المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

في شهر رمضان 2018 ترصد لكم "بوابة المواطن" حكاية موائد الرحمن في مصر زمان

الإثنين 21/مايو/2018 - 02:39 م
طباعة
يوافق اليوم الإثنين، خامس شهر رمضان 2018، وهو شهر الخير والبركة والمغفرة، ونرى فيه كثيرا موائد الرحمن التي لا يحلو رمضان بدونها ولكن لما هى تقليدا مستمرا في شهر رمضان نراه باستمرار ولذا تقدم لكم بوابة المواطن اليوم حكاية موائد الرحمن في مصر زمان.

ظهرت أول موائد الرحمن في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، حين قدم إليه وفد من الطائف وهو فى المدينة، واعتنقوا الإسلام، واستقروا فيها لفترة فكان الرسول يرسل إليهم إفطارهم وسحورهم مع بلال بن رباح، واقتدى الخلفاء الراشدون بالرسول صلى الله عليه وسلم، حتى إن عمر بن الخطاب أعد دارًا للضيافة يفطر فيها الصائمون.

وكان الليث بن سعد، وهو أحد فقهاء مصر الأثرياء، كان في شهر رمضان لا يتناول إلا الفول، بينما كان يقيم موائد الرحمن للصائمين بأشهى وألذ أنواع الأطعمة وخاصة الهريسة التي عرفت باسم هريسة الليث.

وأقيمت أول موائد الرحمن في مصر بعد الرسول "ص" في عام 880 وهى السنة الرابعة لولاية أحمد بن طولون، فقد أمر بإقامة موائد الإفطار للصائمين فى رمضان، وأن يقدم فيها أشهى الأطعمة، وجمع الناس على مائدة حافلة فى أول أيام رمضان، وخطب فيهم: «إننى لم أجمعكم حول هذه الأسمطة إلا لأعلمكم طريق البر بالناس، وأنا أعلم أنكم لستم فى حاجة إلى ما أعده لكم من طعام وشراب، لكننى وجدتكم قد أغفلتم ما أحببت أن تفهموه من واجب البر عليكم فى رمضان، ولذلك فإننى آمركم أن تفتحوا بيوتكم وتمدوا موائدكم وتهيئوها بأحسن ما ترغبونه لأنفسكم فيتذوقها الفقير المحروم»، وأخبرهم ابن طولون بأن هذه المائدة ستستمر طوال أيام الشهر الكريم، وورث ابنه خمارويه الأمر عن أبيه، فقد كان يقيم موائد الرحمن للإفطار والسحور فى الأماكن العامة. 

ومع مرور الزمن اختفت مواد الرحمن، حتى عاد الخليفة الفاطمى المعز لدين الله، وأقام مائدة فى شهر رمضان يفطر عليها أهل جامع عمرو بن العاص وكان يخرج من قصره 1100 قدر من جميع ألوان الطعام لتوزع على الفقراء، وسميت «دار الفطرة».

ووصل طول بعضها إلى 175 مترًا، وتراجعت موائد الرحمن في عصر المماليك والعثمانين بسبب الحروب، اكتفى المصريون فى العهد المملوكى ببعض المظاهر البسيطة التى لا تصل إلى ما سمى بعد ذلك «مائدة رحمن»، وعندما جاء الاستعماران الانجليزى والفرنسى بدأت الجمعيات الخيرية تعيد إحياء موائد الرحمن للفقراء.

وفى القرن العشرين بدأت فى العودة مرة أخرى تحت رعاية الحكومة لبنك ناصر الاجتماعي، الذى كان يقيم مائدة بجوار الجامع الأزهر، يفطر عليها أربعة آلاف صائم من أموال دافعى الزكاة. بدأت موائد الرحمن بالازدهار وانتشرت فى العديد من الدول العربية والاسلامية.

كانت أول مائدة رحمن قبطية، أقيمت من أجل الإفطار فى رمضان فى حى شبرا، وبالتحديد عام 1969حين أقام القمص صليب متى ساويرس، راعى كنيسة مار جرجس، مائدة إفطار للمسلمين والمسيحيين فى شهر رمضان بميدان الأفضل بشبرا.

لكن مع الانفتاح الاقتصادى فى منتصف السبعينيات تراجعت موائد الرحمن، لتبقى نوعًا من التكافل البسيط بين أسر معينة، حتى عادت مرة أخرى مع زيادة المد الإسلامى مع عودة المصريين من العمل فى الخليج، وبدأت المساجد أيضًا فى إعداد موائد الرحمن الخاصة بها، وتنافس الأشخاص فى معاونة المساجد، بينما كان الأكثر ثراءً يعدون موائدهم وحدهم.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads