظل الشاذلي في موقعه بين جبلين ليومين كاملين وذلك لحماية قواته إلى أن تمكن من الاتصال بالقيادة التى أصدرت إليه الأمر بالانسحاب، فقام بعمل مناورة عسكرية وانسحب ليلا فى ظروف صعبة بخسائر لا تذكر، رغم أنه قطع مسافة 200 كيلو متر من شرق سيناء إلى غرب القناة فى أرض أصبح يسيطر عليها العدو الإسرائيلى، وهذه العملية جعلته يكتسب سمعة كبيرة فى صفوف الجيش، فتم تعيينه قائدا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات.

وفى 16 مايو 1971 عينه الرئيس السادات رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة، ليبدأ منذ هذه اللحظة تخطيطه لحرب أكتوبر.

خطة العبور بأكتوبر 
اعتمد الفريق الشاذلي في خطته على تجنب المواجهة المباشرة مع قوات العدو الجوية، وأن تقوم قواتنا الجوية بضربات مفاجئة فى الأوقات والأماكن التى نستبعد فيها تدخل قوات العدو الجوية.

عرفت خطته باسم الخطة بدر والتى تغيرت عدة مرات أثناء الحرب الباردة، وكما يقول الشاذلي في مذاكرته "كانت خطتنا فى العبور أن يعبر المشاة فى قوارب مطاطية حاملين معهم أسلحتهم الخفيفة التى يستطيعون حملها أو جرها إلى الشاطئ الآخر، وكنا ننتظر أن تبدأ المعديات فى العمل بعد العبور بخمس أو سبع ساعات، أما الكبارى فتكون جاهزة خلال 7 أو 9 ساعات، والدبابات والأسلحة الثقيلة تحتاج 12 ساعة لتكون قادرة على صد هجوم العدو المضاد على الضفة الأخرى، فإذا قام العدو بهجومه المنتظر ما بين 6 و8 ساعات كما جاء فى تقرير المخابرات، فمعنى ذلك أنه يسبقنا بنحو 4 ساعات، وتكون لديه فرصة جيدة لتدمير مشاتنا قبل أن تصل إليها دباباتنا وأسلحتنا الثقيلة".. لتنجح خطته فيما بعد وينسب له فضل كبير في النصر في حرب أكتوبر.

بطل الحرب ينفيه السادات
يوم 12 ديسمبر كانت المرة الأولى التى يغادر فيها الشاذلى مركز العمليات إلى منزله، وبعد وصوله بقليل رن جرس التليفون وكان المتحدث هو وزير الدفاع يطلب مقابلته، وفى مكتبه بوزارة الدفاع أخبره أحمد اسماعيل بقرار الرئيس السادات إقالته من منصبه وتعيينه سفيرا لمصر فى لندن، رفض الشاذلى ولكن السادات أقنعه أنه سيكون مسئولا عن توريد السلاح للجيش من ألمانيا.

ويشير بعض المحللين العسكريين، إلي أن السادات غار عندما رأي صورته تتصدر غلافى مجلة بارى ماتش الفرنسية والحوادث العربية باعتباره أول رئيس أركان حرب للقوات العربية المنتصرة، فكتب السادات مذكراته البحث عن الذات، ونسب إلى نفسه نصر أكتوبر واتهم الشاذلى بالانهيار.

جاء رد الشاذلى بهجوم كاسح من خلال مذكراته التى حكى خلالها قصة الحرب من البداية إلى النهاية ومسئولية السادات عن الثغرة بسبب تدخله السياسى فى ادارة المعركة، وأثارت مذكرات الشاذلى غضب السادات، فأحاله إلى جهاز المدعى الاشتراكى الذى أدان الشاذلى بتهمة تجريح القيادة السياسية، وحكم عليه بالحرمان من حقوقه المدنية، واضطر الشاذلى إلى أن يعيش كلاجئ سياسى بالجزائر.

مبارك يودعه السجن
وعندما مات السادات وجاء مبارك أصدرت أحد المحاكم العسكرية فى عام 1983 حكما غيابيا على الشاذلى بالأشغال الشاقة لمدة 3 سنوات بتهمة إفشاء أسرار عسكرية، ومرت السنوات فعاد الرجل عام 1992 بعد 14 سنة فى المنفى.

أودعه مبارك السجن دون محاكمة رغم أن القانون المصرى ينص على أن الأحكام القضائية الصادرة غيابيا لابد أن تخضع للمحاكمة مرة أخرى، ورغم صدور حكم بالافراج الفورى عنه إلا أن هذا الحكم لم ينفذ، وقضى بقية عقوبته فى السجن، حتى صدر قرار بالعفو عنه مثل الآخرين الذين قضوا نصف العقوبة.

عاش بطل أكتوبر وقائد النصر من إيراد قطعة أرض ورثها عن والده، ولم تكن تتم دعوته أبدا فى الاحتفال بالنصر الذى كان قائده، كما نزعوا صورته من بانوراما حرب أكتوبر.

رحيل صامت
ولعل القدر أراد أن يكرم الشاذلي الي النهاية، فرحل  فى يوم لن تنساه مصر، يوم 10 فبراير 2011 اليوم الذى تنحى فيه مبارك نفسه عن الحكم، وقد أعاد المجلس العسكرى نجمة سيناء إلى أسرته، وعندما جاء الرئيس السيسى تم إطلاق اسمه على أحد دفعات الكلية الحربية، ليصبح تكريما له بعد وفاته علي دوره في الحرب.
 
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads