المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"القدس بعد حطين" فترة منسية من مفاوضات أيوبية ضيعت بيت المقدس

السبت 02/يونيو/2018 - 03:02 ص
وسيم عفيفي
طباعة
بعد انتصار صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين عام 583ﻫ الموافق 1187م، أمر بفتح المدن والقلاع التي كانت تسيطر عليها الفرنجة، وبعد أن انتهت مهمة القوات الأيوبية باستعادة معظم المناطق قرر السلطان أن يتوجه بنفسه نحو القدس، حيث رعب العدو كثيرا بهذا القرار.
وصل صلاح الدين إلى القدس يوم الأحد الموافق 15 رجب عام 583ﻫ الموافق 20 أيلول عام 1187م، فنزل بالجانب الغربي منها، وكانت القوات الإسلامية تقيم هناك، وقد قدر عدد هذه القوات بحوالي ستين ألفا.
موقع معركة حصن يعقوب
موقع معركة حصن يعقوب بين الأيوبيين والصليبيين
أخذ السلطان بتفحص ومعرفة نقاط الضعف في أسوارها، حيث قرر التركيز على الجهة الشمالية من المدينة، حيث نصب المسلمون المجانيق فيها، وكان ذلك يوم الأحد الموافق 15 رجب عام 583ﻫ الموافق 20 سبتمبر عام 1187م حتى وصلوا إلى سور المدينة ونقبوه، وشرعوا بالهجوم عند باب العمود في الجهة الشمالية من البلدة القديمة، وحمل المسلمين حملة رجل واحد فلما شاهد الصليبيين ذلك طلبوا الأمان من القوات الإسلامية.
مفاوضات الصلح بين السلطان صلاح الدين الأيوبي والصليبيين
رسمة لـ صلاح الدين
رسمة لـ صلاح الدين
في الوقت الذي اشتد فيه هجوم صلاح الدين على القدس، اتسعت رقعة الخلاف داخل المدينة بين الطوائف المسيحية، وتذكر بعض المراجع إلى تآمر الأرثوذكس في المقدس مع صلاح الدين، ووجود اتصالات سرية بين الطرفين تعهد فيها الأرثوذكس بفتح أبواب المدينة. 
رسمة من زمن باليان
رسمة من زمن باليان
لم يلبث باليان دي إبلين أن أدرك استحالة المقاومة، لا سيما بسبب نقص الرجال والمقاتلين، حتى قيل أنه كان في بيت المقدس عندئذ رجل واحد مقابل كل خمسين من النساء والأطفال، لذلك "أرسلوا جماعة من كبرائهم في طلب الأمان وتسليم القدس "بشرط احترام من بالمدينة من الفرنجة، والسماح لمن يشاء بمغادرتها"، وكانت هذه الشروط نفسها هي التي سبق أن عرضها صلاح الدين من قبل ورفضها باليان، ولكن صلاح الدين أصر على تسليم المدينة دون قيد أو شرط. 
باليان يسلم القدس
باليان يسلم القدس لـ صلاح الدين
عندما ساء موقف الفرنجة داخل بيت المقدس، حاولوا مرة أخرى إقناع صلاح الدين بالعفو عنهم، فخرج باليان "ابن بارزان" بنفسه لاستعطاف صلاح الدين، وعندما أصر صلاح الدين الأيوبي على موقفه لجأ باليان إلى الترغيب والتهديد، فكان موقف صلاح الدين الإصرار على المقاومة والصمود في وجه المحتلين.
الإتفاق على تسليم القدس وتحريرها دون قتال
صلاح الدين أثناء
صلاح الدين أثناء المفاوضات مع الصليبيين
اتفق صلاح الدين الأيوبي وأصحابه على ترك المسيحيين يغادرون المدينة مقابل عشرة دنانير فداء الرجل منهم "يستوي فيها الغني والفقير"، وخمسة دنانير فداء للمرأة، ودينار واحد للطفل، أما الفقراء من الفرنجة فقد وافق صلاح الدين على أن يدفع باليان لسبعة آلاف منهم مبلغا إجماليا قدره ثلاثون ألف دينار كما يذكر بن شداد، واشترط صلاح الدين أن يكون ذلك خلال أربعين يوما.

وتحررت القدس صلحا عام 583ﻫ الموافق 1187م، وعندما نصب السلطان صلاح الدين خيامه أمام أسوار بيت المقدس "سلموا المدينة بشرط أن يتم تحريرهم مع كل ما يمكن حمله من أمتعة، وأن يتولى حمايتهم بنفسه إلى أراض أكثر أمانا".

تركزت بنود الصلح على أن يدفع الصليبيون الجزية عن كل شخص، كما أقيمت الصلوات في المسجد الأقصى، وأدى صلاح الدين الصلاة في قبة الصخرة بعد أن تم تنظيفها وتطهيرها من الأوساخ والقمامة التي كان قد تركها الصليبيون.
القدس في العهد الأيوبي
السكّان الفرنجة بين
السكّان الفرنجة بين يديّ صلاح الدين بعد استرجاعه للقدس
أقام صلاح الدين في القدس، وكان في خدمته الأمير علي بن أحمد المشطوب وعندما غادر المدينة المقدسة خلف اخاه الملك سيف الدين العادل، يقرر قواعده، ولم تغفل عين السلطان على القدس؛ إذ حضر لزيارتها عام 587ﻫ الموافق1191م، فلما وصلها نزل بدار القسس المجاورة لكنيسة القيامة .

وشرع في تحصين المدينة، وأمر بحفر خندق عميق، وأنشأ سورا، وأحضر 2000 أسيراً من الإفرنج، وجدد أبراجا حربية من باب العمود إلى باب المحراب (باب الخليل)، وأنفق عليها أموالا جزيلة، وقسم بناء السور على أولاده وأخيه العادل وأمرائه، وأشرف على ذلك البناء.

طالت إقامة السلطان صلاح الدين لتقوية البلد وتشييد أسواره، وجدد في عمارة الصخرة المقدسة، وأكمل السور والخندق، وسار في غاية الإتقان، وشارك صلاح الدين في نقل الحجارة والعمارة ملوك وأمراء الدولة الأيوبية، فضلا عن القضاة، والعلماء، والصوفية، والزهاد، والأولياء، وجيع سكان القدس وقد أوقف السلطان ثلث دخل نابلس وأعمالها لمصالح القدس وعمارة سورها، وقام بترتيب عدة دواوين في بيت القدس في كل ديوان منها عدد من النواب من المصريين ومنهم من الشاميين. 
صلح الرملة
المفاوضات مع صلاح
المفاوضات مع صلاح الدين
أسفرت المفاوضات بين السلطان صلاح الدين الأيوبي وريتشارد قلب الأسد على توقيع اتفاقية الرملة بتاريخ 21 شعبان من عام 588ﻫ الموافق 12 سبتمبر من عام 1192م، وفق الشروط التالية: 
تستمر الاتفاقية مدة ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، وتكون اللد والرملة مناصفة بين المسلمين والإفرنج، وتبقى عسقلان خرابا لا تعمر بيد المسلمين، ويكون السهل الساحلي من رأس الناقورة إلى يافا بيد الفرنجة، والسماح للحجاج النصارى بزيارة القدس، وبيت لحم، والناصرة دون دفع أي ضرائب، وتكون المنطقة الممتدة في ما وراء يافا إلى رفح مع المسلمين، وتكون صيدا وبيروت وجبيل مع المسلمين، وكذلك البلاد الداخلية".
سمح السلطان للصليبيين بزيارة بيت المقدس بعد توقيع اتفاقية الرملة، أما هو فتوجه إلى القدس، وأمر بإحكام سوره، وعمل المدرسة والرباط والبيمارستان، ووقف عليها الوقوف. 
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads