بثيابها البسيط وابتسامتها الجذابة ووجها الجميل، تفترش ابنة الثلاثة عشر عامًا إحدى الأرصفة أمام متحف التماسيح بمنطقة كومبو إحدى قرى محافظة أسوان، ظروف معيشية وأوضاع اقتصادية وضعت الابنة الصغيرة أمام بيع "الميدليات البلاستيكية وبعض الخرزات التي تستخدم في الزينة"، أيقنت قبل بلوغها أن الحياة ليست سهلة وأن طريق الكفاح والمعاناة من أجل لقمة العيش هو القدر الذي رسمه القدر لها.

"شهد" من مركز كومبو بمحافظة أسوان، تخرج صباحًا للذهاب لمدرستها ثم تنتهي من يوم طويل ملئ بمتاعب كثيرة حتى تتمكن من الوقوف أمام المتاحف ومنطقة الآثار حتى منتصف الليل من أجل العيش الكريم.

وتقول شهد: "بخرج من بيتي بعد الدراسة أجي هنا عشان ابيع الحاجات دى للناس أمام المتحف عشان اقدر اصرف على البيت واخواتي".

معاناة الأسرة والظروف المرضية لأبيها جعلها تتحمل المسؤولية في وقت مبكر بعيدا عن الاستمتاع بطفولتها تضيف: "أبي مريض عمل حادثة من فترة واضطر انه ميخرجش من البيت اساسًا وانا اللى بصرف على البيت وماما طبعا عمرها ما نزلت شغل من الأصل".

بابتسامة وراءها الحزن وصوت يملؤه التعب تقول:"نفسي حد يساعدنا ابويا تعبان عايزه اشوفه كويس مش مريض عمره ما حرمنا من حاجة أبدًا ياريت صوتي يوصل وتساعدوه".

وتستكمل قائلة: "بقالى فترة على الحال دى وللاسف المكسب اللى بجيبه البيت قليل ميصرفش على 5 إخوات منهم 3 أولاد صغيرين محتاجين أكل وشرب وفلوس عشان المصاريف غالية".