فيديو| "أم محمد" لـ"بوابة المواطن": جوزت بناتي من الخدمة في البيوت.. وبحلم بمعاش
الخميس 15/مارس/2018 - 08:39 م
أحمد عبد العظيم
طباعة
لم يمنعها وفاة زوجها منذ 10 سنوات، من الاستمرار في تضحياتها ورعايتها لأبنائها الأربعة، ولم تمنعها ظروفها المعيشية والاقتصادية الصعبة من تعليم بناتها وتجهيزهن وتزويجهن، أنها السيدة "فاطمة عيد عويس حافظ" الشهيرة بـ "أم محمد"، والتي تستحق عن جدارة لقب "الأم المثالية"، نظرًا لكم التضحيات التي قدمتها من أجل بناء واستقرار مستقبل أولادها.
"بوابة المواطن"، كان لها هذا اللقاء مع تلك السيدة للتعرف على كم التضحيات والمتاعب التي عانتها هذه السيدة على مدار سنوات طويلة للوصول بأولادها إلى بر الأمان.
في البداية عرفتنا بنفسها وهي "فاطمة عيد عويس حافظ" 54 سنة، من مواليد منطقة المطرية بالقاهرة، ومقيمة بمدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، أرملة ولديها 4 أولاد، 3 بنات، وولد، وهم "ستر الله أحمد" 32 سنة حاصلة على ليسانس حقوق ومتزوجة، و"فاطمة أحمد" 28 سنه متزوجة، و"نرمين أحمد" 26 سنة، حاصلة على بكالوريوس سياحة وفنادق، ومتزوجه، و"محمد أحمد" 18 سنة طالب بالصف الثالث الثانوي العام.
وقالت "أم محمد"، بأن زوجها توفي منذ 10 سنوات، ويدعى "أحمد سيد علي"، وكان يعمل عامل في مقهى، وترك لي أولادي الأربعة صغار وفي مراحل تعليم مختلفة، وأصبحت أنا الأم والأب وكل شئ بالنسبة لأولادي، فأنا لم أدخل مدارس ولا معي أي شهادات ولا أجيد القراءة والكتابة، ولكنني أصريت على تعليم أولادي الأربعة حتى يحصلوا على شهادات دراسية تنفعهم في مستقبلهم.
وأضافت: "على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي أعاني منها، إلا أنني كنت لا أكل أو أمل من العمل حتى أستطيع تدبير نفقات المعيشة، وإيجار الشقة التي أسكن بها، والصرف على تعليم أولادي، فعملت خادمة في البيوت لسنوات طويلة، وكان الناس اللي كنت بخدم عندهم عارفين ظروفي ومكنوش بيبخلوا عليا بحاجه، حتى استطعت استكمال تعليم بناتي الثلاثة، وجهزتهم من شغلي في البيوت والحمد لله أتجوزوا دلوقتي وعايشين في بيوت أزواجهم، ومبقاش فاضل عندي غير "محمد" في آخر سنه في الثانوي العام، وربنا يعيني ويقدرني وأكمل رسالتي معاه زي باقي أخواته".
وأوضحت أم محمد: " بعد ما كبرت في السن ومبقتش أقدر على شغل البيوت، ربنا بعتلي ولاد الحلال اللي وقفوا جمبي وساعدوني، وبقيت أخرج كل يوم في أذان الفجر، أذهب إلى سوق العبور، أشتري "الخس، والكرمب، والبصل، والبقدونس" وأرجع على الساعة 9 الصبح أفرش بيهم في الخانكة لحد أذان المغرب، وبعد كده ألم فرشتي وأرضي باللي قسم بيه ربنا، وأعود إلى منزلي لإستكمال باقي يومي في تدبير متطلبات وإحتياجات البيت، وأحيانًا بعض تجار السمك بيدوني سمك بالأجل لحد ما أبيع وأرجع أسدد ليهم فلوسهم، وبيطلعلي اللي فيه النصيب، والحمد لله راضيه باللي قسمه ليا ربنا، وبحمد ربنا أني علمت عيالي وكبرتهم ومخلتهمش يتبهدلوا في حياتهم ولا يشوفوا أيام صعبة زي اللي شفتها".
وبسؤالها ماذا يفعل أولادك يوم عيد الأم للاحتفال بك، قالت "أم محمد": "من بعد ما بناتي أتجوزوا وكل واحدة فيهم أنشغلت في بيتها مع جوزها وعيالها، وبقت زيارتهم ليا قليلة جدًا، لكن أنا عذراهم علشان ظروفهم المعيشية على قد حالهم، ومش مستنيه منهم لا هدية ولا حاجه، المهم أنهم يعيشوا مستورين، ومفيش إلا "محمد" أبني الصغير، اللي أحيانًا يوم عيد الأم بيجيبلي كارت معايدة على قد الفلوس اللي معاه".
وعن مطالبها وأمنيتها، قالت أم محمد: "أنا مليش أي مطالب، غير أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، يبص للناس الغلابة اللي معنديش دخل، وبحلم أن الرئيس السيسي، يعملي معاش أقدر أعيش منه وأصرف على بيتي وأكمل تعليم أبني، لأن سني كبر وأصبحت لا أستطيع القدرة على العمل في الشارع أو في البيوت".
