المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"القوة الذاتية" هكذا كانت مصر تصنع أسلحتها منذ 194 سنة

السبت 12/مايو/2018 - 10:01 ص
وسيم عفيفي
طباعة
بحكم تكوينه العسكري، كان من الصعب على محمد علي باشا أن يثبت دعائم حكمه في مصر إلا بتشكيل جيش وطني من المصريين وحقق هذا سنة 1826 م، لكن النواة الأولى لهذا الجيش كان في تسليحه، نظراً لأنه كما يقول كتاب "عصر محمد علي"، رأي أن الاعتماد على جلب السلاح من الخارج يعرض قوة الدفاع الوطني للخطر ويجعل الجيش والبلاد تحت رحمة الدول الأجنبية، لذلك بذل جهده في إنشاء مصانع الأسلحة في مصر، فأسس قائد المدفعية ادهم بك ترسانة القلعة لصنع الأسلحة وصب المدافع، وتولى إدارتها.

حي بولاق زمان - أحد
حي بولاق زمان - أحد أماكن تصنيع السلاح
كان في ترسانة السلاح 900 من العمال لصنع الأسلحة، ويصنع فيها كل شهر من 600 إلى 650 بندقية، تتكلف كل بندقية 12 قرش مصري، ويدفع لرؤساء العمال مرتبات ثابتة، أما العمال الآخرون فتدفع لهم أجور يومية.
وكان بها قسم خاص لصنع زناد البنادق، والسيوف والرماح للفرسان، وحقائب الجنود، وحمائل السيوف، وكل ما يلزم لتسليح الجنود من المشاة والفرسان وحيلة الخيل من اللجم والسروج وما إليها، وفيها مصنع واسع لعمل صناديق البارود ومواسير البنادق، ومصنع آخر لصنع الواح النحاس التي تستخدم لوقاية السفن الحربية.
مدفع في القلعة
مدفع في القلعة
كان معمل صب المدافع أهم مصانع الترسانة وأكثرها عملا وكانت تصنع فيه كل شهر ثلاثة مدافع أو أربعة من عيار أربعة وثمانية أرطال، وتصنع فيه أحيانا مدافع الهاون ذات الثماني بوصات ومدافع قطرها 24 بوصة، وازداد عدد عمال هذه الترسانة فوصل إلى 1500 عامل وتستهلك فيها كل شهر كمية عظيمة من الفحم والحديد، أما مخازن البارود والقنابل فقد اعد لها محمد علي مكانا خاصة على سفح المقطم.
أحد مدافع القلعة
أحد مدافع القلعة
لم يكتفي محمد علي بمصنع البنادق في القلعة، بل أنشأ في الحوض المرصود حوالي سنة 1831 معملا آخر لصنع البنادق، ووصل عدد عمال الحوض المرصود سنة 1837 م إلى 1200 من بين صناع ورؤساء عمال يصنعون في الشهر نحو 900 بندقية من مختلف الأنواع والأشكال، فمنها ما هو للمشاة ومنها ما هو للفرسان وللطوبجية على الطراز المتبع في الجيش الفرنسي ،وكذلك الحال في معامل القلعة.
كان متوسط ما تتكلفه البندقية 40 قرشا أي ما يزيد عن تكلفة البندقية التي تصنع في ترسانة القلعة بثمانية وعشرين قرشا، ويرجع هذا الفرق في عدد العمال وكمية الفحم والحديد في كلا المصنعين.
مدفع قديم في القلعة
مدفع قديم في القلعة
وكانت تعمل تجربة المدافع في كل أسبوع، وكانت البنادق التي تصنع في معامل القلعة والحوض المرصود كانت صناعتها جيدة، ولا يستطيع الإنسان أن يلحظ عيبا في صناعتها إلا إذا كان على خبرة بسر الصنعة، وكانت العيوب آتية وفق تقرير مانجان من نوع الحديد لا من عدم مهارة الصناع.
وفي مصر أيضاً قرر محمد علي باشا تأسيس معمل للبارود يقع مقره جهة مقياس النيل بطرف جزيرة الروضة، وكان بناؤه فسيحا ومناسبا وبعيدا عن المساكن، وقد تولى إدارته المسيو مارتل الذي كان من قبل مستخدما في معمل البارود بمدينة سان شاماس.
مسدس محمد علي باشا
مسدس محمد علي باشا
ويقول عبدالرحمن الرافعي في كتابه "عصر محمد علي باشا"، تولى المسيو مارتل العمل وكانت تحت إدارته تسعين عاملا موزعين على أقسام المعمل، منهم 18 عاملا كانوا يشتغلون في خلط الكبريت والفحم وملح البارود و21 عاملا يشتغلون في تقليب البارود في الطواحين وعددها عشرة، ولكل طاحون عشرون مدقة، تحركها عشر آلات تديرها البغال ويقودها عشرة رجال، وأربعون عاملا يشتغلون في صنع الرش ويصنع منه كل يوم 35 قنطارا، كما كان يصنع البارود بطريقة التبخير، وكانت هذه الطريقة أوفر من طريقة النار.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads