المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

صور| "بوابة المواطن" تكشف أسرار مسجد الصوفية بدمياط

الإثنين 19/مارس/2018 - 07:26 م
هيثم عبد الرازق
طباعة
لم تكن تلك هى المرة الأولى التي نتحدث فيها عن هذا الأثر الكبير، فهو يمتلك المحطات التاريخية والتي تجعله قبلة لكل باحث، أسراره متعددة منها ما تمكن من البوح بها ومنها مالم يتمكن أحد التوصل إليها حتى الأن، بل احتفظ بين جدرانه بها ليظل متربعًا عرش الأماكن الأثرية الأكثر جدلًا بدمياط.

فما بين الإهمال ورحلته التاريخية في نشر الصوفية العديد من الأسرار والأحاديث، تروي عنه وهنا حاولنا كشف أحد اسراره فكانت لنا تلك الجولة.

بدأت "بوابة المواطن"، جولتها بين جدران "مسجد المعيني" الذي انتسب اسمه لمؤسسة محمد بن محمد بن محمد معين الدين، أو معين الدين الفارسكورى، أحد وجهاء العصر المملوكى بدمياط، شيد المسجد في عهد السلطان الناصر بن قلاوون عام 1310 ميلادية، 710 هجرية، يمتلك أربع إيوانات تم تقسيمها بغرض نشر المذاهب الأربعة آنذاك، فيما تجلى فن العمارة فكانت رفع المئذنة دون أعمدة وكذلك سقف المسجد معتمدين على أعمدة جانبية فقط.

ظل باقيًا كمسجد ينشر العلم حتى جاء أحد القضاة وقتها وأحد أصحاب المدرسة الصوفية ليستخدمه فى نشر المذهب الصوفي، وهنا جاء سر هذه الجولة، فقد كشفت لنا جدران المسجد عن رحلتها مع المتصوفين والصوفية وكيف تمكن مسجد المعيني من صد هجمات المخربين.

"خانقاه" هكذا كان اسمه عقب تردد المتصوفين عليه، لتتحول الإيوانات الأربع لحلقات ذكر، فيما يتم انشاء خلاوى لهم فضلًا عن استخدام منازل الطلاب في جلسات العلم، هاجمه العديد من غير الراغبين في نشر هذا المذهب، وأخذوا فى مضايقة المترددين عليه، فقد استقبل المسجد أول المتصوفين وكان عددهم آنذاك 17 متصوفًا ولكنهم وبعد فترة قصيرة أصبح هذا المكان مقصد لمئات المتصوفين ليس بدمياط فحسب بل والمحافظات المجاورة أيضًا، فسرعان ما تمكن من نشر المذهب بين أبناء دمياط.

لم يكن للبسطاء فى بادئ الأمر الأحقية فى ارتياد هذه "الخانقاه"، إذ أنه قد شيد بمنطقة الشارع الأعظم الذى كان يعد واحدًا من أهم مناطق الأعيان بالعصر المملوكي، نظرًا لاحتوائه على عدد لا بأس به من تجار الغلال والقضاة.

ولكن الحفيد الأصغر لمعين الدولة الفارسكورى "حسين الفارسكوري"، كانت له أراء أخرى فهو أول من فتح الخانقاه أمام الأهالى جميعا لنشر الصوفية بأرجاء دمياط.

ولعل ذلك من أهم العوامل التى ساهمت فى نشر التصوف إذ كان للبسطاء الرغبة الشديدة في تعلم الصوفية على عكس الوجهاء الذين لم يبدوا استحسان حيال الأمر منذ بدايته.

أخذ المسجد في أداء دوره مدرسة للتصوف حتى بدأت هجمات الفرنسيين على مصر، قبلها كانت الأهالى قد حولته لمسجد إلى جانب أداء شعائر التصوف ولكن وأمام هجمات الحملة الفرنسية تم إغلاقه لفترة من الزمن بعد أن تعرض للتخريب على يد حملة لويس قبل أسره بفارسكور.

"بير المعيني" السر المعلن الذي لا يعرفه أحد..

كانت إحدى لمحات المكان حين بدأنا فى التجول بين أرجائه وجدنا بيرًا من المياه الجوفية لم يعرف أحدًا مصدر تلك المياه حتى الآن، اقتربنا أكثر فوجدنا أساطير متعددة تارة يقال أن المسجد شيد على فرع النيل وتلك المياه أمر أساسى وجودها وليس غريب، وتارة أخرى يقول البعض أن هذا البير لن تنقطع عنه المياه حتى وهو مغلق فكانت لدعوة أحد مشايه الصوفية الأثر فى ذلك بينما ظل "البير" هو السر المعلن للجميع دون معرفة أسبابه.

جالسنا أحد الشيوخ وبدأنا حديثنا بسؤال عن سر هذا البئر فقال الشيخ فوزى عبد الرازق، لم أعمل بهذا المسجد ولكنى دائم التردد عليه، فهو ملئ بالروحانيات فضلًا عن بركته التى لا نعرف سببها حتى الآن، ذاكرًا أن هذا البئر هو السر الأعظم والذى لم يعلم عنه أحد شيئًا.

وسرد لنا الشيخ أن هناك العديد من المواقف التي شهدتها جدران المسجد، إلا أنه مازال باقيًا رغم ما تعرض له من إهمال على مدار سنوات عديدة.

حدثنا هذا الشيخ أيضًا عن فضل هذا المكان فى نشر الصوفية، حيث استمر لفترة ليست بالقليلة تمارس به شعائر التصوف حتى توقفت رعايته للتصوف والصوفيين مطلع التسعينات، ليقول: "لن نشهد مكانًا دعم التصوف أكثر منه فهو جزء من تاريخه ولكن المسجد توقف عن هذا الدور من زمان".

قاطعنا أحد المارة بالمسجد يبدو عليه من المترددين عليه بشكل مستمر، ليقول أن هناك العديد من الزيارات التى تأتي للتعرف على هذا الأثر الكبير، مطالبًا بتكثيف أفواج الزائرين لمعرفة المسجد عن قرب.

رحلةً طويلة قضاها "المعيني" شاهدًا على ما قدمه أهالى دمياط خاصة مسئولى المحافظة، ولكنه ظل المعلم الأول لمبادئ الصوفية ونشرها بدمياط.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads