المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"هيباتيا".. أحرقوا جثتها لتصير أيقونة لـ " قوة العلم "

الأربعاء 30/مايو/2018 - 06:56 ص
مريم مرتضى
طباعة
يحفل التاريخ بالأحداث و الشخصيات التي تميزت بالعلم و الذكاء، ولكن عاش بعضهم في معاناة فظيعة بسبب الجهل والتخلف، وقد كان هناك فيلسوفة لها قصة من أقوى القصص و هي " هيباتيا " التي تخصصت في الفلسفة الأفلاطونية المُحدثة كما تُعد أيضًا أول إمرأة في التاريخ يلمع اسمها كعالمة رياضيات.
هيباتيا.. أحرقوا
وُلدت هيباتيا في عام 380م، في مدينة الأسكندرية، التي كانت تحت الحكم الروماني آنذاك، وهي من أصول يونانية والدها هو " ثيون " عالم الرياضيات اليوناني الشهير، وهو أيضًا أخر أمناء مكتبة الإسكندرية الكبرى، و لذلك لقد أعتنى كثيرًا بتعليم أبنته وأعطاها عُصارة خبرته التي قد كان أكتسبها، و عندما بلغت العشرون عامًا أرسلها إلى أثينا و روما من أجل أن تدرس العلوم و الفلسفات المختلفة، و عندما عادت هيباتيا من رحلتها العلمية إلى مصر بدأت تعلم المصرين كل ما تعلمته حيث التف حولها الكثير جدًا من الشباب و أصبحت بالنسبة لهم مثل أعلى و رمز من رموز العلم و الحكمة و الفضيلة لذلك كانوا يحترمونها و يظهرون لها كل التقدير، كما أنها تميزت أيضاً بجانب علمها بالجمال الأنوثة الساحرة و لذلك أحبها الكثير جدًا من تلاميذها وطلب بعضهم الزواج منها، و لكن هيباتيا كانت قد كرست كل حياتها للعلم فقط لذلك قالت الكثير من كتب التاريخ أنها لم تتزوج قط بالرغم أن كان هناك إشاعات تقول أنها تزوجت من الفيلسوف " ايزودور السكندري "، ولكن الحقيقة أنها ظلت عذراء حتى مماتها، كما عُرف عنها الخلق الحسن و العفاف و الشرف، وكانت تتميز بالتواضع الشديد و كانت لا تحب الظهور والأضواء.
هيباتيا.. أحرقوا
أعمالها العلمية
من أهم إضافات هيباتيا العلمية هي رسم الأجرام السماوية و أيضاً اختراع الهيدروميتر و هو جهاز لقياس السائل النوعي، وقد تحدث عنها المؤرخ الكنسي سقراط قائلاً في كتابه " تاريخ الكنيسة ": " كانت توجد فتاة في الإسكندرية تُدعى هيباتيا و هي ابنه الفيلسوف ثيون، كانت بارعة جدًا في تحصيل كل العلوم المعاصرة مما جعلها تتفوق على جميع الفلاسفة المعاصرين "، كما نالت هيباتيا احترام و تقدير شديد من " أورستوس "حاكم الإسكندرية، و لهذا السبب ذاع صيت هيباتيا في الإسكندرية بشكل كبير.
هيباتيا.. أحرقوا
موت هيباتيا 
غضبت الكنيسة بسبب التفاف الناس والمثقفين حول هيباتيا، وفي نفس الوقت دب خلاف شديد بين أورستوس حاكم الأسكندرية و بين الكنيسة المصرية، وتحديدًا الأسقف " كيرلس "، لذلك قام الأخير وبعض الرهبان المستفيدون من الجهل و الفوضى، و الذين كانوا يخافون من قوة و نفوذ و علم هيباتيا، بعدما إلتف حولها الكثير من الشباب المسيحيين و الذين كانوا يقتنعون بشدة بأفكارها التي كانت تراها الكنيسة أفكار كافرة و شيطانية، لذلك كان الحل الوحيد بالنسبة لهم هو التخلص منها بشكل نهائي لكي يضمنوا أن تكون عقول الناس دائمًا تحت سيطرتهم و أيضًا من أجل إضعاف الحاكم أورستوس و إضعاف نفوذه، فقاموا بإستغلال بعض أولئك الذين لهم ولاء للكنيسة و كانوا تحت سيطرتهم باسم الدين، وقاموا بتحريضهم على قتل هيباتيا، وهُنا حدثت جريمة بشعة حيث قاموا بتتبعها وهي عائدة إلى منزلها من إحدى ندوتها العلمية وقاموا بسحلها و قاموا أيضًا بنزع ملابسها حتى أصبحت عارية تمامًا من أجل أن يُسلخ جلدها أثناء السحل وقاموا بسلخ ما تبقى من جلدها بالأصداف إلى أن صارت جثة هامدة، ثم قاموا بإحراق جثتها.
وهكذا أصبحت هيباتيا رمزًا للعلم أمام الجهل والظلام، وستظل على الرغم من موتها رمزًا لقوة العلم أمام هؤلاء الذين يسيطروا على عقول الناس بالجهل باسم الدين، وهم كاذبون يدّعون التدين من أجل أن يحصلوا على رغبتهم المريضة.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads