المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

أبرز الهجمات "الإرهابية" التي ضربت أوروبا في السنوات الأخيرة (تحقيق)

الجمعة 15/يوليو/2016 - 10:59 ص
طباعة
أعاد الهجوم الإرهابي الذي وقع مساء أمس، بمدينة نيس الفرنسية، خلال احتفالات العيد القومي والتي أودت بحياة 84 قتيلًا وعشرات الجرحى، ذكريات مؤلمة للأوروبيين عمومًا وللفرنسيين خصوصًا.

لم يكن هذا الحادث الإرهابي هو الأول من نوعه، بل شهدت أوروبا العديد من الهجمات المماثلة في السنوات الأخيرة.

تفجيرات مدريد 2004م.

كانت سلسلة من التفجيرات المتناسقة التي استهدفت محطة قطارات “أتوشا” في العاصمة الإسبانية مدريد يوم 11 مارس 2014م.

استهدفت هذه التفجيرات شبكة قطارات نقل الركاب متسببة في سقوط 191 قتيلاً و1755 مصابًا.

التحقيقات الإسبانية أثبتت لاحقًا أن هذه الهجمات تمت عبر خلية استوحت أفكار تنظيم القاعدة الذي قام بهجمات 11 سبتمبر الشهيرة منذ 3 أعوام ماضية. التحقيقات أثبتت عدم وجود علاقة مباشرة بين تنظيم القاعدة وهذه الهجمات.

هذه التفجيرات جاءت قبل 3 أيام فقط من الانتخابات العامة في إسبانيا، هذه الانتخابات التي خسرها الحزب الحاكم لمصلحة الحزب الاشتراكي المعارض؛ مما وضع تحليلات عديدة بأن هذه التفجيرات ساهمت بشكل أو بآخر في تغيير نتيجة الانتخابات الإسبانية.

زعيم حزب الشعب الحاكم آنذاك خوزيه ماريا أثنار حاول أن يبعد تورط الإسلاميين في هذه العملية وأن يلقي بالتهمة على منظمة “إيتا” الانفصالية حتى لا يعيد للأذهان تحالفه مع الولايات المتحدة وحربهما في العراق، والتي كانت تشهد رفضًا كبيرًا في صفوف الرأي العام الإسباني. هذا الأمر استغله زعيم الحزب الاشتراكي العمالي في الفوز بالانتخابات حيث كانت أصابع الاتهام تشير بوضوح إلى الجماعات الإسلامية وعلى رأسها تنظيم القاعدة، وكانت ذكريات هجمات سبتمبر ما تزال حاضرة في الأذهان.

أثرت هذه الهجمات بشكل كبير ولفترة طويلة على الجاليات المسلمة في إسبانيا التي يصل عددها إلى حوالي مليون ونصف مسلم، حيث لاحقتهم نظرات الاتهام في عيون المواطنين الإسبان. النظرة السلبية ظهرت واضحة جلية على أرض الواقع في إسبانيا، حيث أصبح المجتمع الإسباني منغلقًا أكثر وعنصريًّا أكثر بعدما كان المجتمع الإسباني منفتحًا على الثقافات الأخرى.

المهاجرون غير الشرعيين كانوا في مقدمة الضحايا بعد هذه الهجمات، والذين شعروا بتضييق الخناق عليهم نتيجة لدوريات الشرطة المستمرة؛ مما جعلهم يحاولون إيجاد طرق مناسبة لتسوية أوضاعهم بدلاً من الترحيل.

2- تفجيرات لندن 2005م

عبارة عن سلسلة عمليات متزامنة استهدفت قطارات الأنفاق في العاصمة البريطانية لندن.

في صباح يوم 7 يوليو 2005م، قام 4 من المتشددين بتفجير أنفسهم، ثلاثة منهم تمت في محطات قطارات الأنفاق والانفجار الرابع تم في حافلة نقل عام مكونة من طابقين.

التفجيرات تسببت في مقتل 50 شخصًا، وإصابة 700 آخرين.

في بحث لأحد المجلات الطبية البريطانية عن رد الفعل النفسي والسلوكي لتفجيرات لندن على عينة من سكان لندن أوضحت نتيجته أن المسلمين سجلوا “أكبر مستوى من التعرض للضغط النفسي” بنسبة 62% من إجمالي المشتركين.

وفي تقرير لاتحاد جمعيات الطلبة المسلمين في المملكة المتحدة وأيرلندا ظهر تردي مستوى الثقة بين الشباب المسلم بعد أحداث لندن، ونقص مستوى “الراحة” لهؤلاء الشباب تجاه دينهم لتصل إلى نسبة 20% فقط بعدما كانت 44% قبل الهجمات، كما ارتفعت نسبة “غير المرتاحين” من 5% إلى 31%.

في نفس هذا العام أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن مشاريع قوانين جديدة لمكافحة ما يوصف بالإرهاب، وبعد ذلك بثلاث سنوات تم إقرار هذه القوانين في مجلس العموم البريطاني.

تضمنت هذه القوانين بعضًا من الجزئيات التي انتقدتها منظمات حقوق الإنسان، ومنها إمكانية اعتقال أشخاص لمدة تصل إلى 6 أسابيع دون توجيه محاكمة. هذه القوانين أثبتت الأيام بوضوح أنها وضعت من أجل مكافحة الإرهاب “الإسلامي” وأدت بالفعل لتقييد الحريات في بريطانيا.

حادثة المتحف اليهودي 2014م

في يوم 24 مايو الماضي، قام رجل مسلح بإطلاق النار على المتحف اليهودي بالعاصمة البلجيكية بروكسل؛ مما تسبب في مقتل 4 أشخاص.

