" البرويتان " رزق الغلابة القاتل فى ورش دمياط
الإثنين 28/مايو/2018 - 03:39 م
هيثم عبد الرازق
طباعة
لم يكن الأمر بجديد، مازال خطر البرويتان شاهدا على فشل واخفاق المسؤولين بدمياط فى مواجهته، تلك الأزمة التى تهدد أكثر من ثلثي سكان المحافظة، فهي خطر بات يهدد قرى بأكملها وأمام محاولات عاجزة ينهش ''البرويتان'' صدور الدمايطة وفى السطور القادمة نرصد مشكلة دمياط مع سموم الدهانات.
" البرويتان " قنبلة موقوتة
تعانى محافظة دمياط من انتشار ورش رش البرويتان والبليستر والتى تستخدم فى دهانات الأثاث، والتى تساعد علىانتشار أمراض الصدر مثل الالتهاب الرئوى والنزلات الربوية و التحجر الرئوى الذى يؤدى إلى الموت المفاجئ خاصة وأن معظم هذه الورش فى مناطق التجمعات السكانية مما يجعلها بمثابة قنبلة موقوتة داخل المدينة.
140 ألف مصاب بنزلات ربوية
وأكدت الإحصائيات أن مستشفى الصدر بدمياط تستقبل سنويًا أكثر من 140 ألف مصاب بالنزلات الربوية والتحجرالرئوي من بينهم 20 % من الأطفال ويرجع ذلك نظرًا لما تحتويه هذه المواد من مواد حارقة تساعد على تهيج الغشاء المخاطى، مما يؤدى انقباض الشعب الهوائية ومن ثم الإصابة بالنزلات الربوية، والتى قد تؤدى عند الأطفال إلى الوفاة، هذا فضلا عن التحجر الرئوى والذى يؤدى أيضًا فى كثير من الأحيان إلى الموت المفاجئ.
القرى أكثر انتشارا للمرض
وتعد نسبة الإصابة بالقرى أكثر من المدينة لانتشار هذه المهنة فى الريف بشكل كبير وتعد قريتى الشعراء وعزب النهضة هم أكبر تجمع عمال الدهانات على مستوى المحافظة، ولذلك يعد معظم ساكني هذه المناطق أكثر الأشخاص عرضة للمرض ونجد أيضا أن نسبة إنتشار الأوبئة بها تتخطى الـ 60 %.
دمياط موطن هذا المرض
وفى هذا الأمر جاء رأى الدكتور محمد عبدالله مدير مستشفى الصدر السابق بدمياط، أن هذه الورش تعد أشد خطورة من مصانع أجريوم، لوجودها فى التجمعات السكانية كما انها تقع فى شوارع ضيقة فالشارع مثلا من 2: 3 متر، وهذه المسافة تساعد على إنتشار الأمراض بصورة كبيرة فلا يقتصر دورها إصابة العامل فحسب بل وإصابة الأشخاص داخل منازلهم ولا نستطيع أن نقضى على المرض بشكل نهائى، طالما هناك مثل هذه المواد تتبع بشكل يومى ودورى فستظل دمياط موطن هذا المرض على الدوام ولعل أهم الحلول لهذه المشكلة توفير كبائن رش تستخدم فى هذا الشأن والإلتزام بمعايير الأمن الصناعى.
البليستر والبرويتان محرمة عالميًا
وقال سعد السبع، قيادى عمالى: أن جميع المواد التى تستخدم فى الدهانات ملوثة للبيئة ولكن يعد البليستر والبرويتان أشدهما خطورة فهى مواد ذات طبيعة مسرطنة، لذلك محرمة عالميًا والأكثر عرضة للإصابة هم الأطفال وإذا حاولنا أن نجد مواد بديلة سنجدها باهظة الثمن لا يقدر على شرائها أحد خاصة ونحن نعانى من أزمة إقتصادية كبيرة.
وأكد '' السبع ''، على ضرورة التفكير فى التعامل مع مصانع الإنتاج الحربى، ووتحديدًا مصنع 99 الحربى والذى يقومالآن بإنتاج كبائن رش لتساعد على الحد من إنتشار الأوبئة وتخفيف نسبة التلوث بالجو ويأتى هذا من خلال دعم المحافظة لهذا المشروع ونتمنى أن يدخل معنا الصندوق الاجتماعى لتوفير سعر الكبائن وجعله فى متناول الجميع.
الشوارع ضيقة
وقال محمد شهبو أحد العمال: " لو حبيت أجيب كبينة هلاقى شروط صعب توفيرها، فالمحافظة قالت إنه لازم يكون الشارع عرضه 6 أمتار أمام كل ورشة ودى حاجة صعبة جدًا، خصوصًا وإن الشوارع هنا ضيقة ومش كلها 6 أمتار "
وجاء رأى محمد عزمى قائلا: "إحنا عايزين نعرف شروط السلامة والصحة المهنية اللى إحنا بنسمع عنها دى ليهمش بنشوف حد منهم يجى ويدربنا أو على الأقل يقولونا شروط تنفعنا إنما أغلية العمال مايعرفوش حاجة عن الموضوع ده لإن مفيش توعية ونقدر نقول إن مافيش سلامة وصحة مهنية فى دمياط".
مستقبل أبناء دمياط في خطر
فيما جاء رأى مصدر أمنى أن مستقبل أبناء دمياط فى الإلتحاق بالكليات العسكرية ينهار يوما بعد يوم ففرص التحاقهم بهذه الكليات سيصبح أمرأ صعبًا مع مرور الوقت.
ندوات تثقيفية وورش عمل للتدريب
وعن دور الغرفة التجارية قال النائب محمد الزينى رئيس الغرفة التجارية: أن الغرفة تعقد ندوات تثقيفية وورش عمل للتدريب على أسس السلامة والصحة المهنية كما أنها قد تدخلت أيضًا فى توفير الكبائن المصرح بها بيئيًا بالتعاون مع غرفة تحديث الصناعة بالمحافظة
