المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

وكيل أوقاف الإسكندرية: "الشائعة" أكبر جرمًا من القتل

الجمعة 23/فبراير/2018 - 02:43 م
أحمد سعيد
طباعة
أطلقت مديرية الأوقاف بالإسكندرية، قافلة دعوية كبيرة بمساجد إدارة أوقاف المنتزه بالإسكندرية، لأداء خطبة الجمعة اليوم، تحت عنوان "خطورة الشائعات"، وذلك برعاية كريمة من الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية.

وتأتى هذه القافلة الدعوية فى ضوء توجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بنشر صحيح الدين الإسلامي الحنيف وتصحيح المفاهيم الخاطئة بمشاركة شباب الأئمة والدعاة لزيادة الوعي بأمور الدين.

وصرح الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، بأن من الظواهر السيئة التي راجت وانتشرت في مجتمعنا وأصبحت كابوسًا مقلقًا يهدد قيمنا وحياتنا، ومرضًا عضالًا يقطّع أوصالنا ويلوث أخلاقنا ويزيد من نشر الأدواء والآفات فيما بيننا، إنها ظاهرة نشر الإشاعات والترويج لها واختلاق المعلومات الكاذبة والأخبار الزائفة وتناقل الأنباء المغلوطة والأقاويل الآثمة والقيام ببثها والدندنة حولها وكثرة البلبلة فيها لتحقيق أهداف خبيثة يريد مروجو هذه الإشاعات أن يحققوها ويصلوا إليها.

وأوضح وكيل وزارة الأوقاف، أن الله تبارك وتعالي قد حذرنا من هذا الداء الخبيث والمرض العضال ونهانا عنه أشد النهي وحذر منه في كثير من الآيات وما ذلك إلا لعظم قُبح الإشاعة وكثرة أخطارها وشدة أضرارها على الناقل والمنقول وعلى مستوى الفرد والمجتمع وعلى المستوى العام والخاص.

وأكد العجمي، على أن بعض الناس وللأسف مبتلون بهذا المرض الخبيث ومحبون جدًا للترويج للإشاعات وعندهم ميل واحتراف في خلق الإشاعات وجلبها وحب لتناقلها وترديدها وبث للفتنة والفرقة عبرها، مضيفا أن الذي ينشر الإشاعة جبان والذي يصدقها غبي لا يستخدم عقله ولا يتقي الله في نفسه ودينه فتأكل الإشاعة حسناته وتقضي على أخلاقياته وقيمه وفي المقابل وجدوا قلوبًا مريضة تستقبل إشاعاتهم وأفواهًا ضامئة تتلقف أخبارهم وتروج لأكاذيبهم وشائعاتهم وأناسًا يحبون الفضول ويسارعون في نقل الإشاعات وعندهم حب للتصدر والنشر ولو بدون تثبت أو تأكد وهؤلاء هم الذين قال الله عنهم "لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ".

وشدد على أن المسلم العاقل يجب عليه أن يتثبت من المعلومات إذا سمعها ويتأكد من صحتها قبل نشرها ويوزن الكلام بميزان العقل الصحيح السليم قبل أن يقوله ويذيعه لا أن يسارع في نشر الإشاعات وتلفيق الأراجيف والكاذبات، مضيفا أنه كم من إشاعات هدمت أسر وخربت بيوت وفرقت صداقات وقطعت علاقات وتسببت في طلاق ومشكلات، وكم من إشاعات ضيعت أوقات ودمرت أموال وطاقات وفككت مجتمعات، وكم من إشاعات حطمت عظماء وتسببت في تثبيت تهم باطلة في حق أناس أبرياء وأقلقت أشخاصًا صالحون من علماء وأصفياء وأثارت فتنا وبلايا وأشعلت حروبًا ورزايا، لافتا إلي أنها أكبر من القتل لأن القتل يقع على نفس واحدة ويهدر نفسًا معصومة أما الفتنة أو الإشاعة فإنها تهدم مجتمعًا بأكمله وتقضي على كل الفضائل فيه.

وتابع أن أعظم الإشاعات جرمًا ما كان فيه انتهاك لحرمة مسلم أو تسبب في ترويعه وعدم استقراره أو بث لأخباره الخاصة وأسراره أو استهداف مباشر لشخصه فكل هذا إجرام كبير وخبث عظيم ونار حارقة تفسد البلاد والعباد وتقضي على الأخضر واليابس، ولاخير في مجتمع يكثر فيه المرجفون الذين هم للكذب محبون وللإشاعات مروجون وللتهم الباطلة ناشرون.

وقال العجمي، "إن الإشاعات زادت فينا هذه الأيام وكثرت عن حدها وبلغت في مجتمعنا كل مبلغ، خاصة مع انتشار وسائل التقنية وكثرة برامج التواصل الاجتماعي عبر الانترنت فزادت الإشاعات وتعدد التعليقات وكثرت القروبات وتكاثرت الأكاذيب والشائعات وترددت على المواقع والصفحات، وأخذ المرجفون يرجفون في المدينة ويعلّمون الناس الكذب ويقضون بينهم على الثقة وينشرون بينهم التناحر والفرقة وهذا هو الوهن والضعف والفشل"، مضيفا أن هناك إشاعات كثيرة تروج هذه الأيام بين الناس هنا دون أن يتبين مروجوها من صحتها أو يتحققوا من صدقها أو يسمعوا من أصحابها وإنما هي أخبار يتداولونها ومعلومات خاطئة يشيعونها وتهم وتلفيقات لا حقيقة لها إلا في أذهان متصوريها ومروجيها.

وأوضح أنها أنباء يشيعها قلة من الأشخاص فيقوم الآخرون ويتلقفونها ويروجون لها ولو أنهم سألوا وتبينوا وسمعوا لبانت لهم الحقيقة وانكشفت لهم الأمور وعرفوا الواقع كما هو لا كما يقال ويشاع ولكن المشكلة أنهم لا يواجهون وإنما يتكلمون من الخلف ويطعنون في الظهر وينقلون الإشاعات ويروجونها دون أن يتجرؤوا على المواجهة والمقابلة، فأين هؤلاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله ولا يسلمه"، مضيفا أنه قد بلغ بهؤلاء المشيعين أن يشيعوا الشائعات على المساجد وفي المساجد وقد سبقهم المرجفون من قبل بشي من هذا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى همّ الناس أن يقتتلوا وكادت أن تحدث بين الأوس والخزرج فتنة عظيمة وبلبلة كبيرة لولا أن الله سلم وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم خطيبًا فأبطل هذه الشائعات وأحبط كيد مروجيها وردّ عاديتهم وشرهم.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads