قال الخبير الاقتصادي، رضا لاشين، إن الهدف الأكبر لأغلب الاقتصاديين في العالم قديما كان زيادة الإنتاج، وأصبح الهدف الأكبر الآن هو ترشيد الاستهلاك، مشيرا إلى أن مبادرات ترشيد الطاقة ضرورة حتمية في مصر من الناحية الاقتصادية والبيئية بسبب الزيادة المطردة في عدد السكان، ومحدودية موارد ومصادر الطاقة المتاحة في مصر.
وأضاف لاشين، أن الترشيد لا يعني التوقف جزئيا أو كليا عن الاستهلاك ولكن المقصود به زيادة العائد وكفاءة الاستخدام لذا لابد من الحد من الهدر في استهلاك الكهرباء والطاقة، وكذلك توجيه النصح للمستهلكين الراغبين في شراء الأجهزة وضرورة التأكد من أن تكون موفرة للطاقة ومن صحة مواصفات ومقاييس الجودة، ولابد من توحيد الجهود التي تبذلها الحكومة لتعمل كمنظومة واحدة، وتنسّق جهودها للسيطرة على تزايد استهلاك الطاقة في مصر.
وتابع أن المحافظات لابد أن تسهم في الحد من الاستهلاك المفرط للطاقة ورفع كفاءة الاستهلاك خاصة أن التقارير تشير إلى أن مصر تسجل ارتفاعًا مفرطا في الطاقة المستهلكة سنويًا، إذ تبيّن المؤشرات أن متوسط استهلاك الفرد في مصر من الطاقة يبلغ مرة ونصف متوسط الاستهلاك العالمي.
وأوضح أن الترشيد يؤدي إلى إحراق كميات أقل من الوقود لإنتاج الطاقة الكهربائية، وهو ما يقلل من انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري المؤثر في البيئة، ويقلل الاستهلاك المحلي للوقود، ويرفع معدل الدخل القومي عن طريق تدعيم القدرة التنافسية للاقتصاد المصري حيث إن تحسين كفاءة استخدام الطاقة في الأنشطة الاقتصادية تعني خفضا لتكلفة إنتاج السلع والخدمات في مصر على ضوء الارتفاع المستمر في تكلفة الطاقة التي تمثل جزءا مؤثرا في عناصر التكاليف.
وأكد أن الترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية يخفض الحمل على شبكات الكهرباء ويقلل عدد الانقطاعات بسبب زيادة الأحمال في فصل الصيف، ويخلق روح المنافسة بين المصنّعين المحليين والموردين لتزويد السوق المحلية بالأجهزة الكهربائية والإضاءة والسيارات والمركبات الموفرة للطاقة عالية الكفاءة.