المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"ريم بنا" مطربة ودّعت حياتها بروح مقاتلة وستظل نبض فلسطين

الخميس 03/مايو/2018 - 10:05 م
إسراء سيف
طباعة
ريم بنا مغنية كانت بروح مقاتلة خلقت من حلم وإرادة وكبر حلمها وإرادتها بالحب الذي صدرته بفنها ولمتابعينها، فمن يتخذ الحب طريقه لا يخسر أبدًا ولا يخذله الحب حتى وإن حاربته عراقيل الدنيا.

ولدت ريم بنا بالناصرة بفلسطين في ديسمبر عام 1966 لأم شاعرة وهي "زهيرة الصباغ" التي اشتهرت باحترافها للتصوير بجانب كتابة الشعر وبنضالها ضد الكيان الصهيوني ومشاركتها بالمظاهرات حتى بعد إصابتها المتكررة بالرصاص المطاطي، وقد بدأت ريم الغناء منذ طفولتها بالاحتفالات السياسية والوطنية بدعم من والدتها حيث غنت بإحدى الحفلات التي تحيي التراث الفلسطيني وهي مازالت بالعاشرة من عمرها.

تبنت ريم مزج الأغاني الفلسطينية والتراث الفلسطيني بالموسيقى العصرية، وكذلك بأغانيها للتهليلات الفلسطينية ولعل أشهر التهليلات التي غنتها ريم بصوت نقي دون موسيقى وبراعة تهليلة "يا ستي".

بدأت ريم مشوارها الفني مبكرًا وهي طالبة حيث أصدرت ألبومات كألبوم "جفرا" الذي كان مستوحى أيضًا من التراث الفلسطيني وبالأخص الأغنية المعروفة باسم الألبوم "جفرا" ثم ألبوم "دموعك يا أمي" عام 1986 وبعد التخرج أصدرت ألبوم الحلم عام 1993، وفازت أغنية الحلم بجائزة أفضل أغنية مرتين متتاليتين في سباق الأغاني بإذاعة مونتو كارلو الدولية حسب ما ذكره موقع السينما دوت كوم.

وقررت ريم الدراسة بالمعهد العالي بالموسيقى بروسيا وكان القرار صعبًا آنذاك حيث عارض البعض أن تسافر ريم وحدها لبلد مثل روسيا ولكن بالنهاية دعمتها الشاعرة زهيرة الصباغ حتى حصلت ريم على شهادة التخرج بدرجة امتياز عام 1991.

كتبت ولحنت ريم بعض أغانيها كما فعلت بألبومها "أنوار نيسان" عام 2009 وهو ألبوم خاص للأطفال، فهي كالفنان الذي يحمل أكثرة من رسالة ولم تغفل بمشوارها الطويل أن توجه أغانيها للأطفال بالأغاني التي تعد كالحكايات والقصص الملحنة بأداء رائع.

غنت ريم كلمات لشعراء كابن الفارض، محمود درويش بألبومها الأخير "تجليات الثورة والوجد" وقد غنت شعر لوالدتها زهيرة الصباغ أيضًا،وكانت تدور أغنياتها حول كل المعاني الجميلة بالحياة كالحب والحرية والمقاومة، وتكاد تستشعر في ألحانها وأغنياتها بكلماتها المختلفة روح الأجواء الفلسطينية بموسيقى عصرية ولكن بها الطابع والأصل العربي، فقد عاشت كي تجعل التهليلات الفلسطينية والتراث الفلسطيني حاضرًا في أذهان مستمعيها.

أصيبت ريم بمرض سرطان الثدي مرتين، وتحدته بكل مرة بشجاعة وكانت تناشد دائمًا متابعينها ألا يثقلوا عليها بالكلمات المحبطة ويتحدثوا معها دائمًا عن الحب والطاقة الإيجابية وعبرت دائمًا أن المرض احتل جسدها كما احتلت إسرائيل فلسطين وأنها ستواجهه وتقاتل من أجل حياتها كما تناضل هي والشعب الفلسطيني أمام العدو المحتل، ولكن بالنهاية فارقتنا بمارس الماضي بعد نضال طويل معه ولكن أبدًا لم يغلبها فيكفي نضالها وفوزها عليه أكثر من مرة وما استطاعت تركه لنا في كل السنوات التي كانت تتألم بها وأصرت أن تستمر.

"لا تنسى أني أنتصر عليك دومًا بالأغاني والحب وابتسامة لا تفارقني حتى وإن بكيت.. ستنام نومتك الأخيرة"
هذه بعض من كلمات ريم التي كانت تسجلها للمرض تعلمنا درسًا ألا نستسلم أبدًا أمام الصعوبات والأوجاع، كانت تردد دائمًا أن الوعكة الصحية هي التي أصيبت بها!..في تنويه منها أنها قوية صلبة تتحمل الصعاب وتستطيع تصدير البهجة والتفاؤل لمحبيها رغم كل ما كانت تمر به.

لم يكن السرطان وحده ما قاومته، فقد أصيبت ريم بوعكات صحية أخرى خطيرة كإصابتها بالتهاب رئوي حاد كادت تفقد قدرتها على التنفس ولكن شفيت منه لفترة قبل وفاتها، كما أصيبت بمشاكل بالأحبال الصوتية هددت استمرارها بالغناء.

لم تستسلم أبدًا وقتها فقد أعلنت أنها ستتجه لممارسة هوايات أخرى كالتطريز الذي برعت فيه، ولكن لأن الله يعلم جيدًا أنها كالعصفور الذي لا يستطيع الاستغناء عن صوته وأن يصدح دائمًا بالألحان فقد أجرت عملية جراحية بالأحبال الصوتية حلت المشكلة بالنهاية عام 2016 لتترك لنا أغانيها تشفي جراح روحنا بعد فراقها والتي أُطلقت في ألبوم بالقدس مؤخرًا يحتوي على آخر ما غنت ما بين عامي 2017 وأول 2018 فقد استطاعت حتى النهاية تسجيل بعض الأغاني على الرغم مما مرت به، وقد كان وفاة ريم بنا صدمة لجمهورها الذي تمنى لها دائمًا الشفاء ولكن تأتي الأقدار أحيانًا كثيرة بما لا تشتهي به الروح.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads