الإرهاق البدني في العمل.. سيء بالنسبة لك
الخميس 17/مايو/2018 - 05:07 م
نيرمين محمد
طباعة
أشارت مجلة "Time" إلى وجود دراسة جديدة نشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي، يقول الباحثون إن ليس كل الحركة متساوية. في الواقع، وجدوا أن بعض النشاط البدني يرتبط بزيادة خطر الموت المبكر.
قام بيتر كوين، باحث في الصحة المهنية في المركز الطبي لجامعة VU في هولندا، وزملاؤه بتحليل 17 دراسة بحثت في آثار النشاط البدني المتصل بالوظيفة.
شملت الدراسات أكثر من 193،000 رجل بمستويات مختلفة من الوظائف الجسدية، ووجد كوين أن أولئك الذين كانوا أكثر نشاطًا بدنيًا في العمل كان لديهم خطر أكبر للوفاة بنسبة 18٪ مقارنة بالأشخاص ذوي الوظائف الأقل نشاطًا.
قد تبدو النتائج متناقضة مع جميع البيانات التي توثق فوائد ممارسة الرياضة، لكن كوينن يقول إن تلك الدراسات تركز على النشاط البدني في أوقات الفراغ، ويقول: "نعتقد أن النشاط البدني في العمل وخلال أوقات الفراغ هما نوعان مختلفان تمامًا من التمارين مع نتائج فسيولوجية مختلفة نتيجة لذلك".
في حين أن الأشخاص الذين يمارسون الاستجمام بصفة عامة يظلون نشطين لمدة ساعة تقريبًا ويمكنهم أخذ فترات راحة عندما يشعرون بالتعب، فإن الأشخاص الذين لديهم وظائف بدنية شديدة المتطلبات غالبًا ما يؤدون نفس المهام كثيفة العمالة لساعات، مع فترات راحة قليلة. يمكن أن النشاط البدني المعتدل رفع معدل ضربات القلب وزيادة ضغط الدم ما يكفي فقط لتعزيز القلب ونظام القلب والأوعية الدموية. لكن النشاط البدني المكثف المرتبط بوظيفة تتطلب جهدا بدنيا يمكن أن يصبح عبئا بدلا من كونه منفعة على القلب
علاوة على ذلك، كما يقول، قد لا يحصل الأشخاص الذين لديهم وظائف تتطلب جهدًا بدنيًا على نوع التدريب الذي يمكن أن يكون مفيدا لهم، لأنهم يفترضون أن نشاطهم في العمل كافٍ. تقول كوين: "هؤلاء الأشخاص في مشكلة مزدوجة، لأنهم لا يستفيدون من نشاط وقت الفراغ ويتعرضون لمخاطر النشاط البدني في العمل".
لم تتمكن الدراسة من التمييز بين أسباب الوفاة المبكرة بين الأشخاص الذين كانوا أكثر نشاطًا بدنيًا في العمل. من الممكن، على سبيل المثال، أن تؤدي عوامل أخرى بخلاف النشاط البدني إلى زيادة خطر الوفاة المبكرة. فالناس الذين لديهم وظائف تتطلب جهدا بدنيا يميلون إلى التدخين أكثر، وغالبا ما يحصلون على تعليم أقل ودخل أقل. كما أنها تميل إلى أن تأتي من مجموعات اجتماعية اقتصادية أقل، والتي ترتبط بحد ذاتها بخطر أعلى للوفاة المبكرة.
ومع ذلك، تسلط النتائج الضوء على حقيقة مفادها أنه ليس كل النشاط البدني مفيدًا، وأن إرشادات الممارسة يجب أن تأخذ ذلك في الحسبان لضمان حصول الأشخاص على المقدار الصحيح - والنوع الصحيح - من النشاط البدني. " فلابد ان يكون هناك توازن أفضل بين النشاط البدني في العمل ووقت الفراغ"،
ويقول كوينين. "يمكننا محاولة تقليل كمية النشاط البدني في العمل، أو محاولة إضافة المزيد من الاستراحات لتقليل الشدة الكلية للنشاط البدني أثناء العمل.