تم إلقاء القبض على أحد الفرنسيين من أصل جزائري للاشتباه بعلاقته بالحادث. المشتبه به يُعتقد أنه قضى عامًا في سوريا، وأنه على علاقة بجماعات إسلامية متشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

استغلت عدد من الجماعات اليهودية هذا الحادث للتنديد بأولئك الذي يعادون السامية والصهيونية.

جاء ذلك في وقت تعاني منه بعض الدول الأوروبية من هجمات وتظاهرات وفعاليات ضد المسلمين؛ حيث يقوم اليمين المتطرف في دول أوروبية مختلفة بحشد طاقاته للمطالبة بتقييد عمليات الهجرة والحد من “التوغل الإسلامي” في المجتمعات الأوروبية.

تفجير بورجاس 2012م

في يوم 18 يوليو 2012م حدث تفجير بواسطة «انتحاري» على حافلة كانت تقل سياحًا إسرائيليين في مطار بورجاس ببلغاريا.

تسبب الانفجار في مقتل 5 إسرائيليين بالإضافة إلى سائق الحافلة كما أصيب 32 آخرين.

في شهر فبراير التالي خرج وزير الداخلية البلغاري بتصريحات تقول إن الأدلة تشير إلى وقوف “حزب الله” اللبناني وراء هذا التفجير، لكن حزب الله وإيران أنكرا هذه الاتهامات.

تسبب هذا الحادث في تصويت الاتحاد الأوروبي بالإجماع على إدراج الجناح العسكري لحزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية.

حادثة تولوز ومونتوبان 2012م

عبارة عن سلسلة من الهجمات المسلحة الي استهدفت جنودًا فرنسيين ومواطنين يهود في مدينتي مونتوبان وتولوز الفرنسيتين.

العملية شملت 3 هجمات في الفترة بين 11 مارس – 22 مارس 2012م، وتسببت في مقتل 7 أشخاص بالإضافة إلى منفذ الهجوم كما أصيب خمسة آخرين.

الهجوم الأول كان في مدينة تولوز يوم 11 مارس، وتم قتل جندي مظلي فرنسي مسلم. الهجوم الثاني تم يوم 15 مارس، وتسبب في مقتل جنديين فرنسيين في مركز تسوق بمدينة مونتوبان. الهجوم الأخير تم يوم 19 مارس، وأسفر عن مقتل أربعة بينهم ثلاثة أطفال في إحدى المدارس اليهودية. تم التعرف على منفذ العملية وهو محمد ميراه البالغ من العمر 23 عامًا من أصول جزائرية.

المنفذ قام باستهداف الجنود بسبب مشاركتهم في الحرب في أفغانستان، كما قام بمهاجمة المدرسة اليهودية لأن اليهود يقومون بقتل إخوته في فلسطين.

تسببت هذه الحادثة التي وصفها الرئيس الفرنسي آنذاك ساركوزي بأنها حادثة فردية، في زيادة مخاوف المسلمين في فرنسا من الإساءة لهم وللإسلام ووصم المجتمع المسلم في فرنسا ككل.

قام الرئيس ساركوزي باقتراح قانون جديد يقضي بسجن الأشخاص الذين يقومون بزيارات متكررة لمواقع إلكترونية تعزز الكراهية والإرهاب. هذا القانون واجه اعتراضات كونه سيؤدي إلى الحد من التعبير عن الرأي، وقامت منظمة “مراسلون بلا حدود” باتهام ساركوزي بمحاول إنشاء نظام مراقبة الإنترنت.

بعد هذه الحادثة تم تسجيل حوادث كثيرة معادية لليهود في فرنسا، حيث وثقت الجمعية اليهودية الفرنسية 90 حادثًا وصفتها بأنها “معادية للسامية” خلال الأيام العشرة التالية للحادثة. كما تم تسجيل 148 حالة في شهري مارس وأبريل من بينها 43 حالة وصفت بالعنيفة.

مطار فرانكفورت 2011م

يوم 2 مارس 2011م، قام أحد الأشخاص بإطلاق النار داخل مطار فرانكفورت بألمانيا؛ مما تسبب في مقتل شخصين وإصابة آخرين.

قام أحد «المتشددين الإسلاميين» باستهداف حافلة تابعة للقوات الجوية الأمريكية خارج صالة الوصول في المطار، والتي كان من المفترض أن تقل 50 طيارًا أمريكيًّا إلى قاعدة رامشتاين العسكرية.

مطلق النار هو ألباني من منطقة كوسوفو، والذي كان يعمل في مكتب بريد المطار.

هذا الحادث هو الأول من نوعه في ألمانيا كلها؛ مما تسبب في صدى واسع وتخوفات من انتقال الهجمات الإرهابية إلى داخل الأراضي الألمانية.

تم إلقاء القبض على منفذ العملية حيث حكم عليه بالسجن مدى الحياة.

تفجيرات ستوكهولم 2010م

في يوم 11 ديسمبر 2010م، انفجرت قنبلتان في وسط العاصمة السويدية ستوكهولم؛ مما أدى لمقتل الانتحاري وإصابة شخصين.

منفذ الهجوم الانتحاري هو تيمور العبدلي، وهو سويدي من أصول عراقية، والذي كان قد عبر عن استيائه من السكوت السويدي عن الإساءة للرسول.

هذا الهجوم هو الأول من نوعه الذي يتم في إحدى دول شمال أوروبا من قبل «إسلاميين متشددين».

ردود الفعل على هذا الهجوم عبرت الحدود السويدية لبعض الدول المجاورة، ومنها النرويج التي أعلنت أهمية وجود القانون الذي تم إقراره بالفعل هناك، والمتعلق بمراقبة حركة المعلومات والهواتف النقالة، والقيام بتخزين المعلومات لمدة 24 شهرًا.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads