المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

شخصيات لها تاريخ .. الشيخ عبدالباسط عبد الصمد "كروان الجنة" و صاحب "الحنجرة الذهبية"

الخميس 29/مارس/2018 - 02:29 م
محمد إبراهيم شعبان
طباعة
لقب بصوت مكة وكروان الجنة ، وهو من أشهر قراء القرآن الكريم في مصر والوطن العربي و طغت شعبيته لتصل إلى العالم الغربي، فهو صاحب "الحنجرة الذهبية" الذي جذب بصوته كل صغير و كبير ،كان بمثابة جوهرة قرآنية ،يتلو بلسانه القرآن آناء الليل و أطراف النهار.
ولد الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد سليم داود في عام 1927م في قرية المراعزة التابعة لمركز ومدينة أرمنت بمحافظة قنا بجنوب الصعيد ، نشأ عبد الباسط في بيئة قرآنية حيث كان جده عبد الصمد من أشهر حفظة القرآن الكريم ،كما كان أبوه يجيد حفظ و تجويد القرآن الكريم ،هذا و بدأ الشيخ عبد الباسط حفظ القران الكريم في السادسة من عمره وأتم حفظه في العاشرة على يد الشيخ محمد الأمير شيخ كتاب قريته.
و في عام 1951م التحق الشيخ عبد الباسط بالإذاعة المصرية و تقدم لها كقارئ بناء على طلب الشيخ الضباع ،الذي قدم تسجيلا للإذاعة بصوت عبد الباسط و نال إعجاب لجنة الإذاعة و تم اعتماده بها ليكون أحد قرائها،و من الجدير بالذكر أن أول تلاواته بالإذاعة المصرية كانت من سورة فاطر.
ظل الشيخ عبد الباسط يتألق بصوته حتى عين قارئا بمسجد الأمام الشافعي في عام 1952م ثم عين قارئا بمسجد الحسين عام 1958م خلفا للشيخ محمود علي البنا.
هذا و بدأ عبد الباسط رحلته الإذاعية في رحاب القرآن الكريم منذ عام 1952م و كانت أولى رحلاته خارج مصر إلى "السعودية" حيث أدى فريضة الحج و معه والده ، و طلب منه السعوديين أن يسجل عدة تلاوات لتذاع عبر موجات الإذاعة وبالفعل قرأ عبد الباسط القران في الحرم المكي و المسجد النبوي الشريف ولقب بعد ذلك بصوت مكة، ومن بين الدول التي زارها "الهند" لإحياء احتفال ديني كبير أقامه أحد الأغنياء المسلمين هناك،وفوجئ الشيخ عبد الباسط بجميع الحاضرين يخلعون الأحذية ويقفون على الأرض وقد حنّوا رؤوسهم إلى أسفل ينظرون محل السجود وأعينهم تفيض من الدمع يبكون إلى أن انتهى من التلاوة وعيناه تذرفان الدمع تأثراً بهذا الموقف الخاشع.
لم يقتصر الشيخ عبد الباسط في سفره على الدول العربية والإسلامية فقط وإنما جاب العالم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً وصولاً إلى المسلمين في أي مكان من أرض الله الواسعة، ومن أشهر المساجد الأخرى التي قرأ بها القرآن والمسجد الأقصى بالقدس وكذلك المسجد الإبراهيمي بالخليل في فلسطين والمسجد الأموي بدمشق وأشهر المساجد بآسيا وإفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند ومعظم دول العالم، فلم تخل جريدة رسمية أو غير رسمية من صورة وتعليقات تظهر أنه أسطورة تستحق التقدير والاحترام.
يعتبر الشيخ عبد الباسط القارئ ،الوحيد الذي نال من التكريم حظاً لم يحصل عليه أحد بهذا القدر من الشهرة والمنزلة التي تربع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن من الزمان نال خلالها قدر من الحب الذي جعل منه أسطورة ليس لها مثيل، هذا وحصل الشيخ عبد الباسط على عدد من الأوسمة منها وسام من رئيس وزراء سوريا عام 1959، ووسام من رئيس حكومة ماليزيا عام 1965، ووسام الاستحقاق من الرئيس السنغالي عام 1975، والوسام الذهبي من باكستان عام 1980، ووسام العلماء من الرئيس الباكستاني ضياء الحق عام 1984، ووسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين، ووسام الاستحقاق فى الاحتفال بيوم الدعاة أثناء الاحتفال بـ "ليلة القدر"فى عام 1987، ووسام الأرز من الجمهورية اللبنانية.
و في عام 1988م بدأ الشيخ عبد الباسط يعاني من الآلام مرض السكري الذي تمكن من جسده ، وسافر إلى لندن للعلاج من الالتهاب الكبدي والسكري لكن صحته تدهورت كثيرا،و في يوم الأربعاء 30 نوفمبر 1988م رحل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد عن عالمنا هذا ليترك بصمة كبيرة من الحزن في قلوب محبيه الذي صعب فراقه عنهم.
 كانت جنازته وطنية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي، فحضر تشييع الجنازة كثير من سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم تقديراً لدوره في مجال الدعوة بكافة أشكالها فهو كروان الجنة الذي رحل بجسده عنا ولكن ظل صوته خالدا مازال يتردد عبر محطات وقنوات القرآن الكريم في العالم ، رحم الله صاحب الحنجرة الذهبية الشيخ عبد الباسط عبد الصمد .


أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads