يبدو أن القضية السورية، ستظل شاغلاً للرأي العام العالمي، ولن يكون من السهل التغاضي عنها، خاصة وأن كل يوم يجد جديد.

اجتمعت صحافة العالم اليوم الاثنين، سواء الأمريكية أو البريطانية، على تناول ما شهدته مواقع الجيش السوري العسكرية التي تقع في ريف حماة، فقد سقط 26 مقاتلا مواليًا للنظام السوري، معظمهم إيرانيون، في القصف الصاروخي الذي استهدف مساء الأحد مواقع عسكرية في محافظتي حماة وحلب، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين.

وقال مصدر عسكري، مساء الأحد، عن عدوان جديد تتعرض له بعض المواقع العسكرية في ريفي حماة وحلب بصواريخ معادية، من غير أن تحدد الجهة التي أطلقتها.

وقال المرصد، صباح اليوم، إن القصف الصاروخي أدى إلى سقوط 26 قتيلا بينهم أربعة سوريين والغالبية الساحقة من الإيرانيين، لكن هناك أيضا مقاتلون من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات أجنبية.

في المقابل، أكد وزير النقل الإسرائيلي المكلف بالاستخبارات، اسرائيل كاتس أنه "ليس على علم بالحادث، ردا على أسئلة إذاعة الجيش الإسرائيلي.

مواقع التواصل الإجتماعي
ولكونها محور أساسي خلال هذه الفترة، لم تهتم الصحافة العالمية فقط، بم شهدته سوريا، مساء أمس من عمليات فصف، فقد لحق الإهتمام، بمواقع التواصل الإجتماعي أيضًا.
حرص العديد من النشطاء، وزوار موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، اليوم الاثنين، مقطع فيديو أكوا أنه عبارة عن رصد لعملية استهداف المقر العسكري للجيش العربي السوري في ريف حماة.

وأظهرت اللقطات، التي عرضت انفجارًا ضخمًا يهز ما قال عنه ناشطون إنه مستودع للذخيرة بريف حماة، مع الإشارة إلى أنه تابع لـلواء 47 بالجيش السوري، وهو ما أسفر عن مقتل 12 جنديًا وإصابة عدد كبير من الجنود في الموقع.

ورجح مصدر أمني سوري، أن عملية استهداف مستودعي ذخيرة في ريفي حماة وحلب، هو ناتج على الأغلب من ضربات جوية، موضحًا أن استهداف هذا المستودع والتابع للواء 47 للجيش السوري في ريف حماه، هو نتيجة لانفجارات قوية وحريق هائل، مشيرًا إلى أن مستودع الذخيرة المستهدف بريف حلب الشرقي يقع بين مطار النيرب والمالكية، موضحًا أنه لا صحة للأنباء، التي تداولت عن استهداف مطار حلب.

الشراكة الأمريكية السعودية
أهتمت "إندبندنت" البريطانية، بإلقاء الضوء على ما قاله المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي حول الشراكة الأمريكية السعودية، فهو يعتبر أنها تهدف إلى "زعزعة الاستقرار في المنطقة وإثارة الحروب وتصعيد سباق التسلح والتطرف".

وقال المتحدث بهرام قاسمي، اليوم الاثنين، ردًا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس، إن ما ذكره الوزير الأمريكي بشأن شراكة مع السعودية إنما هي شراكة في سياق زعزعة الاستقرار وإثارة الحروب والمزيد من تصعيد سباق التسلح، والتطرف القائم على مغامرات بعض الساسة السعوديين عديمي الخبرة ومثيري الحروب.

وأضاف قاسمي: "وما دامت هذه الشراكة التوسعية قائمة فمن الصعب بمكان أن تنعم شعوب المنطقة بالأمن والاستقرار".

وتابع المتحدث أن ما طرحه الوزير الأمريكي، حول تواجد ودور إيران في بعض دول المنطقة، هو مجرد مزاعم مكررة وفارغة ولا أساس لها؛ إذ أن تواجد الجمهورية الإسلامية الاستشاري في سوريا والعراق، وفقا لما شرحه، يأتي تلبية لطلب من حكومتيهما الشرعيتين وفي سياق مكافحة الإرهاب في المنطقة، وسيستمر تقديم هذه المساعدات مادامت هاتان الحكومتان بحاجة لها في مسار مكافحة الإرهاب، وفقا لتقديره.

استعدادت محو امبراطورية إيران
من ناحية أخرى أشارت "نيويورك تايمز" الأمريكية، لما أفاد به البيت الأبيض، من أن كل من الرئيس دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أجريا مكالمة هاتفية اليوم الاثنين، مع الإشارة إلى أن القضية الأساسية، هي إيران وترفاتها في المنطقة، وأنه تعمل على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وفقا لتقديرهما.

يشار إلى أن هذه المكالمة، جاءت بعد اللقاء، الذي جمع بين كل من نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو مساء الأحد في إسرائيل، والتي كانت ضمن جولة إقليمية يقوم بها الأخير في الشرق الأوسط.

وقال بومبيو، في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو: "أنشطة إيران في منطقة الشرق الأوسط تقلقنا، والولايات المتحدة ستدعم إسرائيل في مواجهتها أقوى من أي وقت مضى"، موضحًا خلال المؤتمر أن واشنطن حريصة على دعوة حلفاءها في أوروبا لفرض عقوبات على أفراد وكيانات إيرانية، بعد التأكد من أنهم على صلة ببرنامج طهران الصاروخي.

قتل الفلسطينيين في غزة
ولم تنس "واشنطن بوست" أن تلق بالضوء على ما قاله وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، حينما أعرب عن موقفه من الأحداث التي جرت في "مسيرة العودة" والتي كانت عبارة عن تظاهرات احتجاجية على الحدود ما بين إسرائيل وقطاع غزة، حيث قال خلال المؤتمر الصحفي، الذي جمع بينه وبين نظيره الأردني، أيمن الصفدي بالعاصمة عمان: "لإسرائيل الحق في أن تدافع عن نفسها، ونحن ندعمهم في ذلك الأمر".

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، بعد شهر "دام" على طول حدود غزة وإسرائيل، حيث ينظم نشطاء وشباب فلسطينيون تظاهرات تحت اسم "مسيرة العودة" فيما ترد عليهم القوات الإسرائيلية بإطلاق الأعيرة النارية وقنابل الغاز، ما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة المئات منهم.

وفي محاولة لإعطاء لمحة عن الأحداث التي شهدها القطاع، خلال مسيرات العودة، فقد كانت هذه الاحتجاجات ردًا على تفاقم الأزمة الفلسطينية، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس؛ لأنه كان بمثابة اعتراف بأن القدس عاصمة لإسرائيل.

ومن النقاط التي تطرق لها وزير الخارجية الأمريكي، في المؤتمر الصحفي، هي الحرب التي تشهدها سوريا، وقال عنها إن بلاده ملتزمة بوقف إطلاق النار جنوب شرقي سوريا، وأضاف قائلا، حول هذا الشأن "ندعم كذلك جهود الأمم المتحدة في جنيف من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع السوري الدائر".